تلمسان - A la une

ارتفاع عدد المصابين بالأمراض العقلية بمغنية في ولاية تلمسان


ارتفاع عدد المصابين بالأمراض العقلية بمغنية في ولاية تلمسان
مختصون يحذرون من تبعات تركهم يهيمون بالشوارع
مع بداية حلول موسم الصيف لهذه السنة بدأت شوارع مدينة مغنية تعرف الانتشار الواسع للمجانين والمصابين بالأمراض العقلية، وهذا في غياب مصلحة استشفائية للتكفل بهم رغم وجود دار الخيرية التي تضم حوالي 84 مريضا والتي تبقى تحتاج إلى عملية توسعة وتدعيمها بعتاد قصد التكفل الأحسن بهم.
وخلال الجولة التي قادتنا لعدة شوارع بالمدينة لاحظنا التزايد المستمر لحالات الإصابة بالأمراض العقلية، نتيجة الأوضاع الاجتماعية الصعبة والتي تعد السبب الرئيس حسب بعض الأطباء النفسانيين في انتشار الظاهرة بالمنطقة، والتي يؤدي أغلبها إلى تناول المخدرات والأقراص المهلوسة والكحول...
مجانين يغزون شوارع مغنية.. والمواطنون في خطر
فالزائر لمدينة مغنية هذه الأيام يذهل للعدد الكبير من المجانين الذين يغزون الشوارع الرئيسية، مما يفرض على المتجول بالشوارع أخذ الحيطة والحذر لما قد يصادفه من حوادث أبطالها مجانين.. فمن السب والشتم والتلفظ بكلام فاحش، يضطر المارّون في بعض الحالات إلى الابتعاد عن الطرق والأرصفة التي يسلكها المصابون بالأمراض العقلية، تجنبا لما يصدر عنهم من تصرفات عدوانية تصل أحيانا حد الاعتداء الجسدي، وكثيرا ما يتعرض البعض سيما النساء والأطفال لرشقات حجر أو ضربة عصى ونحوها.. أما عن ظاهرة التعرّي، فقد أصبحت من الأمور العادية، كون كل المجانين تقريبا ينزعون ثيابهم، وفي أحسن الأحوال يرتدون ملابس ممزقة لا تستر عوراتهم وبأماكن لا تبعد عن المسؤولين سوى بأمتار قليلة. مثلما هو الشأن بمحاذاة مقر البلدية أمام مركز البريد بوسط المدينة وبعض الإدارات العمومية الأخرى، والشوارع الرئيسية للمدينة ومواقف وسائل النقل. ومن الواضح حسب اللهجات التي يتكلم بها هؤلاء المجانين، أن أغلبية الذين يهيمون في شوارع وأزقة مدينة مغنية.
قد قدموا من مختلف المناطق المجاورة لها، مما يعني أنهم يتمتعون بحرية التنقل بين شتى المدن وعلى متن وسائل نقل عمومية لا يكلف أصحابها أنفسهم عناء التأكد من صحتهم العقلية، حيث لا يهمهم في ذلك إلا دفع تسعيرة النقل، وان بدت على المسافر مظاهر الانهيار العصبي والتخلف العقلي، وبما أنهم لا يحملون وثائقهم يصعب على مصالح الأمن تحديد هويتهم.
الانهيارات العصبية في تزايد ومستشفى خاص أكثر من ضرورة
وتؤكّد الأرقام لبعض المصادر من الجهات المختصة أن عدد الإصابات بالانهيارات العصبية والأمراض العقلية في تزايد مستمر يستدعي القلق والبحث عن أسباب ارتفاع الظاهرة، أغلبها مستعصية تستوجب حجز أصحابها في مصحة متخصصة للعلاج، في الوقت الذي يحرم العديد من المصابين من العلاج عند الأطباء النفسانيين وهذا لانعدامه في بعض المصحات ومراكز الشباب بمغنية، حيث يوجد طبيب نفساني واحد بالمؤسسة الاستشفائية شعبان حمدون. والذي لا يلبي حاجيات أكثر من 113 ألف نسمة، كما ثبت أن العديد من العائلات التي تربطها صلة قرابة بالمصابين بالأمراض العقلية فضلوا التخلي عن مرضاهم اجتنابا لخطورتهم على الوسط الأسري، وللمشاكل التي يسببونها عملوا على ترحيلهم خارج المحيط الذي يعيشون فيه، في انتظار تجسيد مشروع مستشفى الأمراض العقلية الجديد. والذي تم اختيار أرضية انجازه بمنطقة الكفاف البعيدة بنحو 5 كلم عن مقر بلدية مغنية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)