الجزائر - A la une

الإسعافات الأولية.. ثقافة ذاتية ترفع الوعي الصحي في المجتمع



الإسعافات الأولية.. ثقافة ذاتية ترفع الوعي الصحي في المجتمع
لا يزال الهلال الأحمر الجزائري يعمل على التوعية في كل مناسبة أتيحت له لاستمالة اهتمام المواطنين لتلقي تكوين في الإسعافات الأولية، ومن ذلك مشاركته ضمن أيام الصحة الجسدية والنفسية التي أقيمت بمدينة بومرداس مؤخرا، حيث كشف السيد محمد بغداد ممثل الهيئة، أن الهلال الأحمر يريد تحقيق هدف "كلنا مسعفين" بعد أن كان الهدف من قبل "مسعف لكل عائلة". تعد الإسعافات الأولية من أساسيات رعاية المرضى أوالمصابين إثر تعرضهم لأي شكل من أشكال الحوادث، إلا أن هذه الإسعافات لابد أن تخضع لشروط معينة، إذ يجب ألّا تكون عشوائية، لأن الإسعاف الخاطئ يمكن أن يكون له تأثيرات عكسية وسلبية قد تصل حد حدوث مضاعفات خطيرة يمكن أن تؤدي بحياة المصاب أوالمريض، ومن هنا لا بد أن يكون لدى أفراد المجتمع وعي بأساسيات الإسعافات الأولية، من أجل ذلك تشرف جهات مثل الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري على دورات تكوينية في هذه الإسعافات للوصول إلى تأسيس ثقافة إسعاف جيد في الوقت المناسب.في السياق، يتحدث السيد محمد بغداد، منسق في المكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري ومُكوّن في الإسعافات الأولية، أن هيئة الهلال لا تدّخر جهدا في التوعية المستمرة بأهمية تلقي تكوين متخصص حول الإسعافات، ومن أجل ذلك، تشارك في كل التظاهرات الموجهة للجمهور العام، ويقول: "فيما مضى، كنا نمشي وفق هدف مسعف لكل عائلة، لكننا رسمنا لأنفسنا هدفا آخر اليوم وهو: "كلنا مسعفين"، فحوادث المرور تزداد وكذلك الحوادث المنزلية وحوادث العمل..كما تزايد العنف الجسدي بشكل عام في الحياة اليومية، لذلك لا بد من تكثيف التوعية بأهمية تلقي تكوين في كيفية إنقاذ الآخر من خلال سلوك بسيط ولكنه أساسي ومدروس".ويضيف المتحدث، أن سلامة الإسعافات الأولية خاصةً في الحالات الحرجة كحوادث المرور، تكون بمثابة الحل السحري لتفادي حدوث مضاعفات خطيرة قد تودي إلى الإعاقة أو حتى الوفاة، لذلك فإن تلقي تكوين من 14 ساعة قد يراه البعض هيّنا إلا أن نتائجه مبهرة في الحياة اليومية للأفراد، يقول المتحدث مضيفا أن أياما تحسيسية قد أشرف عليها الهلال الأحمر في عدة مناسبات ومؤسسات على غرار المدارس والجامعات وحتى في الشركات لاقت تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور المستهدف، "إلا أن هذا لا يكفي فتحقيق هدف (كلنا مسعفين) يجعلنا نضع نصب أعيننا الخروج إلى القرى والمداشر المنتشرة هنا وهناك لنشر ثقافة الإسعافات الأولية، وهو ما جعلنا اليوم نصل إلى تكوين 7 آلاف مسعف بإقليم الولاية والعملية مستمرة". من جهة أخرى، يعمل المكتب الولائي للهلال الأحمر على تكوين فريق طبي ليشرف على خرجات ميدانية للقرى والمداشر النائية بهدف إجراء فحوصات طبية لكبار السن والعاجزين ممن لا يستطيعون قصد المدن للعلاج. وفي السياق، يوجه ممثل الهلال الأحمر نداءه لكل الأطباء الراغبين في التطوع من أجل هذه المهمة الإنسانية، سواء أخصائيو الطب العام أوطب العيون والطب الداخلي والنفسانيون والقابلات وغيرهم،"كما أننا نوجه نداءنا كذلك لكل الجهات الممكن لها تقديم الدعم لنا وتزويدنا بسيارات خاصة لهذا العمل التطوعي الإنساني".إدماج المسبوقات.. برنامج طموح آخروعلى صعيد آخر، يعمل الهلال الأحمر الجزائري من خلال برنامج إنساني إلى إدماج المسبوقات قضائيا، فالواقع يشير إلى أن المرأة المسبوقة تجد صعوبات في الاندماج الاجتماعي أكثر من الرجل، وعليه فإنه من أهم برامج الهلال الأحمر أن يكون همزة وصل بين المسبوقات اللواتي توشك عقوبتهن على الانقضاء وذلك من أجل ربط الاتصال بعائلتهن ومحاولة إعادتهن إلى حضنها. ويكشف في هذا الإطار السيد محمد بغداد أن المهمة ليست سهلة إطلاقا، فالقليل من العائلات من تعيد المسبوقة إليها، "ونحن في هذه المساعي نقصد إمام المسجد أوعقلاء الحي لمساعدتنا في هذا المسعى". مسعى آخر يعمل عليه الهلال الأحمر في سياق إدماج المسبوقات وهو التواصل مع مؤسسات تشغيل الشباب مثل أنساج والانجام من أجل تسهيل حصولهن على تسهيلات لفتح ورشات صغيرة أو مؤسسات مصغرة، خاصة وأن نزيلات المؤسسات العقابية يتلقين تماما مثل النزلاء الرجال تكوينا في مختلف فروع التكوين المهني، وهو ما يسهل عليهن خلق مؤسسات مصغرة أو ورشات بعد انقضاء مدة العقوبة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)