الجزائر - A la une

الأسماك بأسعار خيالية في النصف الثاني من رمضان



الأسماك بأسعار خيالية في النصف الثاني من رمضان
لا يختلف حال سوق السّمك بالجزائر عن الأسواق الأخرى فأينما ولّ المستهلك وجهه لن يجد سوى الغلاء و المضاربة و احتكار السّلع و استغلال كل الحيل لكي تكون دولة بين من يتحكّمون في ثروة بحرية هائلة ،فالسّواحل الجزائرية تصنّف من بين أهم مناطق الصّيد بحوض البحر الأبيض المتوسّط لتنوّع المنتوج و الوفرة ،و يؤكّد المختصّون بأن بهذه المناطق أنواع من الأسماك النادرة في الحوض و توجد بالساحل الغربي كجزر" حبيباس ".كما أن المناخ المتوسّطي يساعد كثيرا على تكاثر أنواع مختلفة الأسماك مثل التونة و الحبّار و الجمبري و السردين و سيف البحر و المحار و سمك "الميرو" و غيرهالكن مع الأسف ليس المواطن الجزائري من يستغلّ هذه الثروة و لا يصنّف السّمك من الأغذية ذات الاستهلاك الواسع ،فجلّ العائلات أسقطته من نظامها الغذائي باستثناء السردين و هو سمك البسطاء و حتى في شهر رمضان يصوم الكثيرون عن الأنواع الأخرى لغلاء أسعارها ،فهي اليوم أصبحت تتراوح ما بين 1600 دج للكلغ إلى ما يفوق 3000 دج و عندما سألنا بعض تجار التجزئة أجمعوا بأن تراجع المنتوج الصيدي في السنوات الأخيرة من أهم الأسباب و من ذلك السردين ،فالجميع يعلم بأن انتاجه تراجع كثيرا و أسعاره ارتفعت و أجود الأنواع لا تقلّ عن 350 دج و 400 دج للكلغ مثلما نسجّله في هذه الأيام و هناك أنواع أخرى شبيهة بالسّردين و تباع على أنّها كذلك و بأسعار منخفضة وصلت إلى 100 دج للكلغ.و غالبا ما يبرّر التّجار هذا الغلاء بسوء الأحوال الجوية لكن الوضع لا يختلف في أيّام الصيف الحارّة ،فالأسعار تحافظ على مستوياتها في كل الفصول و يبقى السّمك بكل الأسواق الجزائرية يتربّع على العرش و ما تراجع الطّلب بمزحزحه منهو حاولنا خلال جولة استطلاعية ببعض الأسواق معرفة ما يقف وراء الغلاء فكان ردّ الباعة نفسه تقريبا هو تراجع الانتاج و عن أسبابه يقول أحدهم هو سوء استغلال الثروة البحرية التي أصبحت عرضة للتّهريب إلى الدّول المجاورة ،و في هذا الردّ جانب كبير من الحقيقة لأن القضية طرحت على وزارة التّارة مؤخّرا حول المنتجات الجزائرية الفلاحية منها و البحرية التي تعلّب و تصبّر ببعض دول الجوار ثمّ تصدّر إلى أوروبا تحت علامات تجارية أجنبية تماما مثلما يحدث للسّمك و التّمور الجزائرية و هو الأمر الذي دفع بوزارة التّجارة إلى الاستعجال في إنشاء أسواق جملة على مستوى موانىء الصيد الهامة ببلادنا ،و خلال زيارة عمارة بن يونس لقطاعه بولاية وهران الأسبوع الماضي شدّد من سوق الكرمة على ضرورة الإسراع في إنجاز سوق جملة للسّمك هناك لتنظيم هذه الشّعبة و تأطيرها عسى أن يساهم ذلك في استقرارها ،و هو مشروع مسجّل منذ فتح مؤسّسة تسيير أسواق الجملة بالكرمة لكنه متأخّر كثيرا و يقول مدير المؤسّسة بأن إنجازه سيكون على عاتق مصالح ولاية وهران و ستتكفّل مؤسّسته بعملية التجهيزو في انتظار أن يتحقّق هذا المشروع لا يزال سوق السّمك متذبذبا فلا يخضع للشّروط الصّحية و لا لقوانين الممارسات التجارية فولاية وهران مثلا لا يوجد بها سوق جملة لبيع السّمك و مسمكة وهران توجد في حالة يرثى لها و المنتوج يعرض طيلة النّهار على طاولات تحت أشعّة الشّمس و تغيب غرف الحفظ و التبريد ،و حسب بعض التّجار هناك فقد قلّ زبائن مسمكة وهران كثيرا ،ففي السنوات الماضية لم يكونوا يلاحقون طلبات الزّبائن و خاصّة في رمضان لكن اليوم أصبح أغلبهم يتوّجّه إلى موانىء بوزجّار و بني صاف و حتى الغزوات و كذلك كريشتل لاقتناء السّمك الطّازج .أمّا الأسعار فأصبحت اليوم تحدّد بواسطة "البورتابل" و ليس عن طريق حجم المنتوج فسعر السّمك يحدّد و هو في شباك الصيّادين





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)