سبع سيدات مجهولات النسب بإقامة الفتيات المتشردات بوهران تبحثن عن مأوى

أطلقت سبع سيدات مجهولات النسب يقمن منذ ثلاثة عقود بإقامة الفتيات بشارع محمد بوضياف (شارع مستغانم سابقا) بوهران، نداء استغاثة إلى المسؤول الأول عن الولاية من أجل إخراجهن من وضعية الغبن التي يعشنها لسنوات طويلة مرت من عمرهن في هذا المكان البارد دون أن تتكفل أي جهة بمطلبهن وحلمهن الوحيد المتمثل في الحصول على مسكن يحفظ كرامتهن وهن في خريف العمر. في مشهد مؤثر جدا تروي إحداهن، وهي السيدة ”تومية ”في عقدها الرابع، قصة تواجدها بالمكان والدموع تنهمر على خديها، حيث قالت إنها تربت وزميلاتها الستة بمركز الطفولة المسعفة بمسرغين، وبعد بلوغهن السن القانونية قامت المساعدة الاجتماعية آنذاك بنقلهن إلى إقامة الفتيات المقيمات بها حاليا، مع العلم أن كل واحدة منهن تعمل مقابل راتب زهيد كمنظفة لا يكاد يسد رمقهن.وبالرغم من محاولاتهن المتكررة، تضيف محدثتنا، لأجل رفع شكوى في الحصول على ”قبر الدنيا”، للسلطات المحلية بولاية وهران وللوزارة الوصية، إلا أن محاولاتهن باءت بالفشل ولا جهة أخذتها الرأفة بحالهن وتعاطفت مع وضعيتهن البائسة، وهو ما زادهن تذمرا.تقول السيدة ”فاطمة” هي الأخرى، أنها فقدت الأمل تماما في الحصول على سكن بعد الكم الهائل من الوعود الزائفة والخيبات التي تلقتها في حياتها تباعا، فهي تشتغل كمنظفة عند أحد الخواص لأجل أن تعيش. ما تأمله أن يبقى باب هذه الإقامة مفتوحا ولا تضطر لتخرج للشارع أوأن تقوم مديرية النشاط الاجتماعي بتحويلها إلى دار المسنين كما قالوا لها في السابق. ”مديرية النشاط الاجتماعي جاءت بنا من مركز الطفولة المسعفة بمسرغين ونحن في سن المراهقة، من المفروض بشكل مؤقت حتى نستفيد مثلنا مثل باقي الجزائريين بمسكن اجتماعي، لكن تمر 30 سنة أخذت معها أجمل سنوات عمرنا، كل واحدة منا تعيش في غرفة واحدة بهذه الإقامة نتشارك مع باقي المقيمات الأخريات مطبخا واحدا و دورة مياه واحدة”.. هن كثيرات بالمركز تومية، فاطمة، فيروز، فتيحة، مبروكة، هجيرة، حورية.. صرخات لنساء ولدن بدون هوية، عاشن حياة الحرمان العاطفي والمادي لسنوات طويلة، يناشدن المسؤول الأول عن الولاية للنظر في مطلبهم الشرعي بغية الحصول على مسكن يشعرهن بإنسانيتهن ويحفظهن في آخر سنوات العمر، على غرار باقي المقيمين بمركز الطفولة المسعفة، أين استفادت 30 عائلة من سكن اجتماعي من الأشخاص مجهولي الهوية.