الجزائر - A la une

الإعلام أكبر من السب والشتم والقذف



الإعلام أكبر من السب والشتم والقذف
إن الإعلام أكبر من أن يكون وسيلة للتحامل على الغير واستعمال السب والقذف والشتم لتحقيق مصالح ضيقة جدا كبيع الصحف أو الضغط على مؤسسات معينة لجلب الإشهار وغيرها من الأمور التي لم تعد تخفى على أحد.إن الوصول إلى تقصي أسباب الوقوع في فخ القذف والسب والشتم يحتاج إلى العديد من المقاربات السياسية والنفسية والاجتماعية، فبحكم تجربتي في الإعلام، وحديثي مع العديد من الزملاء عن الواقع الخفي للمؤسسات الإعلامية يجعلنا نعيد النظر في الكثير من المسائل.عند الحديث عن واقع المؤسسات الإعلامية وصلت إلى قناعة بضرورة التفريق بين الإعلاميين وبين مالكي الصحافة أو أربابها خاصة على مستوى القطاع الخاص لأن مالكي الصحف أو المساهمين يوظفون كل طاقاتهم ومجهوداتهم لجلب الإشهار والتفكير في تقاسم الأرباح عند نهاية السنة كأولوية أولى قصوى والتي تعتبر خطا أحمرا لا يمكن المساس بها ولتحقيق اكبر قدر من الأرباح يفرض هؤلاء خطا افتتاحيا ناريا على كل من يقترب من مصادر الإشهار وهو ما جعل الكثير من المؤسسات الإعلامية الخاصة تربط علاقات مميزة مع الشركات المتعددة الجنسيات التي تغدق عليها بالأموال مقابل الامتناع عن انتقادها وكشف عيوبها وفوق ذلك تستفيد من تغطيات خاصة للترويج لها والتعريف بمنتجاتها بطريقة لا تظهر للرأي العام البسيط.وفوق ذلك يقوم مالكو الصحافة بإقحام الصحافيين في حروبهم المعلنة والخفية سواء لضرب من يكشف أساليبهم أو يقف في طريق جمعهم أكبر قدر من الثروة، ويضطر الكثير من الصحافيين الانخراط في حروب لا تعنيهم وهو ما يجعلهم عرضة للوقوع في القذف والسب والشتم والسب.والغريب في كل هذا المشهد المتناقض هو امتناع المساهمين ومالكي الصحف في أغلب الأحيان تحسين أوضاع الصحافيين الاجتماعية ويكافئ الصحافيين الذين يخوضون حروبا بالوكالة على المساهمين بالطرد والتعسف خاصة عندما يطالبون برفع أجورهم وتوزيع عادل لعائدات الجرائد.وتم إقحام المراسلين الصحافيين في هذا الواقع المر من خلال تحميلهم على انتقاد كل شيء والتهجم أحيانا حتى يظهرون للرأي العام في المناطق الداخلية بأنهم ينقلون انشغالاتهم دون خوف وهو ما جعلهم عرضة للكثير من المتابعات القضائية بسبب كتاباتهم التي لا تستند إلى مصادر، والدليل هو عشرات الردود التي تنشر على الصحف يوميا وحول مواضيع بسيطة جدا كان يمكن التأكد منها قبل نشرها ولكن الضغط المفروض على المراسلين لسبب المنافسة مع الصحف الأخرى أو السبق الصحفي يجعلهم يقعون في السب والقذف.إن تعميم المنافسة على الشر، واستغلال عنف الخطابات السياسية وتفضيل النشر لمن ينتقد ويسب ويشتم جعل الإعلام الجزائري يتخلى عن الهدف الذي أنشا من أجله.إن إلقاء نظرة على واقع الصحافة الجزائرية يجعلنا نتأسف على استغلال هامش الحريات لأغراض ضيقة جدا وتحت غطاء حرية التعبير والصحافة، فالصحافة التي تنتقد كل شيء وتحكم على كل البشر ولا تتقبل انتقادها ودعوتها للالتزام بالقانون ستكون عاملا سلبيا مؤثرا على سير مجريات الأمور التي قد تتطور إلى أحدث لا تحمد عقباها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)