الجزائر - A la une

ردّ على تهاني..
الأعزّاء والأحبّاءتلقيت باعتزاز كبير تهانيكم الصادقة لي بعد تعييني على رأس وزارة الثقافة، سواء من خلال البريد المكتوب أو الإلكتروني أو الاتصال الهاتفي.. وأنا عاجز عن التعبير لكل واحد منكم عمّا أحمله له من مشاعر المحبّة والتقدير، وعمّا أكنّه من عرفان وتبجيل. إنّ كل كلمة توجهتم بها إلى شخصي هي بمثابة تحفيز لي لتحقيق ما تحلمون به، أو ما نسعى إليه مشتركين، من رفعة للثقافة الجزائريّة، وارتقاء بالإبداع في بلدنا الزاخر بالمواهب والمقدرات. وإيماني كبيرٌ أنّ بالتعاون الصادق، والإخلاص في العمل، وتحرير المبادرة، والأخذ بأسباب النجاح، يمكن للثقافة الجزائريّة أن تكون رافدا قويا في منظومة التنميّة الوطنية الشّاملة، وأن تتبوأ موقعها المتقدّم في المشهد الثقافي العربي والعالمي، فالبلد الذي أنجب أبوليوس والقديس أوغستين أنجب لاحقا وطّار ومالك بن نبي، والبلد الذي أعطى للثقافة أسماء بحجم المقري والمغيلي وابن معطي وابن أجروم والمشدلي وابن حمادوش وعثمان خوجة وأبي رأس الناصري وسي محند أومحند وابن باديس والإبراهيمي وحوحو وفرعون وياسين ومفدي زكريا مالك حداد وابن هدوقة ومعمري والركيبي وسعدالله وشريّط والنبهاني والسائحي وولد خليفة وعلولة وحامينا والعسكري وراشدي وآسيا جبار وونيسي وخمار وغيرهم من أساطين الفكر والفن والمعرفة والأدب الذين لا يتسع المقام لذكرهم.. هو من أنجب بوجدرة وبلعمري وواسيني وأحلام مستغانمي ومايسة باي وزاوي وجوادي والغماري والطاهري وحمري وزتيلي وحمدي ورزاقي وبوشحيط وخلف وفلوس وفني ويزلي وصديقي وظريف وبوذيبة وحرزالله وصياد وشكيل وحديبي وومان وغيرهم ممن أعرف أنّ مساحة هذه الكلمة لن تسعهم جميعًا فلهم مقام في القلب. لكلّ هؤلاء من أدباء وشعراء وفنانين وتشكيليين وسينمائيين ومسرحيين وأكاديميين ومواطنين عاديين، أتقدم بخالص الرد، ملتمسًا منهم العذر إن لم أتمكن من الرد بصورة فردية لعجزي عن تأمين الوقت الكافي، وأعدهم جميعًا، بالاستمرار في التواصل معهم، والإفادة من ملاحظاتهم، خدمة للثقافة الجزائريّة، التي هي نتاج طبيعي لعبقريّة الشعب الجزائري الذي يحسن صناعة الجمال متى توافرت له البيئة الحاضنة، ويعرف كيف يعيد صياغة التراث وبناء المستقبل بروح خلاّقة.. فليكن إيماننا كبير بما نحوزه من قدرة في استعادة موقعنا كاملا، كفاعلين في الثقافة الإنسانيّة، بالفيلم الذي يستحضر وقائع سنين الجمر، وبالكتاب الذي يتمثّل روح نجمة، وبالمسرحيّة التي تخرج من ظل الأجواد، وبالقصيدة التي تهتز لوقع إلياذة مفدي، وبالإصرار على بلوغ المبتغى كما فعل صنّاع نوفمبر المجيد. إنّ الرهانات كبيرة، لكن الإرادة أكبر.. وأملي أن أجد منكم جميعا العون، لأنّني كنت دائما أستمدّ منكم ما يقودني إلى النجاح.. وهو الصبر والثقة والعمل.شكرا لكم جميعًا.. ودمتم كما كنتم دائما أحبة وأعزاء.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)