إن الحق في بيئة سليمة لم يعد أمرا ثانويا ولا تكميليا، بل أصبح من ضرورات الحياة المتوازنة، كما أنه لم يعد مطلبا لبعض الدول دون سواها، بل أصبح محل إجماع دولي، وخصوصا أثناء النزاعات المسلحة، الأمر الذي جعل حماية البيئة من أخطر المشكلات وأعقدها، وذلك بالنظر إلى تزايد بؤر التوتر في كثير من أنحاء العالم، ضف إلى ذلك التطور الهائل والمتسارع في صناعة الأسلحة، والتفنن الرهيب في ابتكار أساليب جديدة أثناء النزاعات المسلحة، كما لا ننسى ما للتقدم العلمي والتقني والصناعي من آثار سلبية ومباشرة على البيئة.
وأمام تزايد المشاكل البيئية وتفاقم مخاطرها ومن ثمّ المسّ بحق الإنسان في أن يعيش في بيئة متوازنة، بل الأكثر من ذلك عليه على حمايتها لصالح الأجيال القادمة في إطار ما يسمى بالتنمية المستدامة، كان لزاما على الدول منفردة أوفي جماعات العمل على التأصيل لمنظومة قانونية تعنى بحماية البيئة زمن النزاعات المسلحة، واعتبار ذلك مصلحة عامة وعالمية تعلو على كافة المصالح حتى تلك المتعلقة بأطراف النزاع أنفسهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - روشو خالــــد
المصدر : المعيار Volume 8, Numéro 1, Pages 20-31 2017-06-30