
ما لا يقل عن 515 مليار سنتيم تم استهلاكها في السنوات الأخيرة في مشاريع تجديد المحيط الحضري بمدينة الشلف والأحياء المجاورة لعاصمة الولاية، هذا المبلغ "الفلكي" الذي صرفته السلطات المحلية حسب لغة الأرقام الرسمية من قبل مديرية البناء والتعمير والهندسة العمرانية في إنجاز أشغال اعادة تهيئة الشوارع والطرق والإنارة العمومية وتجديد الشبكات المختلفة، ناهيك عن أشغال المساحات الحضراء، لم يلمس المواطن نتائجها بالشيء الذي يبعث على الارتياح، بدليل أن هناك العشرات من المواقع الحضرية لم تطلها هذه المشاريع، حيث تم الاكتفاء بتجديد 10 أحياء حضرية.في الوقت الذي عزا فيه المصدر عدم تعميم هذه العمليات على مواقع اخرى إلى تداخل الصلاحيات وغياب توافق بين مديرية البناء والتعمير ومصالح بلدية الشلف حول نوعية المشاريع والمواقع المستهدفة في هذا المخطط، اذ ظلت مديرية البناء تتحجج بأن صلاحياتها تقتصر على إصلاح الشرايين الرئيسية، فيما بررت مصالح البلدية مواقفها بعدم تعميم مشاريع التهيئة على أحياء أخرى، بأن صلاحياتها تنتهي في تعبيد الطرقات الثانوية الواقعة في المحيط الحضري وعدم تجاوز "الخطوط الحمراء" التي تفرضها صلاحيات "المجالس البلدية"، بينما ظل المواطن رهينة تجاذبات المصالح الرسمية التي أنفقت أكثر من نصف ألف مليار سنتيم في ظرف يقل عن 5 سنوات، وهو مبلغ خيالي يستدعي الوقوف عنده بجدية للتدقيق في نوعية المشاريع التي "ابتلعت" هذه الحزمة المالية، التي كانت كافية لإعادة تأهيل جميع الطرق الثانوية في عاصمة الولاية على غرار أولاد محمد، النصر، الحسنية التي لم تنل حقها بالقدر الكافي من مشاريع التجديد، كونها تبقى تتخبط في مشاكل "الأوحال" والمستنقعات "الأسنة" في فصل الشتاء خصوصا مع التساقطات المطرية التي تزيد حجمها عن 30 ملم.في السياق ذاته، قالت معطيات مؤكدة إن الوالي السابق أبو بكر الصديق بوستة، كان أكد عشية رحيله أن مديرية البناء والتعمير كان لها المبلغ الكافي لتحسين كامل الأحياء المتضررة من زلزال الأصنام 1980 لاسيما أولاد محمد، غير أن التصريحات تكاد تتعارض مع واقع الحال الذي يكذب كل الأرقام الرسمية، بدليل أن المبالغ التي وفرتها الدولة في هذا الجانب، لم تمس مثل هذه الأحياء القديمة لمدينة الشلف.من جهة أخرى، شدد الوالي الجديد فوزي بن حسين في أول زيارة ميدانية إلى أحياء مدينة عاصمة الولاية، على إلزامية تحرك مصالح البلدية ومديرية البناء والتعمير لايجاد مخارج صريحة لهذه الوضعية التي تعاني منها هذه الأحياء الحضرية، مانحا تعليمات لرئيس البلدية بالعثور في أقرب وقت ممكن على حل مناسب لمشكلة "تدهور النسيج الحضري"، قائلا "يجب أن يكون هناك تنسيق بين المصلحتين وألا يتم تغافل أي حي "متضرر" قياسا بجهود الدولة في هذا المجال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رياض خ
المصدر : www.elbilad.net