[Image]نواصل في هذا اللقاء، الذي جمع «الشعب» بمدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية بسكرة، السيد عبد الحكيم يحي، عرض واقع الاستثمار السياحي في هذه الولاية، بعد أن تطرقنا في العدد الصادر بتاريخ 06 / 06 / 2012 لواقع الاستثمار الصناعي في المدينة، والتحسن المسجل من خلال الأرقام المقدمة المطروحة.
حيث أخذت حركة السياحة في الولاية نمطا ونفسا جديدين، مكناها من تدارك الوضع، وذلك بفضل الإستراتيجية التي تنتهجها الإدارة الحالية، من أجل النهوض بواقع الاستثمار السياحي، ولوعيها أيضا بما للسياحة من دور وتأثير كبيرين، في إحداث التوازنات وإقامة البدائل أثناء الأزمات.
من هنا يمكن أن نطرح التساؤل التالي: ما الذي يمنع وطننا من أن يكون قبلة سياحية بامتياز؟، وقبل هذا لابد أن نؤكد على السؤال الرئيس: متى تأخذ السياحة مكانتها ضمن أولوية الأولويات؟، وتبقى الاجابة مرهونة لدى أصحاب القرار.
ولا شك ان الجزائر ستشهد حركة سياحية نشطة، ذاك ان أوضاع دول الجوار، والتي نتمنى لها الامن والرقي والازدهار، لا تسمح بذلك.
ولأن هذا الوطن يزخر بتاريخ عريق، ومناظر ذات بهجة، فانه لابد أن نطلع القارئ الكريم على ما تتمتع به هذه الرقعة، عبر هذا اللقاء، من هذا الوطن الكبير، بدءا بالحديث عن موقعها الاستراتيجي الذي تحتله في هذه الجغرافيا الواسعة، إذ تعتبر همزة وصل بين الشمال والجنوب، فمنها يعبر الكل إلى الصحراء، وبذلك كانت قد استحقت عن جدارة لقب بوابته، فصارت تلقب ببوابة الصحراء.
السيد عبد الحكيم يحي تحدث في بداية كلامه عن التنوع السياحي الذي تزخر به هذه الولاية، فأول ما حدثنا عن السياحة الواحاتية، لما تشكله واحات النخيل من مناظر خلابة، على مد البصر، حيث يتراء لك هذا التزاوج بين هذه الواحات في لوحة ابدع الخالق في صنعها، كل هذا في الزابين الشرقي والغربي، خاصة في الأول منهما.
ثم انتقل بنا الى السياحة الدينية، وما تشكله مساجد وزوايا وقلاع المنطقة في عمرانها وعمرها من طابع خاص، حيث يحظى المركب الاسلامي للفاتح عقبة ابن نافع بالقسط الاكبر من زيارات السواح، في إجابة من السيد المدير على سؤال ل«الشعب»، داعيا الى تثمين واعادة الاعتبار لبعض المعالم الدينية، كمنارة مسجد بوشقرون بسيدي عيسى «التي تحدث عنها الكويتيون في كتابهم عالم المعرفة، على انها منارة تبلغ من العمر 7 قرون، ولأول مرة يضيف السيد المدير توضع على الخريطة السياحية الجديدة للولاية، كما تحدث عن وجود موقع ديني يبلغ عمره 8 قرون بالفرفار، ينتظر هو الاخر اعادة الاعتبار، ليعرج بعدها على السياحة التاريخية الممتدة على مناطق كثيرة من ارجاء هذه الولاية، فاورلال مدينة عامرة بالآثار الرومانية يقول عبد الحكيم يحي، والفيض بها موقعين اثريين للتنومتين الصغيرى والكبرى منذ العهد الأمازيغي، ناهيك عن المشهد التاريخي في تهودة بسيدي عقبة، حيث لا تزال الآثار شاهدة على حقبة غيرت تاريخ المنطقة.
مدير السياحة والصناعة التقليدية انتقل بنا في حديثه إلى الشمال، حيث المناطق الواقعة على السفوح الجنوبية للأوراس، التي تشهد عناق النخلة مع الجبل، ولنرى سريان المنابع الحموية، كمنبع سيدي الحاج الذي يعود إلى غاية العهد الروماني وما يحدثه هذا من تزاوج هو الاخر بين الشعاب وحجارة جبل الملح، خاصة وان مدينة لوطاية مشهورة بجبل الملح، يخلق هذا مناظر طبيعية، يقول السيد عبد الحكيم يحي أن مردها إلى الثراء الذي تزخر به هذه الولاية.
وتحدث المدير عن الدعائم الترقوية في التعريف بالسياحة قائلا بأن هذه الدعائم لا ترقى إلى مستوى السياحة في هذه المدينة، وبأنها تحتاج إلى دعم أكبر، وفي هذا الإطار كشف مدير السياحة عن احتضان مدينة بسكرة للاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للسياحة وذلك يوم 25 جوان من السنة الجارية، تحت شعار «أهمية الإعلام في دعم الجزائر لتكون وجهة سياحية مفضلة».
كما استعرض لنا جملة من المشاريع السياحية الرائدة ، كقرية «واحة الزيبان» بفلياش، والتي ستنجز بمعايير دولية، وستكون الأولى من نوعها على مستوى شمال إفريقيا حيث انطلقت الأشغال بها، وستوفر أزيد من 600 منصب شغل دائم، وبمجموع 127 غرفة و254 سرير و17 ''بنغالو''، و2 دار للضيافة و22 إقامة سياحية، ومطعم وقاعة متعددة الخدمات وقرية صحراوية، بالإضافة إلى محلات تجارية ومقاهي وحديقة مائية، هذه الأخيرة التي ستنتهي بها الأشغال أواخر السنة الجارية، ومعهد لتكوين الإطارات في المجال السياحي، حيث نسجل هنا قلة التأطير في هذا الميدان، بالإضافة إلى مجموعة فنادق جديدة، منها فندق روايال الذي سيفتح هذا الشهر، بمجموع غرف 27 و54 سرير وبتوفير 23 منصب شغل، وفندق منصف ب 20 غرفة و40 سرير و15 منصب شغل وفندق الواحات الذي انطلقت به الأشغال سيكون جاهزا ب 68 غرفة و8 أجنحة و152 سرير، حيث سيوفر أزيد من 20 منصب شغل، وفندق زياني ب 100 غرفة و200 سرير سيوضع له حجر الأساس قريبا، حيث سيوفر هو الآخر أكثر من 80 منصب شغل، كل هذه الهياكل الجديدة ستسمح بتلبية الاحتياجات الحقيقية وتأدية خدمات نوعية، كما ستحظى الإدارة الحالية بمقر جديد ستبدأ الأشغال به قريبا، وسيبنى مركز للصناعة التقليدية بأولاد جلال، حيث استغرب عبد الحكيم يحي قائلا: «من غير المعقول أن تكون دائرة كبيرة كأولاد جلال لا تحتوي على فندق، وطولقة أيضا التي كان بها فندق في عهد الاستدمار الفرنسي ومشونش كذلك».
بالأرقام
تقع ولاية بسكرة في الناحية الجنوبية الشرقية للبلاد، تحت سفوح كتلة جبال الأوراس.
تتربع على مساحة 980 . 2150 كم مربع.
تضم 33 بلدية و12 دائرة.
تعتبر مدينة بسكرة مهد الحضارات القديمة، وخير دليل على ذلك الحفريات التي وجدت على الضفاف الشرقية وذكر المؤرخون بأن الاغريق جعلوا منها منطقة تجارية.
ويؤكد ابن خلدون لدى مكوثه فيها مرات متتالية في سنة 1382 م على انها كانت موجودة منذ حوالي العام 685 م حيث كانت عاصمة للزاب، ومجموعها الزيبان بمعنى الواحات.
خلال الفترة 1430 1451 خضعت المنطقة لسيطرة الاتراك العثمانيين تحت قيادة السلطان عبد العزيز إلى ان تمت السيطرة المباشرة عام 1821 م
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net