تزايدت بمدينة بسكرة في الآونة الأخيرة ظاهرة التسول في الطرقات والأماكن العامة، مما خلق حالة من الاستياء لدى المواطنين الذين حملوا الجهات الوصية مسؤولية تفاقم أعداد المتسولين، طالبين من الجهات المختصة بضرورة التكفل بأفراد تلك الفئة التي طبعت صورة مقززة بالعديد من الأماكن العمومية والخاصة من جهة، وبث نوع من الاشمئزاز وسط العائلات التي تقصد أماكن الراحة نتيجة الأفعال والتصرفات التي يقوم بها أولئك المتسولون من جهة أخرى.
وتعرف ظاهرة التسول في مدينة بسكرة استفحالا كبيرا أخذت أشكالا عديدة يسعى من خلالها المتسولون لكسب قلوب المواطنين لأخذ ما أمكن من أكل ولباس ونقود، وذلك لقضاء حاجاتهم وتغطية متطلباتهم حسب ادعاءات الكثير منهم. ومن خلال سعينا للوقوف عند تطورات الظاهرة قامت «السلام» بجولة بوسط المدينة حيث لاحظت خلالها تفنن المتسولين في طلب الإعانة من المواطنين، حيث يلجأ أفراد متسولون إلى ارتداء اللباس القديم المتسخ والممزق لجلب شفقة الناس ومحاولة استعطافهم، ومنهم من يدعي حاجته لقوت يومه، فيما يلجأ نوع آخر من المتسولين إلى اصطحاب الأبناء للفت الأنظار وكسب قلوب وجيوب المواطنين.
وأصبح الملفت للإنتباه في المدة الأخيرة لكل من يتجول وسط مدينة بسكرة أو الأحياء المجاورة، بل حتى مرتادي المساجد وقاصدي أماكن عملهم رؤيتهم لأنواع مبتكرة للتسول، فهناك من العائلات من رحلت إلى مداخل المقابر والمساجد كل نهاية أسبوع، منها من يحمل وصفات طبية وفواتير كهرباء وغيرها من المبررات التي تستدعي التأكد من صحتها أولا، ومنهم من يتحجج بعدم مقدرته على تسديد حقوق الكراء والإيجار وأنه مهدد بالطرد من طرف رب المنزل.
ومع استمرار ظاهرة التسول وإغفال الجهات المعنية العناية بتلك الفئة الاجتماعية، تفنن المتسولون في ابتكار أساليب جديدة لكسب الأموال واستعطاف ميسوري الحال، فبعد أن برزت في وقت سابق ظاهرة تعرض زوار المدينة لعمليات السرقة والاعتداء، التي طالت أموالهم وممتلكاتهم وحاجتهم للمال قصد تمكينهم من العودة لمنازلهم.
والتقت «السلام» بمواطن ذهب ضحية حسن نيته عندما هم بمساعدة أحد المتسولين الذي تقدم منه بنية الخداع المسبق، مؤكدا له أن حالته مزرية ومثيرة الشفقة، داعيا إياه التأكد من كلامه، الأمر الذي أثر في نفسية المواطن الضحية مبديا نيته في مساعدته وامتثل لكلام المتسول المزيف الذي تمكن من تنفيذ مخطط حيلته، لكن غفلة المواطن قادته لاتجاه مجهول حيث تمكن المتسول المزيف من تجريده من الأموال التي كانت بحوزته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عمار ل
المصدر : www.essalamonline.com