اختتام المهرجان المحلي للمسرح المحترف في دورته التاسعة بسيدي بلعباس

اختتمت أول أمس فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف في دورته التاسعة بالإعلان عن فوز تعاونية أصدقاء الفن لمدينة الشلف بالجائزة الأولى المؤهلة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف عن مسرحيتها "درب التبانة" حيث قام محمد حطاب والي سيدي بلعباس بتسليم الجائزة لأحد ممثلي هذه الفرقة المتوجة نيابة عن المخرج ميسوم لعروسي الغائب لأسباب عائلية. .فيما عادت الجائزة الثانية لتعاونية الباهية وهران عن عرضها" أنا والماريشال " نص أحمد كارس والإخراج لسعيد بوعبد الله . وحصلت جمعية الإشارة للمسرح لمستغانم على الجائزة الثالثة عن مسرحيتها "بسيكوز90 " نص صارة كاين والإخراج لأحمد بلعالم .وما لاحظناه أن بعض الفرق المشاركة التي لم تحز على أي جائزة عبرت عن عدم رضاها عن هذه النتائج ورأت أن ذلك إجحاف في حقها كما هو الحال بالنسبة لجمعية الشروق للثقافة والمسرح لمعسكر الى درجة أن إحدى ممثلاتها ذرفت الدموع جراء خيبة الأمل .وكان قبل ذلك صعد الى المنصة أحميدة العياشي رئيس لجنة التحكيم الذي لاحظ أن الإبداعات كانت أكثر وعيا وأكثر نضارة وأن عروض هذه الدورة ميزها حضور لافت للممثلين والممثلات مشيرا في التوصيات التي قرأها على الحضور أن مستوى العروض جاء متقاربا مع تسجيل حضور باهت للنص والإخراج والسينوغرافيا لدى بعض الأعمال المقترحة باستثناء العرض الذي غنم المرتبة الأولى منوها في الأخير بالجهد الذي ينم عن موهبة فذة في عرض" جرعة" لمعسكر .هذا وأعقب ذلك تقديم مسرحية "دلالي" وهو آخر إنتاج للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس.النص ليوسف ميلة والإخراج لعبد القادر جريو . وقد تفاعل الجمهور الذي غصت به القاعة مع أداء الممثلين سيما سواليل أحمد الذي تقمص شخصية الحاكم وجلاب الذي أدى دور مستشار الحاكم وقضى وقتا ممتعا مفعما بالضحك والابتهاج.والحق يقال أن المهرجان في طبعته التاسعة هذه سجل تحسنا ملحوظا لا من حيث التنظيم ولا من حيث الإقبال على متابعة العروض ومناقشتها في اليوم الموالي وهو الشيء الذي لم نسجل له مثيلا في الدورات السابقة ما يدل أن ثقافة المسرح أخذة في الانتشار ولو بنسبة قليلة أضف إلى ذلك تنشيط المحيط الذي تكفلت به أزيد من 30 فرقة مسرحية محلية من بلعباس وأخرى من وهران وبرج بوعريريج تنقلت إلى العديد من البلديات وصنعت الفرجة والمتعة هناك .الدورة التي كان محورها " المسرح وذوي الاحتياجات الخاصة" عرفت تكريم حميدي عبد القادر وإبراز دوره الفني مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في التجربة المسرحية لعرض "غرفة الأصدقاء" من خلال الشريط الوثائقي الذي أخرجه الصادق الكبير كما عرفت في ذات السياق تقديم مسرحية "معوق ولكن..." للمسرح الوطني الجزائري .النص لنبيل نزار والإخراج لجمال قرمي .وشهدت أيضا بذات المناسبة تنظيم ندوة تناولت أبعاد المسرح وذوي الاحتياجات الخاصة أشرف عليها الدكتور إدريس قرقوة بمشاركة طلبة قسم الفنون الدرامية لجامعة الجيلالي اليابس .تبقى الإشارة إلى أن مسرحية" درب التبانة "الفائزة بالجائزة الأولى هي عرض درامي كوميدي فيه مزيج من الأشكال الواقعية والعبثية والعواطف الإنسانية المتباينة . الممثل الرئيسي فيه يجد زوجته قد تزوجت من رجل آخر وكل أملاكه ضاعت بعد أن شاع بأنه مات ويحاول بصفة الإنسان الساذج أن يعيش حياة جديدة وكيف يمكنه ذلك وهو مسجل في الوثائق الإدارية ميتا ما يجعله يصطدم بعقبات كثيرة وهو يبحث عن هويته الحقيقية في مجتمع لا يرحم لينقل إلى مستشفى الأمراض العقلية ثم إلى الملهى مع الإشارة إلى أن هذا العرض يتقمص فيه الدور الرئيسي فؤاد بن دوبابة الى جانب ممثلين آخرين :العربي و خالد وكمال صبرينة ... وتميزه مظاهر تقنية وفنية وجمالية وقد أضفى عليه شواط عيسى كوريغرافيا في المستوى جعلت منه عملا رائعا .