الجزائر - Documents personnels (Photos, Articles ...)

سيدي إبراهيم الغول ابن سيدي إبراهيم السلامي



قال القطب سيدي علي بن عمر صاحب زاوية طولقة: إنما سمي سيدي إبراهيم الغول لأنه تغول في الولاية و وصفه بحر الحقيقة سيدي الحاج عيسى الأغواطي بمخ الشرفاء في قصيدة قالها عند صريحه يستغيث به لما أهمله أهل أبي سعادة و لم يكرموا مثواه و هي من الشعر الملحون كسائر قصائده و يحفظها كثير من الناس في الناحية و لكن شرفه من قبل أمه لا يختلف فيه اثنان لأنها بنت شريف أبي سعادة و ثبوت الشرف من قبل الأم قال به المحققون و الحقيقة تشهد بثبوته لأن ثبوت البنوة للأم أقوى من ثبوتها للأب و لا يعارض هذه القوة إلا المتمسكون بالظواهر و الحاكم بها يحتاج إلى القوة من العلم والفهم يدرك بها مقتضيات الأحوال و يعتمد عليها في استخراج أدلة الأقوال مثل عالم الأولياء و سيد العلماء الجامع بين الشريعة و الحقيقة سيدي الحفيد بن مرزوق التلمساني مؤلف رسالة"إسماع الصم في إثبات الشرف من قبل الأم" و لا شك أن المسألة ذات الوجهين: أحدهما يرى في مرآة الحقيقة و الآخر في مرآة الشريعة و تلازمها معلوم و المقتصر على إحداهما ملوم و قد سئل سيدي إبراهيم الغول عند موته عن شرفه الأبوي فأجاب بأن الشريف يظهر غدا أي: في الآخرة و لهذا تجد بنية لا يعتمدون على الشرف، فلا ينحدرون في ما انحدر فيه غيرهم من الخصال المنافية له.
تواتر أن سيدي إبراهيم الغول تركه أبوه في بطن أمة و أوصاها بتسمية بإسمه إن لم يرجع إليها قبل سنة و سافر يريد حج البيت الله الحرام و زيارة سيد الأنام عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام و لما وصل إلى الجزائر ذاهبا أو آيبا استشهد في مرساها و اقبر في موضعه و ضريحه مقصود للزيارة و التبرك و كانت لخير الدين معرفة به في الديار المشرقية فبنى عليه قبة فخيمة و رتب لها قيما و نفقات و وجد بخط يد سيدي محمد بن علي الخروبي خطيب الجزائر في وقته أن سيدي إبراهيم هذا جاء من الصحراء قاصدا الحج البيت و استشهد في الجزائر اهـ. و هو مطابق لما كان يحكيه لنا أسلافنا الصالحون رحمهم الله تعالى و رضي عنهم و كاتبني به الوالد قدس الله سره و ذكر لي بعض الصدقاء في الجزائر عفى الله عنه أن عنده كراريس من كتاب ألفه بسكرى في رجال الصحراء و تعرض فيه لذكر أبي سعادة و سيدي إبراهيم و للحكاية السابقة نفسهما و يقال: إنه ساح في الصحراء و دخل توات و زاد في السياحة إلى تنبكتو و رجع إلى المغرب الأوسط و نزل في أبي سعادة و كانت وقتئذ قصرا صغيرا فيه دويرات و عين و مسجد يسمى اليوم جامع النخلة و هو العتيق و لما استقر زوجه سيدي سليمان بن ربيعة منهم و حملت منه زوجته و ذهب إلى الحج كما تقدم و لما وضعت حملها سمته باسمه إبراهيم السلامي نسبة إلى الدار السلام مقام سلطان الصالحين سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه و نفعنا ببركاته و كان وليا عليها و منها جاء أبوه في البحر على طريق أزمير مع سيدي محمود بوفاله دفين المسيلة قيل: و سيدي والي دادة دفين الجزائر و الثلاثة أتراك و لعل سيدي دادة كان صغيرا و طال عمره بعدهما. حتى ظن من ظن أنه متأخر عنهما بكثير و الله أعلم و لما توفيت أمه رحمها الله تعالى تركته في كفالة أخيها و ربته أم سيدي عيسى بن محمد (بالفتح) القطب الشهير، و كانا يقرآن معا على سيدي محمد بن دحيمين الرجال الصالح المتبرك بتربته إلى الآن في أبي سعادة فحفظا القرآن و كبرا أخوين في الله إلى أن سار إلى رحمة الله تعالى، وكان سيدي عيسى و قد كبرت أخته و خطبها بنو قبيلتها أولاد سيدي سعيد، فناداه و جاءه و قال لهم: هذا زوجها قد حضر فبنى بها و بعد مدة مات سيدي إبراهيم عن ثلاثة بنين سيدي محمد (بالفتح) و سيدي التواتي و سيدي رابح و كثر بنوهم و صاروا قبيلة و مثلهم أولاد سيدي عيسى بن محمد و في القبيلتين و رجال اشتهروا بالعلم و الولاية.
فمن أولاد سيدي محمد سيدي ابو القاسم و سيدي محمد بن مرزوق و سيدي الزيتوني و سيدي أحمد بن عروس و أولاد سيدي أبي القاسم سيدي محمد المبارك و سيدي عبد القادر و سيدي الزروق و سيدي عبد القادر و سيدي الزروق و سيدي عبد الله و سيدي محمد و سيدي و أولاد سيدي بلقاسم و أولاد سيدي التواتي هم أولاد سيدي اللعوبي و هم أهل أبي الزراريع و التربية و أولاد سيدي رابح هم اهل قرية أبي النزوة و نواحيها فالفرق ثلاثة و في كل منها رجال علم و ولاية.
فمن أولاد سيدي محمد الشيخ سيدي أبو القاسم و قبته متبرك بها في الديس و سيدي محمد المبارك و قبته في الجبانة الكبرى المعمورة بالصالحين والصالحات و من أولاد سيدي محمد المبارك القطب الأكبر مراد الله المجذوب إليه مجرد عن الدنيا سيدي البشير بن السعيد و له كرامات كثيرة و مكاشفات لا تحصى و لم يزل في قيد الحياة أطال الله عمره و نفعنا ببركاته و جمعنا به مؤمنين آمنين آمين و من أولاد سيدي رحمون سيدي أحمد بن سليمان من تلاميذ الشيخ ابن عزوز البرجي و مثله ولده شيخنا سيدي محمد الصديق و ولد ولده حفيدي الشيخ محمد بن الصديق (حي) و أخزه التقي سيدي عبد الله (حي) و من أولاد سيدي عبد القادر سيدي محمد الشلالي شاعر الحضرة النبوية و عاشقها نفعنا الله ببركته و سيدي دحمان بن الشريف و سيدي دحمان بن فيصل (حي) و سيدي محمد بن عبد الرحمن الأول و ولده سيدي محمد السنوسي و ولد ولده شيخنا سيدي محمد بن عبد الرحمن الثاني و ابن أخيه الشيخ الحاج ابن السنوسي (حي) و سيدي إبراهيم بن المسعود (حي) و من أولاد سيدي عبد الله سيدي عبد الله بن مرزوق و سيدي محمد بن يطو بن فرار دفين المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة و السلام و سيدي عبد الحق بن محمد المحراك حامل الكتاب الله تعالى (حي) و من أولاد سيدي الزيتوني سيدي البشير بن عبد الملك و من أولاد سيدي ابن عروس سيدي محمد بن الصالح و من أولاد سيدي ابن مرزوق العلامة سيدي محمد السنوسي شاعر الحضرة النبوية و المقام الجيلاني و جدي المازري بن يطو شيخ الجماعة و إمامها في وقته و هو من مشايخ أستاذ الطريقة و الحقيقة و حافظ الشريعة شيخنا سيدي محمد ابن أبي القاسم الهاملي و شيخنا سيدي محمد الصديق و منهم والدي سيدي الشيخ ابن أبي القاسم رضي الله عنه و هو جد الشيخ المكي بن عزوز لأمه (حي)، و ستأتي ترجمته و من أولاد سيدي التواتي سيدي اللعوبي، و قبته ظاهرة في بسيط الحنة الغربية و من أولاد سيدي الزروق سيدي أحمد ابن أبي خروبة و من أولاد سيدي رابح سيدي محمد المبارك بن أحمد بن الطيب و الأربعة الأخيرون أحياء الآن، فهؤلاء هم المشاهير في علمي من عهد سيدي إبراهيم إلى اليوم و أما غيرهم من أهل الخمول فكثيرون ذكورا و إناثا و قصصهم متواترة في الحي أبا عن جد، و لأولاد سيدي إبراهيم شهرة رائدة بالعلم و العمل و لأهل الديس منهم أنظار دقيقة ينتبهون بها لما ينتبه له أهل التدقيق و التحقيق و من طبعهم التنزة عن التظاهر بزي الواصلين و لكن لا يصبرون على تبجح المتفقهين و لا يقيلون عثار المخطئين و قريتهم في سفح جبل يسمى أبا العرعار من فروع جبل سالات المذكور غير ما مرة في تاريخ العلامة ابن خلدون و هو جبل شامخ كثير السواعد، وفيه آثار للأولين، و أقربهم إلينا في التاريخ بنو برزال المنتقلون إلى الأندلس، كما ذكره ابن خلدون و من فروعه جبل القليعة و هو جبل رفيع قمته مربعة و في سطحها ديار كانت لأحد رؤساء زناتة ثم صارت إلى بعض رؤساء العرب و منهم قتيل ذئاب في محل الرمل و اليراع و يعني بذلك كدية بانيو التي اكتشف فيها البوم عنصر عجيب من صنع قدماء المهندسين و سيكون به لهذه الناحية شأن عظيم الاعتبار في باب الاستعمار و لا يبعد أن ستكون فيها مدينة غاصة بالسكان و السكة الحديدية مارة بها من المسيلة إلى أبي سعادة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)