يُعد قصر الباي محمد بن عثمان الكبير في مستغانم جوهرة معمارية عثمانية، تُجسّد إرث البايلك الغربي تحت حكم الدولة العثمانية في الجزائر. يعود تاريخ بناء القصر إلى أواخر القرن الثامن عشر، ويُنسب إلى الباي محمد الكبير، حاكم المنطقة من عام 1193هـ/1779م إلى 1211هـ/1796م، والمعروف بإصلاحاته وإسهاماته في استرجاع وهران من الإسبان. تشير بعض المصادر إلى أن ابنه، الباي عثمان بن محمد، الذي خلفه في الحكم عام 1211هـ/1796م، قد أكمل البناء أو أضاف إليه لمسات تزيينية.
كان القصر بمثابة مقر إقامة وسيادة إدارية، ويعكس الطراز العثماني الممزوج بالتأثيرات المغاربية والأندلسية. تبرز فيه الأفنية الداخلية، والأقواس الأنيقة، والغرف المزخرفة بفسيفساء وأسقف مزينة، مما يعكس رقي العصر. كان القصر مركزًا للسلطة ورمزًا لنفوذ الباي في مستغانم، التي شكلت مركزًا استراتيجيًا في البايلك الغربي.
على الرغم من أهميته، يبقى قصر مستغانم أقل توثيقًا مقارنة بنظيره في وهران. تعرض القصر للتدهور خلال الاحتلال الفرنسي (1830-1962م)، ويعاني من نقص في أعمال الترميم الحديثة، مما يهدد بقاءه. يظل هذا الصرح شاهدًا على طموحات محمد الكبير، ويستحق اهتمامًا متجددًا للحفاظ على تاريخه وجماله.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
المصدر : cartes.patrimoineculturelalgerien.org