الجزائر - Période Ottomane




يعد القصر الأثري العتيق "خداوج العمياء" الذي يقع أسفل حي القصبة، تحفة خالدة وأسطورة عثمانية حية وأحد الروائع المعمارية النادرة التي تتلألأ قبالة الواجهة البحرية الموروثة عن العهد العثماني، ورغم مرور خمسة قرون على بنائه أول مرة من قبل البحار التركي الشهير "خير الدين بربروس" في ربيع 1546، فإنّ أعمدته وأقواسه وفوانيسه لا تزال متشامخة.



تفيد بحوث تاريخية، أنّ الخزناجي "حسن باشا" (وزير التجارة في الدولة العثمانية في القرن السادس عشر)، اشترى القصر المذكور وأهداه لابنته الأميرة الكفيفة "خداوج" ومن يومها أخذ القصر اسم "خداوج"، فالاسم كنية مشتقة من اسم خديجة، وتروي أسطورة قديمة، دأب السكان على نقلها للأجيال المتعاقبة، أنّ الأميرة "خداوج" كانت فتاة باهرة الجمال والحسن، وفقدت بصرها لإفراطها في استعمال الكحل، فقد كانت معجبة كثيرًا بنفسها، لذا أمضت الساعات الطوال تتأمل جمال وجهها في المرآة.



يتكون هذا القصر من ثلاث وحدات بنيت على ثلاثة طوابق، يؤدي المدخل الرئيسي إلى ممر يمكن من حجب داخل الدار عن الأنظار، يوصل الممر المتعرج إلى صحن صغير تحيط به غرف للإقامة، وتخضع غرف الطوابق العلوية لتصميم ثلاثي يتكون من فضاء أوسط عميق وآخرين جانبيين.

ويتكون قصر "خداوج" من ثلاثة طوابق، أولها أرضي يقودك إليه درب صغير موشى بجداريات من الرخام المزخرف، أما الطابقان الثاني والثالث، فتعثر فيهما على مشربية السلطان وطقم كامل من غرف النوم والاستراحة وكذا الحمامات، وتتوسط الدار، مثلما هو حال جميع دور المدينة، صحن طويل بنسق فناء شاسع تزينه فصيلة من الأقواس الرخامية أبدعت الأنامل التركية في بسطها ورصّها، لتعانق نوافير يتسلل منها ماء زلال يشفي الظمآن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)