الجزائر - A la une


قسنطينة عاصمة للكون!؟
هل هي سنة قسنطينة ذات المجد العريق الضارب في قلب التاريخ، أم أنها سنة للاحتفال بالعهدة الرابعة؟ سنة للاحتفال بالانسداد والغياب المدوي، والتلاعب بمصير البلاد؟قسنطينة عاصمة للثقافة العربية! نعم قسنطينة تستحق أن تكون عاصمة للثقافة الكونية أبدية وليس لسنة واحدة، ثم لماذا نحتفل مرتين بالثقافة العربية التي هي أحد أعمدة هويتنا، ونحتفل بعاصمة الثقافة الإسلامية في تلمسان، ونغفل العامل الثالث والأساسي في هويتنا وهو العنصر الأمازيغي؟ لماذا هذا الإجحاف في حق أنفسنا وتاريخنا؟لم نكتف بتعريب الأسماء والأماكن، وطمس كل ما كان يشكل هويتنا عبر التاريخ كل هذه القرون، بل حتى بعد الاعتراف بالأمازيغية ودسترتها، والتأكيد على هويتنا الأمازيغية في الدستور ما زال التعتيم والدوس على الهوية الطابع لسياساتنا؟لن أنتقد التظاهرة، لأنني لم أحضرها، وليس لي بالبيت تلفزيون هذه الأيام لأحكم على الافتتاح، الذي تابعته من خلال ما كتبه الزملاء في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.لكن أردت هنا أن أنقل رسالة مثقف قسنطيني، رفع صوته كم مرة بالاحتجاج على إبعاد مثقفي قسنطينة وأبنائها من التحضير ومن المشاركة في كل نشاطات برنامج التظاهرة، إنه مراد بوكرزازة الإعلامي والأديب المعروف، المهووس بحب قسنطينة، الذي كتب على جداره في الفايس بوك “في الافتتاح الرسمي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، يتم استبعاد كل مثقفي المدينة وبشكل مخز، كل المشاريع يسيرها أهل العاصمة، مسرح، سينما كأن هذه المدينة لم تنجب قاصا أو شاعرا، هي سنة العاصمة بقسنطينة، ماذا يحدث؟ لنخلي لهم الأمكنة ونغادر (...)؟!ربما فات الأوان لتصحيح الخطأ، ولإدماج مثقفي قسنطينة وما أكثرهم في النشاطات الثقافية التي سطرت لسنة بطولها، لكن يبدو أن الوزيرة نادية مغلوب على أمرها، فهي ورثت وزارة بطاقم معاد، ربما أراد للتظاهرة أن تفشل انتقاما للوزيرة السابقة، أو بالأحرى نزولا عند رغبتها، لكن هذا لا يمنع من تحمل السيدة لعبيدي المسؤولية الكاملة عن كل الأخطاء.أما عن ثقافة التظاهرات والعواصم التي يتسابق المسؤولون فيها على هدر المال العام ونهبه، فإن من تجارب التظاهرات السابقة نعرف مسبقا أن التظاهرة ستفشل، فالثقافة ليست رقصا وأضواء ملونة ولا ألعاب نارية ليلة الافتتاح، ولا الكلام المعسول الذي يردده المتداولون على منابر الخطابة. ولنقيم التظاهرات السابقة، وماذا جنت من ورائها الجزائر، مثل سنة الجزائر بباريس سنة 2003، والجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007، والمهرجان الإفريقي سنة 2009، وبعدها تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية!؟المثقف الجزائري المهاجر بأمريكا، سليل مدينة سدراتة، العربي زوايمية، انتقد بشدة إقامة عاصمة للثقافة العربية وعدم إقامة مهرجان للاحتفاء بالثقافة الأمازيغية، وقال في فيديو نشره على الفايس بوك، ما علاقة قسنطينة بالثقافة العربية؟! وهي المدينة النوميدية، التي اتخذها ماسينيسا عاصمة له. ثم ماذا جنينا من العواصم السابقة، غير هدر الملايير؟ فلم يأت سائح واحد إلى الجزائر أثناء هذه التظاهرات، ولم تعرّف لا بتاريخنا ولا بهويتنا.قسنطينة، بل الجزائر كلها تستحق أن تكون مركزا للكون، بثرائها الثقافي وتنوعها وطبيعتها، وثرواتها، لكنها الأكيد أنها تستحق حكاما أكثر بصيرة، وأكثر وطنية؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)