الجزائر - A la une

هكذا باع القسنطيني بيته وقدّم المعسكري ميراثه للتبرع لأيتام غزة



هكذا باع القسنطيني بيته وقدّم المعسكري ميراثه للتبرع لأيتام غزة
لو خيروا الجزائري بين سياحة في أوروبا والتطوع لإغاثة غزة سيختار فلسطينتحدث رئيس المنسقية المغاربية بالهيئة الشعبية العالمية للتضامن مع فلسطين أحمد الإبراهيمي، عن الوضع الفلسطيني الراهن، خاصة ما تعلق بغزة، مشيرا إلى أن الإحصائيات الإنسانية بالقطاع كارثية تستوجب التدخل العاجل لحلها، داعيا في هذا السياق العالم لأخذ خطوة عملية في سبيل فك الحصار المطبق على غزة.حسب خبرتكم، كيف يتفاعل الجزائري من الجيل الجديد مع المأساة الفلسطينية الراهنة؟لازالت القضية الفلسطينية أولى اهتمامات الجزائري، فهي متعلقة بهويته ودينه ولا زال يفكر الجزائري أن استقلاله لم يكتمل مادامت فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني، وفي النهاية هذه أمنية شهداء الثورة التي أشبعونا بها، واصلوا نضالهم بعد تحرير الجزائر ليشاركوا بوفود ومجاهدين وخاضوا معركة 1967 ضد الكيان الصهيوني رغم أن الجراح كانت لم تندمل بعد لأننا رجعنا من بعيد، من فترة تاريخية عانينا فيها من وطأة الاحتلال ومرارة الظلم لأزيد من 132 سنة، كل هذا لم ينسي الجزائري أن هناك دولة عربية اسمها فلسطين، ولنا في فلسطين دماء سالت وأرواح سقطت في سبيل حرية الأشقاء، أصحاب القضية العربية الأولى..فكيف اليوم بعد كل هذا التاريخ الذي يجمعنا بإخوتنا في فلسطين أن نتخلف عن أداء الواجب في إغاثة شعب كامل يموت ببطأ، وأنا من هذا المنبر أؤكد وحسب احتكاكي بالشباب الجزائري، لو خيروا الشباب الجزائري بين عطلة سياحية خمس نجوم في أوروبا وبين الذهاب لغزة متطوعا للمساهمة في إعادة الإعمار ودعم منكوبي حرب الجرف الصامد لأختار فلسطين ودون تفكير.ماهي أبرز المواقف التي سجلتموها خلال جولة جمع التبرعات بالجزائر لصالح منكوبي غزة؟من خلال جولاتنا في الولايات المختلفة من الوطن في إطار جمع التبرعات لأيتام غزة ولإعادة أعمار القطاع بعد ما خلفته الحرب الأخيرة التي قضت على الأخضر واليابس، سجلنا عدد من المواقف المؤثرة أبرزها موقف الشاب القسنطيني الذي تزوج حديثا والذي باع بيته حينما سمع أن هناك تبرعات ستكون لصالح أيتام غزة، هذا الشباب الذي لم يترك لنفسه مهلة للتفكير حينما وضع بيته في سوق العقار ليتبرع بالمبلغ كاملا لمنكوبي حرب الجرف الصامد، وأيضا من القصص التي أثرت في نفسي قصة العجوز من ولاية ورقلة التي تبرعت بكامل المبلغ الذي عكفت على جمعه طول حياتها لأداء فريضة الحج، سلمتنا كامل المبلغ وقالت"أطفال غزة أكثر حاجة مني لهذا المبلغ، عل الله يحتسبها عنده حجة مقبولة في إخواني".كما لا يمكن أن أنسى ذلك الرجل من مدينة معسكر الذي تبرع بكل ميراثه الذي انتظره منذ 20 سنة وسلمه لنا رغم حاجته الماسة له ورغم محاولتنا معه كي يبقيه معه ولكنه رفض وأصر على التبرع به، وغيرها الكثير من القصص التي لا يمكن عدها ولا إحصاءها خاصة ما تعلق منها بنزع الجزائرية لصاغتها وتقديمها لصالح الأيتام بفلسطين كل ذلك مختصر في قوله عز وجل : وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ".الأمر الذي يذكرنا بالتضامن الجزائري مع الشعب الفلسطيني سنة 1947 حينما جمع الشيخ البشير الإبراهيمي الملايين من التبرعات لصالح فلسطين رغم أن الجزائر كانت تعيش سنواتها العجاف ورغم أن الجزائري لم يكن يجد ما يقتات به اليوم التاريخ يعيد نفسه والبطولة تتكرر.بالحديث عن ذلك ماهي الخطوة الموالية لدعم غزة والقضية الفلسطينية؟نحضر للمشاركة في أسطول الحرية الذي لم نحدد تاريخ انطلاقه بعد ولكن الأكيد أن الجزائر ستكون ضمن الأسطول الذي سيكسر الصمت والحصار والموت المطبق على أهل غزة، لا نهتم لأي تخويفات أو شعارات الترهيب التي ترفع من هنا وهناك، ونحن ماضون مباشرة لفك عزلة إخوتنا في غزة لأن الوضع الإنساني هناك لم يعد يحتمل أكثر مما يحدث.العشرات يموتون جوعا في غزة والمئات يموتون جرحى هناك، الأطفال مشردون بلا مدارس ولا مؤوى والعائلات في العراء والعالم صامت يتفرج، يجب أن نخطو خطوة فعلية وعملية جادة لوقف هذه المهازل التي يقوم بها الجيش "الإسرائيلي"، لذلك قرار أسطول الحرية جاء بعد غلق كل السبل لإغاثة أهلنا بغزة لا معابر ولا غير ذلك.. حان الوقت لحسم الموقف.ماهي أبرز المشاريع التي تشرف الجزائر عليها حاليا بالقطاع لإغاثة أهل غزة؟يتم خلال المرحلة الجارية إنجاز جملة من المشاريع الجزائرية لصالح منكوبي الحرب في غزة على غرار العيادة الطبية تحت اسم العلامة فضيل اسكندر، مجمع متعدد الخدمات الصحية والذي سيسمى أبو مدين التلمساني، إلى جانب المجمع الخيري العربي بلمهيدي وأكبر دار للقرآن الكريم.ولقد تعهدنا بإنجاز مجموعة من المهام بالقطاع في أقرب الآجال، وكفالة الطالب الجامعي بغزة، كفالة اليتيم، الإيواء والإسكان وسلة رمضان وكسوة العيد وغيرها. وأنجزت الجزائر بغزة، ثانوية ومسجدين بكل من رفح والقطاع، ومدرسة الشيخ البشير الإبراهيمي ومصنع لتدوير النفايات، كما ساهمت في مبنى الجامعة كما جهزت مستشفى الجزائر بأحدث التقنيات الطبية حيث بلغت تكلفت تجهيزه خمس ملايين دولار، كل هذا المشاريع انتهت منها الجزائر بعد الحرب الأخيرة على القطاع.كما تم إجراء أزيد من 250 عملية جراحية عبر وفودها الطبية التي تنقلت للقطاع بأربع قوافل، كما ساهمت في دعم قطاع التعليم بحافلات نقل الطلبة و60 سيارة إسعاف إلى جانب محطة تحلية المياه وكفالة الطالب الجامعي وكفالة اليتيم وغيرها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)