الجزائر - A la une

حميد ڤرين يشرف على الندوة التكوينية ال 11 للصحافيين والطلبة بوهران




حميد ڤرين يشرف على الندوة التكوينية ال 11 للصحافيين والطلبة بوهران
* الوضع الاعلامي الجديد بحاجة الى ضوابط أخلاقية* الواب غيّر مرجعية الصحافة وأحالها من المهنيين الى الهواة * التغيرات العميقة التي طالت الصحافة أنتجت السلطة الخامسة * الأعمال الصحفية الكبرى كالتحقيقات من الصعب التحكم فيها بدون الصحافة المحترفةأشرف أمس وزيرالاتصال السيد حميد قرين , بمعية سلطات ولاية وهران على افتتاح فعاليات دورة تكوينية أخرى لفائدة مهنيي الصحافة ,احتضنها المدرج المركزي بجامعة العلوم و التكنولوجيا, محمد بوضياف بوهران . و هي الدورة التكوينية الحادية عشرة من نوعها التي تنضمها الوزارة , واستفاد منها كذلك طلبة قسم الإعلام و الاتصال بالجامعة . بينما تولى الأستاذ دانيال كورنو من جامعة جنيف تنشيطها ,مقدما محاضرة استعرض خلالها مداخل ومخارج إشكالية تتعلق "بآداب و أخلاقيات و ممارسة العمل الصحفي في عصر الأنترنيت ".المحاضر , و بحكم تجربته في المهنة الصحفية التي أتاحت له تأليف عدة كتب لها علاقة بالإشكالية المطروحة و خاصة منها كتابه الأخير الصادر سنة 2013 تحت عنوان "كلنا متصلون , الأنترنيت و الحدود الجديدة للإعلام" , حاول الإجابة عن التساؤلات المطروحة حول مصير الصحافة في زمن الشبكة العنكبوتية , التي منحت لأطراف أخرى فرصة إنتاج و نقل المعلومات و بأشكال و صور تختلف عن تلك التي تنتجها و تسوقها وسائل الإعلام التقليدية ؟ متسائلا ما إذا كانت الصحافة قد خطت خطوة أخرى في تطورها من خلال ظهور صحافة الاتصال لتعوض صحافة الرأي و صحافة المعلومة . إذ يلاحظ الأستاذ في هذا الشأن , أن التغيير الكبير في هذا المجال ياتي من التدخل الحصري و القوي للجمهور منذ ظهور الويب في منتصف العشرية الأولى من القرن ال21 , في مجالات الاتصال بشكل يغطي كل وظائف اللغة المستعملة , الرأي ,الإعلام , التعبير ,الوظيفة الشاعرية و الوظيفة ما وراء اللغة , فضلا عن أن الاتصال عبر الويب لا يخضع لمعايير الصحافة التقليدية و لا وقت له للإقفال إذ يضمن تدفقا دائما للمعلومة .الويب غيّر حتى مرجعيات الصحافة التي كانت تتمثل في التحقيقات و الربورتاجات و التغطيات حول الأحداث المتميزة المنشورة في أشهر الصحف و القنوات العالمية بأقلام صحافيين مشهورين , فأضحت هذه المرجعيات , كما أوضح المحاضر, تقتصر على صور وتسجيلات لهواة , تصادف و أن كانوا شهود عيان لحوادث بعينها أستعرض الأستاد أمثلة كثيرة عنها منذ حرب الخليج و احتلال العراق إلى ثورات الربيع العربي و ما انتجته من زخم إعلامي على الويب .المحاضر , اعتبر هذه التغيرات العميقة التي طالت عالم الصحافة , انتجت ما سماه السلطة الخامسة , مقابل السلطة الرابعة التي اختصت بها الصحافة التقليدية . و رغم اعتراف الأستاد دانيال بأن الاتصال عبر الويب قد أضعف الصحافة التقليدية , إلا أنه يستبعد انقراض هده الأخيرة , بحجة أن بعض الأعمال الصحفية كالتحقيقات من الصعب التحكم فيها بدون الصحافة المحترفة و الامكانيات التي تتطلبها . فضلا عن الجسر الدي أقامه الويب بين الصحافة و بين الجمهور العريض مما مكن هذا الأخير من التعليق على الأخبار عبر المواقع الإعلامية و المشاركة في البرامج التفاعلية , و إنشاء مواقع و مدونات إعلامية خاصة بهم و المساهمة في النقاش من خلال مواقع التواصل الاجتماعي .هذا الوضع الإعلامي الجديد يفرض حسب المحاضر تحديات أخلاقية جديدة من حيث المشروعية و من ثم المسؤولية عما ينشر و يكتب و يسوق عبر الويب من معلومات , و من حيث الضوابط الأخلاقية و المهنية , و هي قضايا كلها قيد التفكير حسب المحاضر الذي يرى أنّ حدود هذا التفكير لن يتعدى القيم الأخلاقية الثلاثة التي يعتمد عليها العمل الصحفي و المتمثلة في حرية التعبير و البحث عن الحقيقة و احترام القيم الإنسانية للفرد , التي نصت عليها معظم مواثيق اخلاقيات المهنة الصحفية , مع فتح المجال لإضافة مبادئ أخلاقية أخرى توسع المجال لاستيعاب كل الفاعلين في مجال الاتصال من مواطنين و صحفيين على حد سواء . و ختم المحاضر مداخلته بتحديد المستويات الثلاثة التي يرتكز عليها تحليل أخلاقيات المهنة و فق التطورات التي عرفها عالم الاتصال في مقدمتها مستوى الأخلاقيات ممثلة في قيم الحرية , الحقيقة , و احترام الخصوصية الشخصية , يليه مستوى المبادئ المرتبط بمعايير الرقابة على العمل الصحفي بواسطة مجالس الصحافة و ميثاق الأخلاقيات المهنية , ثم مستوى التطبيق و يتجلى في الخبرة و ما تتطلبه من تقنيات و موارد و إجراءات .هذا وقبل فتح مجال النقاش عقد وزير الاتصال السيد حميد قرين ندوة صحفية , أجاب خلالها عن أسئلة الصحافيين و وضع من خلالها عدة نقاط على الحروف بخصوص العديد من الملفات المتعلقة بقطاعه كملف قانون الإشهار الذي قال أنه مازال لم يرفع بعد إلى مجلس الحكومة , و كملف حرية الصحافة التي أكد أنها مضمونة إلى درجة استغلالها من طرف البعض للقذف و الشتم , و عن الإجراءات المتخدة ضد مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية الذين لايحترمون أخلاقيات المهنة , وعن هيئات ضبط الصحافة المكتوبة المرتبطة بمنح العدد الكافي من الصحافيين بطاقة الصحفي المحترف , و حول مشروع ميثاق مغاربي لأخلا قيات المهنة التي قال الوزير أنه لم يشرك و لم يستشر في هذا المشروع , و حول التحديات التي تعترض المكلفين بالإعلام على مستوى الوزارات مسجلا تفاؤله بأنّ أداءهم سيتحسن مستقبلا , و غيرها من القضايا التي أثرت الندوة بمعلومات تخص أوضاع الصحافيين المهنية و الاجتماعية .المناقشة التي أعقبت الندوة منحت المحاضر فرصة للتوسع أكثر في الأفكار التي تضمنتها محاضرته و منها بعض المساوئ التي تتميز بها شبكة الانترنيت و خاصة من حيث الاعتداء على خصوصيات الناس , و افتقار ما ينشر عبرها إلى المصداقية و القواعد المهنية , و كذا صعوبة تحديد تعريف جامع متفق عليه للصحفي المحترف , و محاولات المؤسسات الإعلامية تجاوز هذه الإشكالات بوضع سلم لتقييم المواقع الالكترونية الجادة و ذات المصداقية كمواقع الجامعات و الخبراء و غيرهم .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)