الجزائر - A la une

الوزير الأول يشرف على افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية


الوزير الأول يشرف على افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية
أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال، عشية أمس الأول، على مراسم الافتتاح الرسمي، لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. ودشن قبل ذلك، عددا من المرافق التي ستحتضن مختلف النشاطات الثقافية طيلة سنة كاملة.بعد ليلة حماسية صاخبة طبعت مرور قوافل الدول العربية المشاركة بالشارع الرئيسي للمدينة، استيقظت قسنطينة على حدثين بارزين «يوم العلم» و»تقلد تاج الثقافة العربية لسنة كاملة».حركية كثيفة لسكان «سرتا» وضيوفها الذين قدموا من بلاد العرب وباقي البلدان، كانت بادية في الساحات والشوارع، وعلى الضفاف الصخرية العاتية لوادي الرمال الذي يقسمها إلى شطرين ويحوم حولها.الجميع يسأل ويريد التعرف عن قرب على المدينة المشيدة فوق الصخرة، والكل يقتحم أزرقتها العتقية، مارين من الحديقة الخضراء إلى شارع دبي، السويقة، الرحبة، القصبة، سوق العصر، فالجسور المعلقة كسيدي راشد بأقواسه ال27، وسيدي مسيد الحديدي الشاهق، يتمعنون فيما بني تحتها في السفح، من منازل وزاوية ومسجد، والطرق التي تخترق الصخر عبر أنفاق صغيرة، آخذين صورا لها ومعها. كل شيء في قسنطينة، صباح الخميس 16 أفريل، يوحي بأنه يوم مميز، انتشار منظم لعناصر الدرك والشرطة، تهافت على تمثال العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس «الجالس على كرسي في لحظة تأمل وبيمينه نسخة من القرآن الكريم» والمنصب حديثا مقابل المدخل الرئيسي لقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، الذي عرف هو الآخر عمليات ترميم وهيكلة حديثة، أعطت بعداً جماليا للمكان الذي يحتله بقلب المدينة.«قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» أو «ق» الحرف شعار التظاهرة، موزعتان في كل زاوية ومدخل ولوحة إشهارية عملاقة للتعريف والترويج للحدث الهام الذي ستحتضنه، من كانت عاصمة لعديدة الحضارات التي مرت من هنا، قبل أن تنصب، رمزيا، في الجزائر المستقلة عاصمة للشرق الجزائري، لتكون وعلى مدار 365 يوم القبلة الثقافية للدول العربية كافة.وصول الوزير الأول عبد المالك سلال، إلى قسنطينة، على رأس الطاقم الحكومي، مرفوقا برئيس المجلس الشعبي الوطني، العربي ولد خليفة، والأمين العام لجامعة الدولة العربية، نبيل العربي، وكافة ممثلي السلك الدبلوماسي الأجنبي في الجزائر، وشخصيات وطنية، وإطارات ومديرين مركزيين وممثلين عن المجتمع المدني.حلول الوفد، بمطار محمد بوضياف، كان حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية المقتناة حديثا من طراز «إيرباص A330-200». باشر الوزير الأول زيارته الرسمية، بتدشين القاعة الشرفية الجديدة للمطار، التي أخذت شكل الطائرة في التصميم، وبنمط عمراني عربي إسلامي، وبنيت في ظرف 12 شهرا، أين توقف قليلا ضيوف قسنطينة من وزراء وسفراء وفنانين ومثقفين، حيث كان حضور المجاهدة البطلة جميلة بوحيرد بارزا، رفقة شخصيات وطنية أخرى.ليتوجه عبد المالك سلال ومرافقوه على متن حافلات، إلى النقطة الثانية من الزيارة، قاصدا قصر الثقافة مالك حداد، أين دشن صالونا وطنيا للصناعات التقليدية والحرف، وهنا دعا إلى نقل كل ما يرمز للتراث الثقافي الجزائري إلى الخارج، عبر تصدير منتجات الصناعة التقليدية، قائلا: «نحن لدينا ما يكفينا الآن، يجب أن نعمل على تصدير هذه المنتجات إلى الخارج».القصر، الذي يحمل إسم الأديب «مالك حداد»، الذي قال يوما إن « قسنطينة ليست بحاجة أن يتعرف عليها أحد، لأنها تعرف نفسها بنفسها»، شهد هو الآخر عمليات تحديث وترميم، وفق نمط عمراني حديث، بتكلفة 360 مليون دج. ويضاف بذلك، إلى المرافق الثقافية التي استفادت منها الولاية في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية.وتجمع الآلاف من سكان قسنطينة بمحيط الساحة الرئيسية، أمام قصر الثقافة الثاني، محمد العيد آل خليفة، لانتظار وصول موكب الوزير الأول عبد المالك سلال ومرافقيه من الحكومة والضيوف العرب والأجانب.وبعد أن قام بتدشين ثلاثة معارض للوحات الفنان التشكيلي كمال نزار، المخطوطات العتيقة ومدينة «سرتا» وممالك النوميديين، وإلقاء نظرة على مختلف أجنحة القصر الذي تغيّر تماما بعد عملية إعادة التأهيل وبنائه بالمزج بين طراز روماني تجلى في الأعمدة الأمامية الشاهقة، والإسلامي مجسدا في الجدران الخارجية المنمقة بمنمنمات معدنية. توجه سلال، نحو بعض المواطنين الذين استقبلوه بحفاوة وبدوره هنّأهم بنيل الولاية شرف تنظيم حدث بهكذا حجم.النقطة الأخيرة، قبل موعد الافتتاح الرسمي، كانت تدشين فندق «ماريوت» ذي الخمس نجوم، الذي يعد مكسبا عمرانيا هاما لقسنطينة وقطاع السياحة، وأبهرت طريقة تصميمه كافة أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي، الذين استمتعوا أيضا بأغاني أيقونة المالوف الشيخ الطاهر الفرقاني، خلال مأدبة العشاء.وحوالي الساعة العاشرة ليلا، انتقلت الأنظار من وسط قسنطينة إلى أعاليها، وبالضبط قاعة الحافلات الضخمة التي حملت إسم «أحمد باي»، بقرار من رئيس الجمهورية، حيث قام الوزير الأول عبد المالك سلال بتدشينها والإشراف على مراسم حفل افتتاح تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، بقاعة العرض، محاطا بالعربي ولد خليفة على يساره، ونبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية على يمينه.ليأتي الإعلان الرسمي عن الافتتاح الرسمي من طرف رئيس الجمهورية، على لسان المستشار بالرئاسة، محمد بن عمر زرهوني، الذي قرأ رسالته، بمناسبة التظاهرة، ليكرم سلال، بعد نهاية الحفل، بعض الفاعلين في الجانبين التنظيمي والكوريغرافي.انتهى حفل افتتاح التظاهرة، بإشادة وإعجاب كافة الحضور الذين زاد عددهم عن 3000، وتنطلق، بدءاً من اليوم، النشاطات الثقافية العربية المختلفة، عبر أسابيع لكل بلد، على أن تكون الانطلاقة مع دولة فلسطين.تصريحات:وزير الاتصال حميد قرين:تجنيد كافة الوسائل لإنجاح التظاهرة إعلامياأكد وزير الاتصال حميد ڤرين، تجنيد كافة الوسائل التقنية والبشرية، لإنجاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، إعلاميا. ونوّه بتفاعل سكان الولاية مع الحدث، والحماسة الكبيرة التي تفاعلوا بهت مع قافلة الدول المشاركة.قال ڤرين، إن حدثا بهذا الحجم، يرتبط بشكل مباشر بصورة الجزائر في الخارج، ويعتمد على مجهود الصحافة بكافة أنواعها، لتغطية الأحداث وضمان إيصالها للجمهور في الداخل والخارج. وأثنى على ما قام به رجال الإعلام لغاية الآن لمرافقة الحدث، معتبرا أن هناك تعاطيا إيجابيا قائم على التفاؤل ويساعد في التقدم أكثر نحو أشياء أفضل.وأكد الوزير، في تصريح صحفي، بمطار قسنطينة، أن وزارة الاتصال سخرت كافة الإمكانات التقنية والبشرية، لضمان التغطية الأنسب والأفضل للتظاهرة. وأوضح أن تخصيص حيز معتبر في المؤسسات السمعية - البصرية والجرائد، سيساهم في الترويج أكثر للتظاهرة وصورة الجزائر.وأشاد حميد ڤرين، بتفاعل سكان قسنطينة مع الحدث، تجلى ذلك، حسبه، في الحماسة والفرجة الكبيرة التي ميزت مرور قافلة الدول المشاركة التي قطعت الشارع الرئيسي للمدينة، ليلة الأربعاء إلى الخميس.وزيرة السياحة يمينة زرهوني:التظاهرة ستعود بالفائدة الكبيرة على قطاع السياحةأكدت وزيرة السياحة والصناعات التقيلدية، نورية يمينة زرهوني، استيفاء قسنطينة على كافة المرافق الفندقية لإيواء الضيوف. وقالت، في تصريح هامشي للصحافة، أمس الأول، إن احتضان الولاية لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، يخدم بالدرجة الأولى القطاعين الثقافي والسياحي.وأوضحت زرهوني، أن قسنطينة تتوافر على فنادق مملوكة للخواص، ساهمت في ضمان الإقامة للوافدين إليها، مشيرة إلى أن استلام فندق «البانوراميك»، الذي يخضع إلى عملية ترميم، سيكون خلال شهر. أمام الفندق الشهير «سرتا»، فسيكون جاهزا هو الآخر شهر أكتوبر المقبل، بعد انتهاء عمليات إعادة التأهيل، بحسب الوزيرة.وأفادت بأن الفائدة ستعود على الثقافة الوطنية والسياحة على المديين القريب والمتوسط، بعدما أتاحت التظاهرة بناء مرافق فندقية بمعايير دولية، على غرار فندق «ماريوت» ذي الخمس نجوم.وزير الخارجية رمطان لعمامرة:تاريخ قسنطينة العريق يؤهلها لاحتضان التظاهرةاعتبر وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أن احتضان قسنطينة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، جزءاً من الإشعاع الثقافي والسياحي والحضاري للجزائر، واستمرار المساهمة الكبيرة التي تقدمها للعمل العربي المشترك في عديد المجالات.وقال في تصريح، على هامش حفل تدشين فندق ماريوت، أمس الأول، إن «العالم العربي سيجتمع بقسنطينة التي ساهمت في صنع تاريخ الجزائر قديما وحديثا وعبر مختلف الحقب».ورأى في تنظيم التظاهرة، اعترافا بحجم الجزائر وما قدمته من تضحيات وإنجازات على المستويين العربي والدولي، مشيرا إلى أن ذلك سيقوي صورة البلاد في الخارج ويؤدي إلى امتزاج أكبر للثقافات المختلفة والتعارف فيما بينها.وأكد أن الجزائر تحظى بمكانة جد محترمة لدى كافة البلدان العربية وتبادلهم القدر والقيمة ذاتها من الاحترام والتعاون المشترك، في سبيل الارتقاء بالأمة العربية الواحدة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)