المسجد المريني العتيق، الواقع في حي الطبانة التاريخي بمستغانم، الجزائر، هو معلم بارز يطل على ضفاف نهر عميق يُعرف بـ"وادي عين الصفراء". شُيد هذا المسجد في سنة 742 هـ (1340 م) بأمر من السلطان المريني أبي عبد الله بن أبي سعيد، ويُعد شاهدًا على التألق المعماري والثقافي للدولة المرينية. تم تصنيفه كمعلم وطني في 15 أفريل 1979 بقرار من وزارة الثقافة، ليبقى رمزًا حيًا للتراث الديني والتاريخي في المنطقة.
تأسيس مريني
بُني المسجد برعاية السلطان أبي عبد الله بن أبي سعيد المريني، في فترة ازدهار العمارة المرينية. يقع المسجد في موقع استراتيجي بحي الطبانة قرب وادي عين الصفراء، حيث كان يخدم كمكان للعبادة ومركزًا مجتمعيًا. يتميز طرازه المعماري، الذي يعكس روح تلك الحقبة، بعناصر مثل الأقواس على شكل حدوة حصان، والزخارف الجصية، والنقوش الهندسية المعقدة. ورغم أن بعض هذه السمات تأثرت بمرور الزمن، إلا أن المسجد لا يزال يحتفظ بطابعه المريني المميز.
تاريخ حافل بالتحولات
خلال الاحتلال الفرنسي لمستغانم، حُوّل المسجد من وظيفته الدينية ليصبح مخزنًا للأسلحة، وهي ممارسة شائعة في تلك الفترة الاستعمارية. بعد استقلال الجزائر، عاد المسجد إلى دوره الأصلي كمكان للعبادة. ومع ذلك، أدت عمليات الترميم المتعددة، التي أُجريت بشكل غير منتظم، إلى تغيير مظهره الأصلي، مما تسبب في فقدان جزئي لأصالته المعمارية. على الرغم من ذلك، يحتفظ المسجد بهالته الروحية والتاريخية، ويستمر في جذب المصلين والزوار على حد سواء.
معلم وطني مصنف
يُبرز تصنيف المسجد المريني العتيق كمعلم وطني في عام 1979 أهميته الثقافية والأثرية. يعكس هذا التصنيف التزام الجزائر بالحفاظ على تراثها الديني والتاريخي. يقع المسجد في ولاية مستغانم، وهي منطقة غنية بالآثار المرينية والعثمانية، مما يجعله نقطة مرجعية لدراسة التاريخ المحلي وتأثير السلالات المغاربية.
خاتمة
المسجد المريني العتيق ليس مجرد بناء ديني، بل هو شاهد حي على تاريخ مستغانم العريق. من تأسيسه المريني إلى تحويله إلى مخزن خلال الاحتلال الفرنسي، ثم عودته إلى وظيفته الروحية، يجسد هذا المعلم صمود التراث الجزائري. وعلى الرغم من التغييرات التي أحدثتها الترميمات، فإن تصنيفه الوطني يضمن الحفاظ عليه للأجيال القادمة، مما يجعله وجهة لا غنى عنها لمحبي التاريخ والثقافة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : patrimoinealgerie