الجزائر

بين الموصل.. الرقة وغزة عدو واحد؟!


بين الموصل.. الرقة وغزة عدو واحد؟!
قالت إذاعة إسرائيلية إن صمت الشارع العربي إزاء حرب إسرائيل على غزة أبرز مظاهر تراجع الربيع العربي.وكأن الربيع العربي كان يستهدف إسرائيل أو أنه أصلا خطط وفكر له من قبل العقل العربي؟! الربيع العربي قدم خدمة لإسرائيل دون غيرها، فقد نجح في تفتيت البلدان العربية وأضعف جيوشها بحيث لم تعد إسرائيل تخشى مواجهة عربية، خاصة بعدما غرقت سوريا في أزمتها الداخلية وسوى بنيانها بالأرض.بينما مصر تتحجج بعداء حماس لها وتواطئها مع مرسي والإخوان فأغلقت كل منافذها في وجه الغزاويين الذين يعيشون في سجن كبير، بل ذهب بعض إعلامها إلى حد التشفي في أهل غزة ومباركة الضربات الموجعة التي توجهها إسرائيل لشعب أعزل بحجة قطع دابر المقاومة والقضاء على صواريخ حماس التي لم تلحق يوما أضرارا بإسرائيل التي تحميها القبة الحديدية.ثم لماذا يتحرك الشارع العربي الذي تمتحنه إسرائيل مرة أخرى بضرب غزة، فقد وجدت له أمريكا وشريكتها إسرائيل الفضاء الذي ينتفض فيه، فالشارع العربي اليوم غاضب وبشدة على صفحات التواصل الاجتماعي، يتلقف صور الجرم الإسرائيلي ويوجه لإسرائيل بعدها الضربات الموجعة بالدعاء والتهديد، فالشعوب العربية ليست أحسن من أنظمتها، سواء التي أسقطتها في ربيع مزعوم، أو تلك التي خلفتها وهي لا تفرط في ولائها لأمريكا وحليفاتها التي دعمتها للوصول إلى الحكم.غزة تنزف أمام صمت، ليس الشارع العربي وحده، بل المنظمات الأممية كلها، فأين اليونيسيف مما يحدث لأطفال غزة؟ لم نسمع لها أدنى تنديد!؟لكن غزة هي مجرد محطة للموت من بين المحطات الكثيرة التي زرعتها أمريكا والصهيونية العالمية في الجسد العربي والإسلامي، ففي كل مرة تسلط الموت على إحداها. فبعد حمص والرقة وحلب وغيرها من المدن السورية التي ما زالت بؤرة للرعب والموت على يد داعش والنصرة والجيش الحر والجيش النظامي، جاءت داعش في العراق وأرسلت هي الأخرى إلى العالم نصيبها من صور الخراب والموت.غزة لن تنسينا أن داعش تقتل في العراق الأبرياء وتستهدف الشيعة ومن تسميهم باللائكيين والملحدين. وخليفة المؤمنين هناك يدير فصلا داميا من فصول مسرحية الموت التي تم إخراجها في مخابر إسرائيل والسي آي أي، ولما سئل لماذا لا يقاتل في إسرائيل التي تحتل ثالث الحرمين، قال بدون خجل “لم يأمرنا الله بمحاربة إسرائيل”، فهل أمر الله بقتل المسلمين الأبرياء بدون حق؟الصور التي تأتي من غزة مرعبة وتدمي القلب، ونحن نتأثر لها أكثر من تأثرنا لصور الدمار الحاصل في سوريا والعراق وليبيا وفي مصر، مع أن المخطط واحد والسلاح الذي يستهدفهم جميعا واحد، والمشروع واحد أيضا. فقط العدو الذي يقتل في غزة اسمه إسرائيل، وفي البلدان الأخرى يتخذ له مرتزقة من مجانين الدين ولكن مشروعه هو الآخر يحمل توقيع إسرائيل.عار على المجتمع الدولي الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، ولا يحرك ساكنا لما جرى ويجري في غزة وفي كل المنطقة العربية. أما الأنظمة العربية فهي الأخرى ضحية تماما مثل أطفال غزة. ولا حول ولا قوة!!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)