ضريح سيدي عبد الله بوقبرين، رمز روحي في مستغانم

ضريح سيدي عبد الله بوقبرين هو معلم ديني وتاريخي بارز في ولاية مستغانم، الجزائر، يُنسب إلى الولي الصالح سيدي عبد الله بوقبرين الذي عاش في القرن الحادي عشر. يُعد هذا الضريح رمزًا للروحانية والتراث الثقافي في المنطقة، حيث يجذب الزوار من مستغانم والمناطق المجاورة على مدار العام. يتميز الضريح بموقعين: أحدهما في حي المطمور، والآخر في بينا رو، إحدى بلديات مستغانم، مما أكسبه لقب "بوقبرين" (صاحب القبرين).

سيدي عبد الله بوقبرين: الولي الصالح
عاش سيدي عبد الله بوقبرين في القرن الحادي عشر، واشتهر بتقواه وتأثيره الروحي في المنطقة. يُذكر أن له ذرية كثيرة في مستغانم، ومن بين سلالته الشيخ بن تكوك، شيخ الزاوية السنوسية في بوقيرات. هذا الارتباط العائلي يعزز من مكانة الضريح كمركز ديني وثقافي، حيث يُعتبر رمزًا للاستمرارية الروحية والاجتماعية في المنطقة.

أهمية الضريح في العصر الاستعماري
خلال العهد الاستعماري، كان ضريح سيدي عبد الله بوقبرين من أبرز المزارات التي استقطبت سكان مستغانم والمناطق المجاورة. كان يُنظر إليه كمكان للبركة والتأمل، حيث كان الزوار يتوافدون للدعاء وطلب الشفاعة. هذا الدور الروحي جعل الضريح مركزًا للوحدة المجتمعية في وجه التحديات الاستعمارية.

الضريح اليوم: وجهة روحية مستمرة
حتى اليوم، يواصل ضريح سيدي عبد الله بوقبرين استقبال أعداد كبيرة من الزوار، سواء من المؤمنين الباحثين عن البركة أو من المهتمين بالتراث الثقافي والديني. يُعد الضريح مكانًا للتأمل والصلاة، ويحتفظ بمكانته كأحد أهم المواقع الروحية في مستغانم. وجود ضريحين مرتبطين بسيدي عبد الله يضيف طابعًا خاصًا لهذا المعلم، مما يعزز جاذبيته للزوار.

خاتمة
ضريح سيدي عبد الله بوقبرين ليس مجرد مزار ديني، بل هو رمز للتراث الروحي والثقافي في مستغانم. من خلال تاريخه الطويل وارتباطه بالولي الصالح وذريته، يُجسد الضريح قيم الصمود والوحدة المجتمعية. يظل هذا المعلم وجهة حيوية للزوار، يربط بين الماضي والحاضر، ويعكس الغنى الروحي للمنطقة. سواء في حي المطمور أو بينا رو، يبقى ضريح سيدي عبد الله بوقبرين شاهدًا على إرث ديني وثقافي عريق.