تزايد رغبات المواطنين في العودة إلى الأرياف بباتنة

أعرب المئات من المواطنين المالكين لأراض زراعية وممتلكات في المناطق الريفية الواقعة في الجهات الجنوبية والشرقية لولاية باتنة، في المدة الأخيرة، عن رغبتهم الملحة في العودة إلى قراهم وأراضيهم الزراعية التي هجروها في مطلع التسعينيات، عندما اشتدت الهجمات الإرهابية الإجرامية ضدهم وحولت حياتهم إلي جحيم، وباتوا في خطر داهم لم يترك لهم مفرا سوى اللجوء القصري إلى المدن والمراكز السكنية الآمنة نوعا ما.يرى سكان كثيرون أن الظروف التي تمر بها البلاد عامة والولاية على الأخص، باتت تشكل عاملا محفزا للعودة إلى ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية لإعادة استغلالها وتحويلها الى ما كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات عندما كانت حقول وبساتين تنتج كل ما يحتاجه المواطن، ولكنها اليوم أصبحت فضاءات خالية من السكان ومن مظاهر العمران. وخلال أزيد من عشرين سنة تهدمت السدود الصغيرة والحواجز المائية التي كان السكان يقيمها في أرياف بلديات معافة وأولاد عوف وبني فضالة وفي جهات كثيرة من غرب الولاية، لسقي منتوجاتهم الزراعية. وامتد التخريب والإهمال ليطال الأرض بأكملها ويشمل الأشجار المثمرة التي انقرضت بدورها وماتت مساحات واسعة منها.ويقول ممثل عن السكان الراغبين في العودة إن الظروف الراهنة تتطلب في المقام الأول إصلاح الطرق والمسالك الريفية المهدمة وإنشاء مناطق سكنية جديدة بواسطة إمدادات السكن الريفي وتوصيل الإنارة إلى المناطق المحرومة منها، وهي العوامل التي تساعد لا محالة على الاستقرار والعودة إلى خدمة الأرض. من جانبه قال مدير الري بالولاية، بخصوص شكاوى السكان من شح المياه وعدم وصول الشبكات إليهم، أن الاستتراتيجية التي أصبحت متبعة في مجال الري بأنواعه الصغير والمتوسط والثقيل، تعتمد بالأساس علي إنجاز المزيد من السدود التي تتوافق مع الخصوصيات الجغرافية لكل منطقة، لأن المياه الجوفية آخذة منذ زمن طويل في التناقص بفعل قلة التهاطل الذي ساد مناخ الولاية في السنوات الماضية واستمرار الفلاحين في الجهات الجنوبية والجنوبية الغربية في مد أنابيب استخراج المياه الباطنية كل سنة، وهو ما بات يشكل تهديدا جديا للثروة المائية الباطنية ولا يمكن الاستمرار أبدا في هذه الوضعية غير المريحة وغير المأمونة الجانب.