الجزائر - A la une

الجزائر أمام خطر بدانة الأطفال والمختصون يدقّون ناقوس الخطر الأولياء لا يشجّعون أولادهم على النشاط البدني



الجزائر أمام خطر بدانة الأطفال والمختصون يدقّون ناقوس الخطر                                    الأولياء لا يشجّعون أولادهم على النشاط البدني
يظن الكثير من الأولياء أن السمنة لدى أبنائهم دليل على الصحة والعافية، غير أنهم يجهلون أنها ظاهرة مرضية تهدد حياتهم، لما لها من مخاطر صحية. وفي ظل غياب سياسة وقائية، يدق المختصون
في الصحة ناقوس الخطر، ويدعون الأولياء إلى مراقبة النمط الغذائي لأبنائهم،
خاصة مع انتشار الأكل السريع ووجود عوامل أخرى بيئية.
عرفت السمنة لدى الأطفال طريقها في المجتمع الجزائري لعدة أسباب فرضتها تغيرات الحياة عبر العالم، وارتبطت الكثير من العادات السيئة بهذه الفئة بتواطؤ الأولياء. فالجلوس المطول أمام التلفاز، والاستعمال المفرط للأنترنت والتهافت على محلات الأكل السريع أضحى من بين عوامل تفشي البدانة وسط الأطفال. وحول هذه النقطة، قال رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الطب والبحث العلمي، والمختص في التغذية، البروفيسور مصطفى خياطي، إن 9 بالمائة من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة يعانون من السمنة، حسب آخر دراسة أجرتها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات سنة .2006 كما أشار إلى أن 80 بالمائة من أطفال الإكماليات يأكلون خارج البيت، وهم معرّضون لعدة مخاطر ومضاعفات صحية تكمن في الإصابة بداء السكري. داعيا وزارة الصحة إلى إعطاء دفع قوي للتربية الصحية وتبنّي سياسة وقائية، مع فتح مطاعم في جميع المدارس .
من جهتها، تعزو المختصة في التغذية والوخز بالإبر، الدكتورة بن هقوقة، أسباب السمنة لأسباب وراثية وبيئية، إلى جانب تعرّض الطفل للصدمات والقلق أو وجود توتّر في العلاقة مع الأولياء. ولكن يبقى تغيّر النمط الغذائي لدى الأطفال اليوم، من أهم عوامل البدانة، فالطفل أصبح يأكل في كل وقت وطوال اليوم، مع الإكثار من تناول الوجبات السريعة، إضافة إلى إصابته بالخمول بسبب قلة النشاط البدني لنقص المرافق الترفيهية وقضاء معظم الوقت أمام جهاز التلفاز والأنترنت.
وتشير محدثتنا إلى أنها عالجت الكثير من حالات البدانة لدى الأطفال من خلال الوخز بالإبر. مبرزة في ذات السياق أن العقد النفسية التي تصيب الأطفال المصابين بالسمنة، خاصة في مرحلة المراهقة، لها نتائج سلبية على سلوكياتهم، حيث يصبحون منعزلين عن المجتمع. وعن نصيحة المختصة للأولياء قالت: ''إنه لا يمكن التركيز على الحمية للأطفال، وإنما يجب أن تكون الوجبات الغذائية مدروسة، سواء داخل البيت أو في المؤسسات التربوية''. كما تُلقي المسؤولية على عاتق الآباء والأمهات، من خلال سهرهم ومتابعتهم الجيدة لصحة أبنائهم وتشجيعهم على توخي نمط رياضي والابتعاد عن النوم الزائد والمشاهدة المطوّلة للتلفزيون. من جهته، كشف رئيس جمعية مرضى السكري، فيصل أوحدة، أن 12 بالمائة من الأطفال المصابين بالسكري سببه البدانة، محمّلا المسؤولية للأولياء، إذ قال إن من بين السلوكيات السلبية التي يساهم بها الأولياء في إصابة أبنائهم بالبدانة، هو اصطحابهم إلى المدارس وغرس روح الاتكالية في نفوسهم، على عكس الأجيال السابقة، حيث كان الطفل يذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام، ويمارس في نهاية النهار لعبا تقليدية تساهم في صرف طاقته اليومية. وأكد أوحدة أيضا أن غياب مختصين في التغذية، في المطاعم المدرسية، ساهم بشكل كبير في انتشار السمنة وسط الأطفال.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)