الجزائر - A la une

مسرح قسنطينة الجهوي.. عندما يعرض الفن نفسه بنفسه



مسرح قسنطينة الجهوي.. عندما يعرض الفن نفسه بنفسه
يدعو معرض الملصقات والصور المخصص لإنتاجات مسرح قسنطينة الجهوي، الذي افتتح منذ بضعة أيام، زواره إلى رحلة عبر 40 سنة من الإبداعات. ويخلد هذا المعرض المنظم ببهو مسرح قسنطينة الجهوي، الذي أعيد تجديده كلية في إطار تظاهرة “قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015”، مشوار الفن الرابع بمدينة الصخر العتيق، كما يثير الإعجاب ويوقظ حس تذوق فن العروض على الخشبة.وتعود هذه المجموعة التي تدل على نجاحات باهرة بالزمن إلى الخلف، وتذكر بأن السهرة التي تتزامن مع أي عرض مسرحي بهذا الصرح الأسطوري كانت تشكل حدثا بالمدينة التي تدافع باستماتة عن فنها و ذاكرتها.يبدو أن الجدران لا تزال تدوي بصدى أصوات الممثلات والممثلين الكبار الذين تداولوا على خشبة هذا الصرح ببهو مسرح قسنطينة الجهوي، وتدفع الزوار إلى الغوص في أجواء من الحماس والحيوية التي لطالما ميزت مسرح قسنطينة، وهذا عبر مجموعة ملصقات المسرحيات والصور الفوتوغرافية للخشبة التي تزين المكان ومئات من بورتريهات الفنانين وكذا الأزياء.وبدءا من مسرحية “حسناء وحسن” التي كتبها الراحل محمد بن ڤطاف وأخرجها سيد أحمد أڤومي، والتي افتتحت بها إنتاجات مسرح قسنطينة الجهوي في 1974 مباشرة بعد ترقيته إلى مصاف مسرح جهوي، وباعتبارها ذكرى خالدة تظهر صورة اللقطة المأخوذة من مسرحية “حسناء وحسن”، كلا من صونيا مكيو و عيسى رداف ونور الدين بشكري وفاطمة حليلو وجمال دكار ووحيد بولكراف ومايسة وعبد الحميد رمضاني ومحمد فلاڤ.فيما يعيد للأذهان كليشيه اللقطة المأخوذة من مسرحية “هذا يجيب هذا” التي أنتجت في 1976 وأخرجها عمار محسن والتي تظهر في الملصقة كلا من يمينة جلول وزوبير إزام وحسان بن زراري، أول تجربة في الكتابة الجماعية للنصوص بادر إليها فريق مسرح قسنطينة الجهوي.وضمن ديكور يستحضر الماضي ويروي تاريخ الفن الرابع بسيرتا العتيقة، من خلال صور فوتوغرافية للقطة من مسرحية “ريح سمسار”، وهي إنتاج جماعي آخر أنتجت في 1977 وأخرجها عمار محسن، وهي المسرحية التي رفعت مسرح قسنطينة الجهوي وفريقه المكون من علاوة زرماني وحسان بوبريو وعنتر هلال وآخرين إلى قمة المجد.وبغرض اكتشاف أسرار “صناعة” الفن والحلم الجماعي، يتوقف الزائر أمام الصور الفوتوغرافية لمشاهد المسرحية المعروفة “ناس الحومة”، التي أنتجت في 1980 مع فاطمة حليلو التي تسيطر على الخشبة كلما وقفت عليها، وعنتر هلال الذي لطالما قيل عنه بأنه خلق ليكون مسرحيا.وعبر مجموع الكليشيهات، ينتاب الزائر الشعور أيضا بالنشوة التي لا حدود لها التي كانت قد أعقبت عرض مسرحية “دف الغول و البندير”، التي أنتجت في 1986 والتي عالج خلالها كل من عبد الحميد رمضاني والطيب دهيمي وعيسى رداف و ليندة بلعابد، دون مجاملة، مشاكل المجتمع والوصولية ووضعية المرأة.وببهو مسرح قسنطينة الجهوي يمكن إلقاء نظرة على المجموعة باكتشاف لقطات من “نسخة جديدة” لمسرحية عبد القادر علولة المعروفة “الأجواد” التي أنتجت في 2011 مع الثنائي هلال وزرماني، كما لا يخلو الإعجاب من مسرحية “نساء المدينة” لشاهيناز نغواش التي أنتجت في 2014 حيث يعيد كل من نجلاء تريلي وموني بوعلام وشاكر بولمدايس، استحضار مسرحية ويليام شكسبير “زوجات وندسور المرحات”.يبدو أن مجموعة الملصقات والصور الفوتوغرافية للقطات إنتاجات مسرح قسنطينة الجهوي الجذابة والمحركة لمشاعر الحنين، أوقفت الزمن وخلدت “عمالقة” خشبة مسرح سيرتا العتيقة، وهم أولئك النساء والرجال الذين أطلقوا العنان لولعهم بالفن الرابع دون عقدة، وكتبوا على مدار 40 سنة صفحات وصفحات من تاريخ هذا الفن بمدينة الفن والثقافة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)