يعد الكلام أهم وسائل اتصال الفرد بالآخرين .فعن طريق الكلام يعبر الطفل عن نفسه وعن حاجته التي يريد إشباعها ولذلك فإن أي عطل في جهاز النطق يعيد الفرد عن قيامه بواجبه في الحياة كما يعيق نموه الفردي والاجتماعي .وعملية النطق ليست عملية بسيطة وإنما تحتاج إلى تدريب طويل .تبدأ بولادة الطفل عندما يعبر عن حاجاته الأولية بالصراخ ثم بالضحك ثم بالمناغاة وهكذا يستمر الطفل في تجربة الكلام حتى ينجح في إخراج الأصوات المفهومة وفي ممارسة النطق السليم غير أن بعض العوامل العضوية والنفسية تحول دون التقدم الكلامي للأطفال وتسبب اختلالا في التوافق الحركي بين أعضاء النطق ،عندها يسمى هذا الاختلال بصعوبة النطق أو بصعوبة الكلام.
هو اختلال أو عيب في الكلام وفي أعضاء النطق ناتج عن بعض العوامل العضوية والنفسية في جسم الإنسان والعيب الكلامي أو صعوبة النطق ليس مقصورا على الأطفال فقط وإنما يتعرض له الكبار أيضا
1) اللثغ:هو استبدال حركة الراء بالغين أو السين بالثاء .
تمرين تمغين .
سبورة ثبورة
2) اللجلجة: الفأفأة الوأوأة التلعثم وهو تكرار حرف واحد عدة مرات دون مبرر لذلك.
فول فووول
وردة وووردة.
3)الخمخمة : وهو إخراج الكلام من الأنف حين النطق به .
- عسر الكلام وهو السكوت.
- العيوب الإبدالية وهو إبدال كلمة مكان أخرى : كوسة بدل جاموسة.
- السرعة الزائدة في الكلام بسرعة زائدة عن الزمن الطبيعي الذي ينطق به الأسوياء مصحوب باضطراب في النفس وإضغام وحذف وخلط الحرف.
4)الأعراض الجسمية:
مثل: تحريك الكتفين أو الرجلين أو ضرب القدمين على الأرض وارتعاش رموش العينين والجفون وإخراج اللسان.
5)الأعراض النفسية:
القلق ، عدم الثقة في النفس ،الخجل، الانطواء،عدم المشاركة والانسحاب من المواقف ،العصبية،سوء التوفيق في المدرسة.
1)جسمية:
مثل : الضعف الجسمي العام ،تشوه الأسنان تضخم اللوزتين ،الزوائد الأنفية ،انشقاق الشفة العليا.
2)نفسية:
وتعتبر أهم العوامل:
- شعور الطفل بالقلق أو الخوف أو المعاناة من صراع لا شعوري ناتج عن التربية البيئية الخاطئة أو سوء البيئة المحيطة.
- استخدام الطفل عيوب النطق كحيلة نفسية لا شعورية لجذب الانتباه .
- الصدمات الانفعالية الشديدة كموت شخص عزيز أو تورط احد والديه في فضيحة أو جريمة كالرشوة أو السرقة فيسخر زملائه منه أو التهديد أو الخوف من العقاب من والديه الذين أهملاه أو لطلب مساعدتهما أو استدراجهما إليه.
3)عوامل وراثية:
ذكرت أن الوراثة ذات أثر في صعوبات النطق فقد تبين أن 65% من أفراد عينة كبيرة من المصابين بصعوبة النطق أو الكلام كان أحد والديهم أو أقاربهم مصابا بهذه العيوب. غير أن الوراثة تمثل عاملا مساعدا في الإصابة بعيوب الكلام وليست عاملا مسببا لهذه العيوب)محمد سيد الضابط 'التكيف والصحة النفسية'.
4)عوامل عصبية:
مثل تلف أجزاء المخ خاصة (مركز الكلام بسبب الولادة العسرة أو الإصابة بمرض يؤدي لاضطراب النطق أو الكلام أو الولادة القيصرية .ويرى الكثير من العلماء أن الإصابة البدنية عصبية كانت أم غير عصبية هي من العوامل الممهدة أو المساعدة في إضعاف قدرة الفرد على تحمل الأزمات النفسية التي تؤدي إلى الإصابة باضطراب النطق أو الكلام.
5)عوامل أخرى:
1)إصرار الآباء على تعليم أطفالهم الكلام قبل السن المناسبة مما يجعل الأطفال ينطقون خطأ ويتعودون على ذلك .
2)تقليد الطفل لشخص كبير أو طفل آخر مصاب بمرض النطق و الكلام فتثبت عنده هذه العلة.
3)قلة ذكاء الطفل وعدم قدرته على تعلم النطق الصحيح والتدريب الغير المناسب على النطق السليم.
)تعرض الطفل لانتقاد وسخرية الأطفال الآخرين مثله
ب)تؤدي إلى شعور الطفل المصاب بالنقص والخجل واحتقار الذات.
ج)تؤدي بالمصاب إلى السلوك العصبي كرد فعل انتقامي لسخرية الآخرين منه.
د)تؤدي إلى حرمان المصاب بها من بعض الفرص المهنية المرغوبة والتي تعد أمرا هاما مما يؤدي إلى تأزم حالته النفسية.
يفترض أن يكون علاج هذه المشكلة علاجا نفسيا تقويميا وجسميا واجتماعيا في آن واحد مع التركيز على العلاج النفسي لأن العوامل النفسية تأتي في طليعة العوامل المؤدية إلى ظهور المشكلة.
1)العلاج النفسي:
تهدف وسائل العلاج النفسي أساسا إلى إزالة أسباب التردد والخوف وإحلال الثقة والجرأة والأمن والشعور بالاستقرار مكانها في نفس الطفل من وسائل العلاج النفسي.
أ)طريقة اللعب : وتهدف إلى كشف أسباب الاضطراب عند الأطفال وتفهم دوافعه كما تهدف إلى وضع الأطفال في جو حر يشجعهم على الانطلاق والكشف عن رغبتهم دون خوف أو تصنع ،كما أنها تتيح للأطفال فرص التعويض أو التنفيس عن مشاعرهم المكبوتة من مخاوف أو غضب أو شعور بالنقص في جو العطف والفهم من قبل المعالج النفسي.
ب)طريقة الإيحاء والإقناع : وتعد من أهم وسائل معالجة اللجلجة وتهدف إلى استئصال إحساس المصاب بالقصور والشعور بالنقص ومن خلال هذه الطريقة يستطيع المعالج النفسي بناء الثقة في نفس مريضه.
ج)العلاج التقويمي أو العلاج الكلامي:وتهدف إلى تدريب الطفل ومساعدته على النطق السليم للحروف أو الكلمات بواسطة تمرينات خاصة تستخدم فيها الآلات توضع تحت اللسان أو في الفم أثناء الكلام.
د)العلاج الجسمي والعصبي:ويهدف إلى علاج العيوب الجسمية التي تسبب عيبا في النطق كالشفاه المشقوقة أو تشوه الأسنان أو خلل الأحبال الصوتية أو علاج أعصاب النطق المرتبطة بمركز الكلام في المخ أو ترقيع وسد فجوة الحلق.
ه)العلاج الاجتماعي :
يقوم به الأخصائي الاجتماعي ويهدف إلى معالجة المصاب من ناحتين:
1- علاج الشخص المريض ويسمى بالعلاج الشخصي .ويهدف إلى تغيرات اتجاهات المصاب الخاطئة التي لها علاقة بالمشكلة كاتجاهه نحو والديه أو أصدقائه أو المدرسة.
2- علاج البيئة المحيطة بالطفل ويسمى العلاج البيئي ويهدف إلى تغيير البيئة الفاسدة التي تؤثر على مشكلة المصاب ويتم ذلك من خلال معاملته سواء من جوانب الوالدين أو المدرسين أو الزملاء أو بتلبية مطالبه المادية لتخليصه من الشعور بالحرمان أو المادي أو بمطالبة الوالدين بتجنب الشجار أمامه حتى لا يتهدد بالأمن.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : toubrinet
صاحب المقال : عبدالنور توبرينات
المصدر : www.jsp59580.skyblog.com