تمنراست - A la une

فاطمة طاطي رئيسة جمعية ''اهكيت'' للصناعات التقليدية بتمنراست


في خيمة منصوبة بقصر المعارض، كانت السيدة فاطمة طاطي تجلس رفقة مجموعة من النسوة التارقيات بلباسهن التقليدي الجميل وزينتهن المميزة، يرتشفن الشاي الذي كان رجل يعده لهن ولزوار الخيمة.
وفيما جلست الأخريات لتبادل أطراف الحديث، كانت السيدة طاطي منهمكة في استكمال عملها وإنجاز قطعة تقليدية، لم نعرف من الوهلة الأولى ماهيتها، فسألنا مضيفتنا في الخيمة التي شرحت لنا أنها بصدد نسج مايسمى في التارقية ''الايسبر''، وهي عبارة عن قطعة منسوجة بعدة خامات حسب الرغبة؛ كالصوف، الجلد وبعض النباتات التي تنمو في الوديان.
ولهذه المنسوجات استعمالات مختلفة، كما تقول محدثتنا؛ ''يمكن استخدامها كمضادات للرياح في الخيمة، حيث توضع في كل زواياها لتصد الرياح، كما يمكن استخدامها للجلوس. والجديد أنني حاليا أقوم بصنع وسادة خاصة بمقعد السيارة من أعواد نبتة تنمو في الوادي، فبعد تجفيفها وتحضيرها، ننسجها لنشكل منها وسادة تصلح للسائقين، ميزتها أنها جيدة للظهر، كما أنها مضادة للحرارة، عكس الصوف''.
السيدة فاطمة التي قضت عشرين سنة من عمرها في عالم الخياطة والحياكة التقليدية في منطقة ''تاهغرت'' الغربية، تشير إلى أنها تصنع الكثير من المنسوجات مثل الوسائد، أو الدنفاسة كما تسميها، فضلا عن ''ايهكتان'' وهي الخيم صغيرة الحجم المصنوعة من الجلد، والسيوف المسماة ''تكوبة''. كما تخصصت في خياطة الفساتين المنزلية ''الجبات'' التي تطلق عليها اسم ''الرواب''.
وتقول؛ إنها تعلمت صناعة كل هذه الأشياء التي تعد جزءا من الحياة التقليدية لسكان الهقار والطاسيلي من أمها ومن خالاتها، وكذا من صديقاتها؛ ''أنا لا أفوت أي فرصة لتعلم حياكة أو نسج أو خياطة أي شيء تقع عليه عيني، صحيح أنني في الأصل خياطة، لكن كل هذه المنتجات تستهويني، لذا أتعلم بنفسي وآخذ من تجربة الآخرين''.ومن أجل تثمين هذا العمل النسوي الممتد عبر عقود من الزمن، والمحافظ على هذا الإرث من الضياع، فإن السيدة طاطي عمدت إلى إنشاء الجمعية الثقافية الشبانية ''اهكيت'' للصناعات التقليدية التي تترأسها، وتوضح أنها تجمع الكثير من النساء العاملات في هذا المجال في ولاية تمنراست، وتعمل على دعمهم وكذا ترقية منتجاتهن مع إتاحة الفرصة لهن لتسويقها والتعريف بها خارج الولاية، عبر المشاركة في مختلف التظاهرات داخل وخارج الولاية.وإذ تؤكد دعم السلطات المحلية للجمعية، فإنها تشير إلى أن مثل هذه المنتجات تبقى جد مطلوبة في المنطقة من طرف السكان وكذا السياح، ولذا، فإنها تشدد على أهمية الحفاظ على هذا الإرث.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)