الجزائر

المواطن محتار بين المحتاج والمحتال




المواطن محتار بين المحتاج والمحتال
"طلاّبات" جزائريات يقلّدن اللهجة السورية طلبا للصدقاتتسول في كل مكان ومن جنسيات مختلفة، هذا هو حال العاصمة اليوم، فالظاهرة شهدت تصاعدا خطيرا خلال الشهر الفضيل خاصة من السوريات والنيجيريات، اللواتي زاحمن الجزائريات في المساجد والأسواق، المهم أن أي دينار يسقط إلا وكانت يد ممدودة.لطيفة مروانتشهد، ظاهرة التسول، خلال شهر رمضان الكريم، استفحالا وتزايدا كبيرين، حيث يرابض المتسولون بالشوارع والأماكن العمومية والأسواق الشعبية وغيرها من الساحات، يمدون أيديهم في هذا الشهر لسد رمقهم، فيما يتسول البعض لجمع أموال طائلة.فالظاهرة استفحلت بشكل لافت للانتباه في العاصمة وباقي المناطق المجاورة خلال هذا الشهر الكريم، وفاقت كل الحدود بحسب جنس المتسول، فبعدما كانت في وقت سابق مقتصرة على النساء والأطفال دون الرجال، أصبحت اليوم هذه الفئة أيضا أكثر ممارسة لهذا النشاط حيث يغتنمون فترة شهر الرحمة الذي يكثر فيه معظم المواطنين من العبادات بكل أنواعها بما فيها الصدقة. كما ان المتسولات السوريات والنجيريات دخلن عالم التسول من بابه الواسع.ويزداد التسول استفحالا خلال هذا الشهر الفضيل تلمسا للصدقة، إذ ما أن تحجز مكانك في الحافلة حتى يصعد المتسولون أفواجا تختلف أعمارهم، نساء يدعين أنهن يعلن أطفالا يتامى، ورجالا يستعطفون الناس بإبراز عاهاتهم، أو مرددين لازمة «صدقة الله يرحم الوالدين".وأمام هذا الوضع، فقد استطاع المتسولون الجزائريون التأقلم مع زحف المتسولين من دول مثل سوريا ومالي على إيجاد صيغ جديدة من اجل استعطاف الجزائريين، فبعد الزحف على المساجد والأسواق ابتكرت المتسولات الجزائريات طرق أخرى مثل أن تتكلم باللهجة السورية أو أن تضع لحاف على وجهها لكي لا تعرف، بالإضافة إلى المواد الأساسية التي لا غنى عنها في التسول كالوصفة الطبية أو حمل رضيع او إحضار شيخ طاعن في السن أو معاق، مع سرد اسطوانة المرض والحاجة التي يعزفها كل المتسولين وبكل اللهجات.وأكد العديد من المواطنين الذين التقت بهم جريدة "الحياة العربية"، أن مداخيل المتسوّلين الجزائريين تراجعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بعد مزاحمة السوريين والماليين والنيجيريين لهم في عقر دارهم، وفي مناطق نفوذهم في الأسواق والمساجد ومحطات الحافلات، غير أن هؤلاء وجدوا في تعلم اللهجة السورية حلاّ لاستعادة ما ضاع منهم.تقول شتري سامية أخصائية نفسية ن أي إنسان لديه ميكانيزمات نفسية تنشط مباشرة بعد شعوره بالخطر، فيلجا إلى اختراع آليات تسمح له بالتأقلم مع الوضعيات المستجدة، ومنها أن يتمكن المتسول من قلب لسانه من اللهجة البرايجية إلى السورية والمصرية، وغيرها من اجل الاستمرار في وظيفته وجني ربح إضافي.من جهة أخرى يقول عمي احمد وهو شيخ متقاعد متعود على الجلوس أمام بوابة المسجد، انه استغرب من تحول بعض المتسولات اللاتي تحولن بقدرة قادر إلى سوريات في رمشة عين، في محاولة منهن لاستعطاف قلوب الجزائريين ويضيف انه تمكن من كشف حيلهن، بمجرد الاقتراب منهن والدخول في نقاش معهن قبل أن يكشفن هويتهن الحقيقية على وقع الشتائم واللعنات .من خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها "الحياة العربية" في شوارع العاصمة ، وتقربنا من بعض المواطنين الذين لم يبخلو علينا بأرائهم في هذه الظاهرة، من بين المواطنين الذين اقتربنا منهم سعاد، وهي طالبة جامعية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، التي ترى أنه في ضل التعدد الهائل للمتسولين أصبح من الصعب التمييز بين المحتاج والمحتال، قائلة أنها تقدم الصدقة لذوي الاحتياجات الخاصة أو ممن تعرفهم من العائلات الفقيرة ، من جهة أخرى قال عبد الكريم، مجوهراتي يملك محل بإحدى الأحياء الراقية بحيدرة، بأن هناك فئة كبيرة منهم مزيفة ولا تحتاج إلى الاعانة، وفي ذات السياق يضيف بأنه وبحكم عمله يستقبل يوميا مجموعة كبيرة من المتسولين المزيفين.من جهتها تضيف مواطنة أنها تتخوف من الاعتداءات التي تتعرض لها بعض الفتيات من قبل بعض المتسولين، خاصة بعد أن اختلطت فئة المتسولين بالمتشردين ومتعاطي المخدرات والمختلين عقليا، فيما يرى آخرون أن التسول أسهل طريقة للثراء .من جهة أخرى دعا بعض المواطنين إلى ضرورة استحداث طرق تقديم الصدقة في شهر رمضان، وتكثيف المراقبة على الجمعيات المهتمة بتوزيع هبات المواطنين حتى يتم القضاء الجذري على هذه الظاهرة، وتمكين المؤسسات من تدبير الصدقات والهبات بطرق أكثر عقلانيةفيما ارجع البعض الآخر أن حب تصدق الجزائريين في الشهر الفضيل وراء ارتفاع عدد المتسولين في الطرق، حيث يغتنم المتسولون حلول هذا الشهر الكريم للاسترزاق، خاصة في المدن الكبرى، دون أن ينفي وجود محتالين يفسدون على المحتاج الحصول على صدقة بعد أن أصبح المواطن لا يعرف من هو الفقير الحقيقي ومن هو المزيف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)