الجزائر - A la une

الحرب والنواب.. والكتاب؟! :



الحرب والنواب.. والكتاب؟!                                    :
شيء مؤسف أن تناقش السلطة في الجزائر مسألة التدخّل العسكري الجزائري مع الفرنسيين، والأمريكان، وهيلاري كلينتون وكاترين أشتون، ولا تناقش السلطة، مثل هذا القرار الخطير على أمن ومستقبل البلاد، مع البرلمان، أو حتى لويزة حنون!
في تركيا عندما قرر الحلف الأطلسي ضرب العراق، وتركيا عضو في هذا الحلف، قامت الحكومة التركية بعرض الموضوع على البرلمان التركي.. ورفض البرلمان أن تضرب العراق من طرف الناتو عبر الأراضي التركية.. وهي، أي تركيا، عضوة أساسية في هذا الحلف.
نحن لسنا عضوا في الناتو.. ومصالح بلدنا في مالي لا تتكامل مع مصالح دول الناتو في منطقة الساحل.. ومع ذلك تتخذ السلطة قرار التدخل العسكري، بالجيش الجزائري، خارج الحدود، وخارج الدستور.. ويحدث ذلك دون استشارة الشعب، عبر نوابه على الأقل، ولو شكليا..!
قد يقول قائل ومن هم هؤلاء النواب، الذين يستشيرهم الرئيس وجنرالات الجيش في ما تمليه فرنسا وكلينتون وأشتون.. وهؤلاء أحسنهم لم يقرأ كتابا في حياته؟! حتى الشيخ شمس الدين قال إن أحسنهم قرأ كتاب ''كليلة ودمنة''! وحتى هذا الشيخ لا يعرف، وقد لا يكون قرأ، كتاب كليلة ودمنة! وإن قرأه لم يتدبّر معانيه.. وربما قرأه كما يقرأه الأطفال الصغار، على أنه مجرد حديث في قصص على لسان الحيوانات.. في حين إن كتاب كليلة ودمنة، هو في جوهره، يناقش قضايا السلطة في العمق.. ويناقش قضايا الاستبداد والقهر وسوء تسيير الحكم، وفيه جرأة لا توجد عند كبار السياسيين المعارضين الآن، وكذا كبار الإعلاميين. ولو كنت مشرّعا في البرلمان لفرضت على كل من يتعاطى السياسة أن يقرأ كتاب كليلة ودمنة، ويتدبر معانيه العميقة، ولا يقرأه قراءة الأطفال.
ومع الأسف، لو قرأ نوابنا كتاب كليلة ودمنة قراءة متدبرة.. ولو قرأ شيوخنا هذا الكتاب قراءة متدبرة لمعانيه الحقيقية، لما تجرأ حكامنا على اتخاذ قرار الزج ببلادنا في حرب ضد جيراننا، دون المرور على برلمان الشعب، حتى ولو من باب استشارة مقبرة سياسية؟!
لست أدري لماذا أحس بأن تورط الجزائر في حرب مالي يشبه تورط مصر عبد الناصر في حرب اليمن؟! بالإمكان أن نعرف بداية هذا التورط، ولكن لن نعرف نهايته؟!
اللّهم احفظ بلدنا من كل مكروه، لأنه لم يبق لنا سوى الدعاء؟!

[email protected]
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)