تلاميذ يقضون أوقاتهم في لعب "الدومينو" بسبب غياب الأساتذة بوهران

رغم مرور شهر كامل على الدخول المدرسي، إلا أن هناك مؤسسات تربوية لا تزال تعيش حالة من الفوضى والاختلال تعدَّت كل درجات التسيب والاستهتار، مثلما يحدث هذه الأيام بثانوية نجمة 3 شطيبو سابقا بوهران، التي لم يمر على تدشينها سوى سنة واحدة، ليجد التلاميذ أنفسهم يدرسون من دون أساتذة ولا حتى مدير يمكنه إيجاد حلول لهاته المؤسسة التي تتخبط في حالة من التسيب والفوضى، وهو ما جعلهم يرفضون الدراسة ويقررون التجمع في العديد من المرات أمام باب المؤسسة، في طريقة الهدف منها التنديد بالوضع المتردي.حيث أكد العشرات من أولياء التلاميذ الذين استنجدوا بالشروق بعدما سدت في وجوههم كل منافذ النجاة، أن أبناءهم المنتمين لشعبة تقني رياضي، يفتقرون لأساتذة المادة منذ أكثر من شهر على الدخول المدرسي وهو ما جعلهم يقضون أوقات الدوام في لعب "الدومينو" والورق في حين فضل البعض الآخر التنقل إلى مؤسسات أخرى طلبا للدروس لمراجعتها في البيت، متيقنين أنه حتى في حال تم الاستنجاد بالأساتذة المستخلفين سيلجؤون إلى الهرولة من أجل إتمام الدروس للحاق بالركب وهو ما لا يصب في مصلحة التلميذ.كما تساءل الأولياء عن غياب الوسائل البيداغوجية الضرورية التي تساعد أبناءهم من تلاميذ الأقسام التقنية على التحصيل العلمي الناجح، فمثلا تلاميذ الهندسة المدنية يدرسون من دون أجهزة كمبيوتر رغم أنها وسيلة هامة، لاستيعاب المفاهيم وتطبيق الدروس النظرية، والأكثر من ذلك أن ولي التلميذ لا يمكنه مقابلة المدير أو نائبه لطرح الشكاوى لأنه بكل بساطة لم يتم بعد تعيين مسؤول عن هذه المؤسسة التربوية التي تقع في منطقة خطيرة صارت بمرور الوقت تهدد صحة التلاميذ، بالنظر لتواجدها قرب مفرغة عمومية تسبح فيها النفايات وسط المياه القذرة التي تنفث سمومها في الهواء، معرضة حياة التلاميذ لخطر الأمراض الصدرية والتنفسية، وقد طالب الأولياء من خلال عريضة كتابية وزارة التربية الوطنية بضرورة فتح تحقيق للوقوف على التجاوزات والنقائص التي تشكو منها تلك المؤسسة الغريبة، ومهددين في الوقت نفسه بإجبار أبنائهم على مقاطعة الدراسة لغاية حل المشكل القائم.