يعدّ التواصل الللغوي قمة الدراسات اللغوية، لارتباطه الوثيق بمناحي حياة الإنسان الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ذلك أنّه نشاط يجعل الحياة ممكنة، فبه يحقق الإنسان تفاعله مع غيره من البشر والكائنات، وعن طريقه ينجز أعماله ويحقق ويعيش لحظات فرحه وترحه، ومن خلال النشاط التواصلي يتم نقل العادات والتقاليد والآراء.
ومن المؤكد أنّ التراث العربي قد حوي أعمالا دقيقة تطرح في طياتها أهمية التواصل وتقدّم تصورات لوظيفته على المستوى الفردي والجماعي لإدراك علماء العرب القدامى أهميته في مختلف مناحي حياة الإنسان، فاهتموا بظواهره واقتنوا بكل أشكاله وطرحوا وظائفه وقدموا تقنيات بنائه وبذلوا فيه جهود كبيرة وعناية فائقة فقدموا نظرات أصيلة في التواصل اللغوي.
فارتبطت البلاغة بعملية التواصل في النصوص الأدبية أو غيرها إلا أن الشأن في النص الفني يختلف عنه في النص التواصلي، فهو زيادة على ما يتضمنه من أفكار ومقاصد وأغراض يراد تبليغها فإنّه يتطلب صياغة أدبية غالبا ما يطلق فيها العنان للخيال والعاطفة، لاستعمال الألفاظ الموحية المعبرة عن المعاني الناتجة عن التلوينات الأسلوبية بشتى أنواعها وحينئذ تأخذ اللغة مجرى مجازي وهذا ما أثبته التراث الأدبي العربي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عيسى حورية
المصدر : المعيار Volume 8, Numéro 1, Pages 234-244 2017-06-30