الجزائر

الجزائر وتونس أغلقتا الباب في وجه تنظيم دروكدال




الجزائر وتونس أغلقتا الباب في وجه تنظيم دروكدال
يطرح دجيبي دياكاتي، المختص في تطوّر الصراعات في منطقة الساحل، وهو محاضر بجامعة الشيخ أتا ديوب بالعاصمة السنغالية داكار، أسبابا دفعت "القاعدة في المغرب الإسلامي"، الذي يقوده عبد المالك دروكدال، للنزوح من شمال إفريقيا نحو غرب إفريقيا.يقول دياكاتي إنّ تراجع "القاعدة في المغرب الإسلامي" في معقلها المفترض، يعود في المقام الأول، إلى تحسّن الأوضاع الأمنية، إضافة إلى "دعم أكثر فعالية ونجاعة" تبديه الحكومتين الجزائرية والتونسية. وهو استنتاج يظهر في الحصيلة الهزيلة للهجوم الأخير الذي شنّه التنظيم الإرهابي ضدّ دورية للدرك التونسي في منطقة حدودية مع الجزائر. فهذا الهجوم الذي قادته عناصر تابعة لمجموعة "عقبة بن نافع"، الفرع التونسي لتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، لم يوقع سوى إصابتين اثنتين في صفوف دورية الدرك التونسية. وقضى زعيم الفرع التونسي للتنظيم، لقمان أبو صخر، في هجوم قاده الجيش التونسي على الحدود مع الجزائر، بحسب رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد.ويربط دياكاتي تغيير إستراتيجية التنظيم نحو الساحل الإفريقي، بوجود ثغرات أمنية ناجمة عن عجز أنظمة بلدان المنطقة عن تأمين مساحات شاسعة تغطيها 10 بلدان (الجزائر، السنغال، موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا وتشاد والسودان والرأس الأخضر)، تقدّر إجمالا بنحو 3.05 مليون كلم مربع، وتهيمن عليها تركيبات قبلية مختلفة وهشة.عامل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه، ويهمّ، حسب دياكاتي، "الأنشطة التجارية المحظورة، والتي تتقاطع من خلالها مصالح الإرهابيين مع المهرّبين، ما يزيد في تعقيد مهمّة المراقبة، فمنطقة الساحل وغرب إفريقيا، أضحت تقريبا محور التهريب الدولي للمخدرات، وعلى رأسها الهيروين والكوكايين القادمين من أمريكا اللاتينية وأفغانستان".وبالنسبة لدياكاتي، الهشاشة الأمنية بمنطقة غرب إفريقيا، تلعب أيضا دورا هاما في استقطاب المجموعات المسلحة، وليس أدل على ذلك من التجربة المريرة التي عاشتها كوت ديفوار يوم 13 مارس الماضي، حين استهدفت إحدى منتجعاتها السياحية في مدينة "غراند بسام" غير البعيدة عن أبيدجان، بهجوم إرهابي أسفر عن سقوط 19 قتيلا.وبمرور الزمن، فقد التنظيم الكثير من قواه، وفقدت ضرباته في شمال إفريقيا، تبعا لذلك الكثير من صداها على الصعيدين النفسي والإعلامي. فباستثناء هجوم عين أميناس، أو ما يعرف بأزمة الرهائن بهذه البلدية الواقعة جنوبي الجزائر، في جانفي 2013، والتي أسفرت عن مقتل 23 رهينة جزائرية وأجنبية، إضافة إلى 24 من عناصر "القاعدة في المغرب الإسلامي"، فإن جميع ضرباتها الأخرى في منطقة شمال إفريقيا لم تخلّف تقريبا أي ضحايا أو أي صدى يذكر. وخفوت وهج عملياته، وفشله في إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا وإثارة أكبر قدر من الدوي الإعلامي، دفع بالتنظيم إلى توسيع مجال ضرباته نحو ساحل القارة السمراء ومناطقها الغربية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)