
تشهد أودية شمال ولاية الشلف، في الآونة الأخيرة، نهبا "مقننا" لرمالها، من طرف لوبيات متخصصة، بالتزامن مع ورشات البناء الضخمة التي استفادت منها الولاية، على غرار الطرقات الاجتنابية المؤدية إلى الطريق السيار شرق غرب ومحطة تحلية مياه البحر بماينيس ومشاريع المدينة الجديدة.وطالت عملية نهب مئات الأمتار المكعبة من الرمال، عودية بمناطق الهرانفة، الصبحة وأولاد فارس، حيث أصبحت المصدر الرئيسي لتموين عدد من المشاريع، في وقت يجهل الجهة التي قدمت تراخيص لاستغلالها، وسط صمت مطبق للجهات المختصة في الولاية التي لم تتحرك لتوضيح وتبديد الشكوك التي تحوم حول عملية استخراج رمال الأودية.وبدأت مخاطر التعرية تظهر على القشرة الأرضية ومناطق مجاورة للأودية الفرعية التي تصب في وادي الشلف الكبير، بسبب تراجع منسوب الرمال بشكل خطير، وهي أكثر وضوحا عند مستوى مصب وادي الشلف بفعل دينامكية الانجراف ومخاطر التعرية نتيجة النهب العشوائي للرمال بفعل تدفق عشرات الآلات الثقيلة من جرافات وماكنات على مناطق السوامنية، شوايبية، واد رأس، وادي وهران، وأولاد زياد إلى غاية أولاد بن يطو، التي تصب كلها في وادي الشلف. وتبين الوقائع الميدانية أن هذه المناطق تراجع منسوب رمالها بشكل مريع في المدة الأخيرة خصوصا الفترة الممتدة بين 2010/2014، حيث تكشف الدراسات عن تعرية خطيرة للقشرة الأرضية بمعدل 1.5م في الموقع الواحد بسبب تكالب ماكنات الشحن على ما تبقى من الرمال دون حسيب أو رقيب، رغم صدور قانون رقم 05/01 المتعلق بتجريم سرقة الرمال ومعاقبة أصحاب عملية استخراج مواد الطمي بأي وسيلة كانت وخاصة إقامة المرامل في مجاري الوديان، موضحة أن ثمة جهات معينة تقوم بتوفير الحماية لعدد من المقاولين وأشباه المستثمرين في نهب الرمال.وبلغة الأرقام، فإن ظاهرة نهب الرمال في مختلف أودية الشلف، صارت تحرم خزينة الدولة من مبالغ يومية طائلة تناهز 100 مليون سنتيم، في ظل الارتفاع المهول لسعر حمولة شاحنة صغيرة من الرمال المهربة الذي مبلغ 20 ألف دينار جزائري، بينما تتعدى الحمولة المضاعفة سعر 45 ألف دينار، في وقت بلغ ثمن كمية 40 طنا ما يقرب 55 ألف دينار.وفي موضوع ذي صلة، علمت "البلاد" أن السلطات الأمنية عالجت أكثر من 86 قضية سرقة لنهب الرمال في السداسي الأول من سنة 2014 لقيام مصالح الدرك بتشديد الخناق على المهربين وكسر شوكتهم، إلا أن هذه العملية التطهيرية، حسب المصدر ذاته، لم تقض نهائيا على بعض الجيوب، حيث إن بعض الأماكن يكتنفها غموض حاد، مضيفا أن ظاهرة التهريب أصبحت تشكل خطورة على القرى المجاورة، من خلال تحركات الشاحنات ليلا عبر مسالك طرقية وعرة، وقد يرمون بحمولاتهم وسط الطريق إذا ما أحسوا بالخطر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رياض م
المصدر : www.elbilad.net