الجزائر - A la une

تدفق السلاح الليبي على دول الساحل



تدفق السلاح الليبي على دول الساحل
تضاعفت الهواجس الأمنية لكثير من المناطق والدول جراء الأزمة الامنية في ليبيا منذ 2011 فأصبح "تدعيش" منطقة الساحل الإفريقي أمرا متوقعا. ومنذ سنة 2009 ما فتئت الجزائر وغيرها من دول المنطقة كموريتانيا ومالي والنيجر وتشاد تنظم اللقاءات وتبرم المعاهدات الأمنية المشتركة من أجل مكافحة خطر الجماعات المسلحة. وقد تأكد أن أي مقاربة أمنية لا تأخذ بعين الحسبان البعد الإقليمي ، وتسعى لوضع استراتيجية تعاون متكاملة لن تكون ذات جدوى. ويتأكد هذا الهدف مع احتمال استنساخ النموذج داعش في منطقة الساحل وقد زاد الوضع الأمني المتدهور في ليبيا من قلق الدول المجاورة و دول الساحل التي أصبحت ملزمة أكثر من اي وقت مضى بأخذ ملف الأمن في الساحل بجدية أكثر.و قد استغلت الجماعات الإسلامية المتطرفة ضعف الدولة الليبية و ةحكومتها، اللتين لم تعدا قادرين على القيام بأبسط المهام . فالدولة فقدت احتكارها للسلطة و لتطبيق القرارات. الحكومة المعترف بها دوليا فرت إلى مدينة طبرق في أقصى الجنوب بسبب خوفها من الجماعات الإسلامية في المنطقة وهي تحاول إدارة البلاد من هناك. وفي نفس الوقت تم وضع حكومة إسلامية في العاصمة طرابلس بهدف تسيير البلاد على طريقتها الخاصةو يهدد هذا النزاع القائم بين الحكومتين بإحداث فراغ في السلطة ونقل البلاد نحو الفوضى. وهو ما تؤكده العديد من المؤشرات،وفي الوقت السابق كانت المجموعات الإرهابية تشتري الأسلحة بثمن باهظ جدًا عن طريق الحصول على الأموال بطرق عدة ، أهمها اختطاف الأجانب وطلب فدية أو عن طريق تجارة المخدرات أو التجارة بالأعضاء البشرية أو الهجرة غير الشرعية ، هذه الوسائل كانت مصدرًا ماليًا بالنسبة إلى ألإرهابيين لكن الحاصل الآن هو أن الأسلحة موجودة بدون ثمن وأي نوع من الأسلحة وحتى الأسلحة ذات التقنية العالية جدًا ، وكانت هذه الجماعات سابقا تقتني أسلحة تقليدية فقط مثل الرشاش و الكلاشينكوف. أما الآن فأصبحت إمكانية حصول هذه الجماعات على كل الأنواع بداية من صواريخ ارض جو إلى الصواريخ المضادة للدبابات إلى الأسلحة الثقيلة بكل أنواع الذخيرة كل هذه الأنواع من الأسلحة تصل إلى الجماعات الإرهابية ممكنة جدًا.الإحصائيات غير مؤكدة تقول إن هناك نحو عشرين مليون قطعة سلاح يتم تداولها على الحدود الليبية ، بالنظر إلى الإرهابيين الذين ينشطون في منطقة الساحل. أما في ما يخص تأثير اضطرابات ليبيا على الوضع الأمني في دول الساحل فمعروف أن المنطقة الجبلية ما بين ليبيا و السودان و تشاد والنيجر هي منطقة آمنة مثالية بالنسبة إلى الجماعات ألإرهابية وقد تصبح منطقة تكوين وتدريب وتدعيم وتسليح المجموعات في كل الاتجاهات و قد تصل إلى أي بلد نظرا لشساعة الحدود بين هذه الدول و ليبيا و كلها صحاري.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)