صوت المواطن حتمية الدولة القوية؟

في تركيا، اختلفنا أم اتفقنا مع سياساتها، إلا انك تشعر أن هناك سلطة قوية تمثل دولة قوية، فالثقة بالنفس التي تحلى بها المسؤولون الأتراك خلال وبعد إسقاط الطائرة الروسية يدل على ذلك، لكنه أيضا يجد تفسيره فيما يلي:1- قوة أي سلطة مهما كانت هذه السلطة يكمن في مدى التفاف الشعب حولها، أي اعتمادها على غالبية شعبية تسند ظهرها وتؤازر قراراتها وتساند خطواتها وتقف إلى جنبها في الصعاب، ولكي تصل أي حكومة لهذه الدرجة من الرضا الشعبي يتطلب ذلك خطوة بسيطة فقط وهي وضع ورقة في صندوق شفاف مع احترام الجميع لما يفرزه هذا الصندوق.2- إذن، بناء سلطة قوية ومنه دولة قوية لا يمكن أن يكون خارج الخيار الديمقراطي، ولعل نظرة بسيطة على قائمة الدول المتقدمة والمصنفة في خانة الكبرى اقتصاديا وعسكريا وثقافيا واجتماعيا هي الدول الديمقراطية وليست الدول الشمولية.3- الديمقراطية تجعل المواطن شريكا في تسيير أموره، وفعالا في إنتاج البدائل والحلول، وفردا مبادرا، منتجا ، ليس عالة على الحكم ولا الحاكم أيضا عالة على المواطن، ففي الديمقراطية هناك عقد اجتماعي واقتصادي وسياسي يحميه سيف القانون وتسهر على تطبيقه مطرقة العدالة، ومن ثمة يصبح المجتمع برمته يتحرك كآلة متكاملة، تعمل دفعة واحدة وبانتظام غير قابل للتجزء…نعم هكذا تشتغل الدول المتحضرة، لكل دوره في إطار احترام الفرد وتثمين رأيه وتفكيره وخياراته..وعكس ذلك هو الخراب الذاتي والتدمير الداخلي…هذه المعادلة أدركها الأتراك فأصبحوا خامس قوة اقتصادية في العالم، وتجاهلها غيرهم ومنهم الجزائر.. فانزلقنا إلى الحضيض..غذاءنا مستورد، لباسنا مستورد، دواءنا مستورد، سلاحنا مستورد…مواطننا مهمش، سلطتنا معزولة…….فمتى يدرك أهل الحل والربط أن الجزائر العظيمة بحاجة إلى إعادة الكلمة للشعب والاستماع له وإشراكه بجد في تطوير بلاده؟….إلى حين ذلك عاشت الجزائر مستقلة.