الجزائر - A la une

هل خسر الجميع أمام إيران..؟



هل خسر الجميع أمام إيران..؟
الأيام الجزائرية/ عزالدين بن عطيةلا شك أن إيران قد نجحت في إدارة جولات المفاوضات حول الملف النووي التي دامت سنوات طويلة باقتدار وحرفية عالية، ولا شك أيضا أن ما حصلت عليه إيران من مكاسب، قد أصاب الدول الكبرى ومن بعدها العديد من الدول الإقليمية الأخرى بإحباط و بغصة ،لا ينزعها سوى فشل إيران في استثمار نتائج الاتفاق النووي.. فما هو الأثر الإقليمي لمكاسب إيران غير المتوقَعة بعد رفع العقوباتسوريافي سوريا، من شأن هذا الأمر أن يمنح إيران قدرةً كافية لإنقاذ نظام الأسد، الذي يكافح من أجل البقاء في خضم حرب استنزاف مروّعة وسوف تُستخدم الأموال لتغطية ما أمكن من تكاليف هذه الحرب، بدءاً بسدّ النقص في النفقات العامة للحكومة، وصولاً إلى الحفاظ على السير العادي للحياة اليومية للمواطنين والإبقاء على الجيش ودعم سعر الصرف.العراقمن شأن الازدهار الذي سينتج عن رفع العقوبات أن يزيد من نفوذ إيران في الانتخابات المقبلة في العراق (مجالس المحافظات في عام 2017، والانتخابات الوطنية في عام 2018)،حيث من المرجّح أن يتفوّق النفوذ الايراني في المرحلة المقبلة على نفوذ واشنطن (اللاعب المهيمن هناك منذ احتلالها للعراق)«حزب الله»اضطرت إيران إلى تقليص دعمها لحزب "الله" بسبب انخفاض أسعار النفط والضغوطات التي نتجت عن العقوبات، ورغم أن الحزب ظل يؤكد ان جاهزيته لم تتأثر بالظروف الإقليمية ،إلا أن المكاسب المالية التي ستحصل عليها إيران بعد رفع العقوبات ستغذي ترسانة الحزب العسكرية واللوجيستية .تأثرت "حماس" سلبا بسبب الوضع الاقتصادي الايراني بسبب العقوبات ،ورغم أن العلاقة التي تربط حماس بإيران مركبة ومعقدة ولا تحكمها الظروف المادية فحسب، بل تتعداها إلى الإيديولوجيا والتجاذبات العربية العربية وما فرضته من حالة استقطاب أثّرت على الخيارات الاستراتيجية للحركة ،إضافة إلى النتائج التي أفرزها ما يسمى "الربيع العربي" ،رغم كل ذلك ،فإن الواقع المالي المريح الذي سينتج عن رفع العقوبات مضافا إلى الوقائع السياسية على الأرض ( العلاقة المتأزمة مع مصر وفتور العلاقة مع السعودية) ستجعل ليس من حركة حماس فحسب وإنما من معظم حركات المقاومة الفلسطينية، وخصوصا حركة فتح والجهاد الاسلامي، مستفيدا أساسيا من نتائج رفع العقوبات على إيران .دول الخليج العربيإن مجرّد تخيّل أن الأموال ستتدفّق بين عشية وضحاها على إيران، سيُزعج حتما دول الخليج وخصوصا السعودية والبحرين،لا سيما أن الحرب السعودية على اليمن لا زالت مستمرة منذ أشهر ولم تحقق نتائجها المرجوة ،سواء المعلنة أو غير المعلنة، بل أن السعودية تخسر يوميا في هذه المواجهة أكثر مما تربح ،فبعيدا عن تقييم ما حققته المملكة من إنجازات، في صراعها المباشر مع الحوثيين لأسباب طائفية تتعلّق أساسا بالنفوذ الإيراني هناك، فإن السعودية قد خسرت حتما علاقتها مع الجيش اليمني، الذي تحوّلت عقيدته القتالية بدون شك تجاه السعودية من حليف إلى عدو، وهو ما كانت تخشاه السعودية، بل أن محاولة درئه كانت أحد الأسباب غير المعلنة للحرب على اليمن، وإذا ما توقفنا عند الاستراتيجية الجديدة للمملكة منذ مجيء الملك سلمان للسلطة والمتمثلة في الضرب بيد من حديد والتصدي بشكل مباشر للنفوذ الإيراني، فإن أي إخفاق للسعودية في اليمن سيُحسب بالمحصلة أنه خسارة أمام إيران، وإذا كان هذا هو الحال وإيران محاصرة ومعاقبة دوليا ، فكيف يكون الوضع بعد رفع العقوبات عن إيران ، ولعل ذلك هو جوهر التخوّف الخليجي من إبرام الاتفاق النووي مع إيران وما يترتب عنه من نتائج تزيد إيران قوة وحضورا على الأرض عبر حلفائها الذين سوف لن تدّخر جهدا من اجل مدّهم بالمال والدعم اللازمين .الأسلحة التقليديةستسمح الطفرة بعد رفع العقوبات بتعزيز جهود إيران المستمرة والرامية إلى حيازة وتطوير الأسلحة التقليدية مثل الصواريخ الباليستية، ورغم أن بنود الاتفاق النووي تُبقي الحظر المفروض على بيع أنظمة الأسلحة الرئيسية لإيران، إلّا أنه أقلّ وضوحاً بشأن مسألة بيع طهران نفسها لأنظمة الأسلحة الرئيسية ،وفي كلتا الحالتين، فإنه يُسمح لإيران بشراء أنظمة الأسلحة الخفيفة والصغيرة أو بيعها، مما يمنحها مزيدا من الإيرادات المالية لاستثمارها مستقبلا في مجال تطوير ترسانتها العسكرية، خصوصا أن الاتفاق النووي محدد زمنيا بعشر سنوات، وهي فترة لا تذكر في عمر الأمم والدول .المحصّلةلعلّ الأثر الأكثر أهمية الذي سينتج عن رفع العقوبات ، سيكون عامل الثقة في النفس التي ستنعكس حتما بالإيجاب على أداء إيران وحلفائها على حد سواء ،مما يدعم الخطاب الإيراني الذي يصف طهران بأنها تشكّل قوةً صاعدة، وبفعل المكاسب المالية غير المتوقعة بعد رفع العقوبات، سوف تمضي إيران قدماً في تحقيق هذا الهدف من خلال قدرتها على تقديم المزيد من الدعم لحلفائها في المنطقة.المصدر: وكالاتShare 0Tweet 0Share 0Share 0


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)