الجزائر - A la une

صراع الزعامة .. الأزمة المتواصلة على قمة الأفلان




صراع الزعامة .. الأزمة المتواصلة على قمة الأفلان
بداية من الإطاحة بعبد الحميد مهري، الذي جاء أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني، خلفا لمحمد الشريف مساعدية، من أجل تنصيب بوعلام بن حمودة، مرورا بالسيناريو المريب الذي شاب عملية تنصيب علي بن فليس أمينا عاما ل الأفلان سنة 2001، وصولا إلى حرب الكواليس والعصب التي كانت وراء تنحية عبد العزيز بلخادم، ليحل محله عمار سعداني الأمين العام الحالي للحزب العتيد، حقب ومراحل من تاريخ الحزب طفا على سطحها علنا صراع زعامة مستمر إلى حد الساعة، جرّد الأفلان من قيمه ومبادئه وقاده إلى فقدان هيبته بعدما خرج عن سكته الحقيقة.الأفلان طالما عايش أزمات ومشاكل داخلية هزت إستقراره منذ تولي محمد خيذر ما بين 1962 إلى 1963 الأمانة العامة للحزب، إلا أن التعفن الذي يعيشه الأفلان حاليا والذي فرضته صراعات خفية لأطياف السلطة في جلباته من جهة، وعمّقته حرب المصالح بين عصب تشكلت من قادته من جهة أخرى .. لم يعايشه الحزب ولم يشهد مثيلا له، تعفن إتسعت هوته بسبب صراع الزعامة الذي إعتبر بمثابة "الوشم" الذي طُبع على كل حقب الحزب التي مر بها، صراع أفرغ الحزب من محتواه تدريجيا وقاده إلى فقدان هيبته وتموقعه في الساحة السياسية العالمية والوطنية، فبعدما كان الأفلان الحزب المناضل لنصرة القضايا الحساسة الجزائرية، العربية، وكذا الإقليمية، أضحى اليوم "أيقونة" للعقم السياسي، بعدما تخلى قادته على النضال الحقيقي البناء الذي يخدم البلد والمواطن، وتفّرغوا إلى نشر غسيل بعضهم البعض، مشوهين بذلك صورة الحزب المنضوين تحت لواءه .. خصوم الأفلان اليّوم ليسوا فرنسا وعملاؤها، و لا يساريين أو إسلاميين، وليسوا حتى إرهابيين، بل هم أبناء الحزب فيما بينهم .. أبناء الحزب الذين صاروا اليوم ينعتون ب "أصحاب المال الفاسد، وأصحاب الشكارة" جاؤوا من كل الأسواق طمعا في السلطة من بوابة الأفلان. في السياق ذاته، كان القاسم المشترك في إمتطاء منصب الأمين العام للأفلان بداية بمحمد خيذر، ثم أحمد بن بلة، مرورا بشريف بلقاسم، ثم قياد أحمد، ومحمد صالح يحياوي، وبعده محمد الشريف مساعدية، وعبد الحميد مهري، وصولا إلى حقبته بوعلام بن حمودة وعلي بن فليس، وصولا إلى عبد العزيز بلخادم وعبد الرحمان بلعياط، هو سياسة "الضرب تحت الحزام والتغيير المفاجئ في المواقف"، وآخر سيناريو حبك على هذا المنوال هو الصراع "الضمني" بين سعداني وبلعياط .. بلعياط مصمم الانقلاب على مهري، والقيادي الذي دعم بن فليس ضد بوتفليقة، وبعد أن ذهب بن فليس إرتمى في أحضان بلخادم الذي اختاره بوتفليقة، وها هو اليوم يقود معركة يهدف من خلالها إلى إعادة بلخادم على رأس الأمانة العامة للحزب .. هكذا سيناريو يجسّد حقيقة الوضع الذي عاشه الأفلان في السنوات الأخير ويترجم حقيقة حرب المصالح التي تتحكّم في دفّة قيادة الحزب.هذا وتختزل المرحلة الراهنة انتقال الصراع إلى كواليس المؤتمر العاشر للأفلان الذي يعرض للجمهور هذه المرّة مواجهة بين سعداني وبلخادم .. صراع شاركت فيه عدة جبهات وأسماء كشفت "ضمنيا عن نفسها مضطرة" بعدما كانت تحرّك "دُماها" وترسم خططها داخل الحزب من بعيد، خاصة وأن المؤتمر العاشر تزامن ومرحلة حساسة تعيشها الجزائر على جميع الأصعدة .. فعاليات مؤتمر الحزب العتيد مستمرة وصراع وخطط الكواليس مستمرة أيضا .. ونشاط العصب و راكها ارتفعت وتيرته .. على أن يختتم اليوم للكشف عن مآل كل هذه الفوضى .. حتى وإن كانت النتائج معروفة ولو مبدئيا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)