الجزائر

فيلم "حر" للمخرج الفرنسي ميشال توسكا يدخل المنافسة بقوة



الذي كان نوعيا طالما ان العرض كان في الثانية زوالا من اليوم الثاني للمهرجان المهدى للفيلم الملتزم.الفيلم من إنتاج جون ماري جيغون، سيناريو تصوير وإخراج توسكا. وقد كانت للجمهور المتتبع بالفعل رحلة شيقة كما عبر عن ذلك كثير ممن حضر عبر هذا الوادي الرابط بين إيطاليا وفرنسا، ومتعة من حيث فنيات التصوير وجغرافية المكان.يقع سهل "لا رويا" على الحدود بين فرنسا وإيطاليا. يعيش فيه المزارع سيدريك هيرو حيث يغرس أشجارالزيتون. حين التقى ببعض اللاجئين، قرر رفقة مواطنين آخرين إيوائهم ومساعدتهم على إيداع طلبات اللجوءالسياسي، فأصبح بذلك خارجا عن القانون. يحكي الفيلم قصة "سيدريك" هذا الرجل الذي وجد نفسه بدافع إنساني مضطرا لأن يساعد عددا من المهاجرين غير الشرعيين وهم يمرون بالسهل والوادي "لارويا" التي يكن بها.تُصَور كاميرا ميشال توسكا، صديق سيدريك وساكن بلا رويا، ثلاث سنواتمن مسار هذا المناضل. وبصفته شاهدا يقظا ومعنيا بالقضية، يروي لنا المخرجعن يوميات هذه المقاومة الشعبية التي تنم عن حس إنساني عالي. الفيلم من خلال الصوره الجميلة ومشاهده الطبيعية يبرز التضامن مع فئة هشة ألجأتها الظروف إلى الهجرة. يجد هذا الشاب سيبدريك حامل النظارة نفسه أمام واجب مدفوعا بروح التضامن لاستقبال هؤلاء الأفارقة والسعي من اجل أن يستقروا في مكان ما بفرنسا.يقدم المخرج ميشال توسكا نماذج من هؤلاء المهاجرين، فهذا شاب فر من نجيريا إلى تشاد من "بوكو حرام" التي اختطفت أخاه وقتلته، وهو قبل أن يمر بهذا الوادي كان يعيش في قلق شديد، لا ينام ويفكر دائما في أهله، وهو اليوم عند سيدريك له القدرة على الاتصال بأهله بالهاتف، وهناك امرأة كانت تعمل بليبيا وهي حامل نجت بأعجوبة من القتل فضلت الهجرة عبر قوارب الموت وهي اليوم باحسن حال في انتظار تسوية الوضعية، وأخر مسلم من تشاد يرى أن تخوف السلطات الفرنسية من المهاجرين في محله، خوفا من الإرهاب.استطاع سيدريك ومن معه أن يوفروا 35 سيارة لنقل المهاجرين والذهاب بهم إلى مقر الإدارة في نيس من أجل طلب الحصول على اللجوء، لما عجزوا ومنعوا عن التنقل بالقطار، لكنه الرفض، عدا للأطفال الذين من حقهم ان يجدوا المأوى. منع سيدريك من إيوائهم ومساعدتهم وتقديم النصائح لهم ومنه إجراءات "طلب اللجوء". الفيلم برأي احد المشاهدين قوي لكونه لا يغرق في النضالية بل هو واضح ولا يقدم حلولا بل يبرز الأمور كما هي.كاد الفيلم أن يمنع في كان لولا تدخل بعض الفاعلين يقول المخرج ميشال توسكا، وقد عرض في سويسرا، ايطاليا، واسبانيا وسيعرض في ألمانيا، وفي سبتمر عرض في فرنسا وحقق قرابة 60 ألف مشاهد، وهو مقبول بالنسبة لوثائقي. يذكر أن ميشال توسكا ولد بمدينة نيس سنة 1960 حيث اكتشف السينما في سن الرابعة عشر حين شارك في تصوير وتركيب فيلم قصير. استعمل بعدها كاميرا والده لتصوير أفلام صغيرة ثما لتحق بمعهد للسينما ليغادره في ظرف سنتين ويتفرغ للتصوير والإنتاج ولعمله كمساعد مخرج. حاز فيلم "حر" على تنويه خاص من لجنة تحكيم "العينالذهبية بمهرجان "كان" سنة 2018.
@@ميشال توسكا: مشاركتي
بالمهرجان شرف كبير لي
لدى تقديمه للمخرج قال أحمد بجاوي أن عرض الفيلم الوثائقي يعد افتتاحا للمهرجان بعد افتتاحه الرسمي في أول يوم بالفيلم الفلسطيني الخيالي الطويل "واجب"، وقد سعى المهرجان لدعوة واستقدام "سيدريك هيرو" ولكن ولكونه متابع قضائيا وتحت المراقبة وليس له جواز سفر مبديا تضامنه معه.عبر المخرج ميشال توسكا عن سعادته وهو يتواجد لأول مرة بالجزائر وليحضر فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للسينما المخصصة ايامه للفيلم الملتزم من أجل عرض فيلمه "حر"، وهو مثلما قال يعيش في ذات المنطقة التي يسكن بها "سيدريك" منذ 10 سنوات ويعرف الرجل منذ 15 سنة، لذلك كان تحقيق الفيلم وإنجازه أمرا طبيعيا. وقد تعرضت هذه المنطقة إلى سلسلة الهجرات القادمين خاصة من السودان ودارفور وإريتريا، ولما غلقت السلطات الفرنسية حدودها في أفريل 2015 لجأ هؤلاء المهاجرون وسلكوا طريق هذا الوادي "لارويا" وهي منطقة بين ايطاليا وفرنسا، مما يجعل المهاجرين يتيهون ويسقطون في الفخ، يخرجوا من ايطاليا مرورا بفرنسا ليدخلوا ايطاليا مجددا. ففتحت بيتي -يقول ميشال- كما فعل سيدريك لإيواء هؤلاء المهاجرين ومساعدتهم دون هدف مسبق بل هو التزام كلي وحركة إنسانية ومن تم حركة انسانية طالما انه ينتمي الى منطقة بعينها من فرنسا. وقد عمل سيدريك ما بوسعه من أجل أن يحصلوا على حق اللجوء ومساعدتهم مما تسبب له في محاكمات ومتابعات قضائية.للفيلم ثلاث جوانب يقول ميشال توسكا إنساني، قانوني وسياسي وقد استطاع -يؤكد سيدريك- بفضل هذا الفيلم وبفضل نضال سيدريك ومن معه من المؤيدين أن يحدث سابقة في الدستور الفرنسي في الجمهورية الخامسة بإدخال وتسجيل "الأخوة" التي هي شعار دولته في الدستور دون المرور بالبرلمان بل عن طريق المحامين.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)