الجزائر - A la une


قرية بشباب تائه
تعد القرية في الجزائر أول نواة اجتماعية في النسيج السكاني الجزائري ، وبهذا تكون بمثابة الإسمنت الذي يبنى فوقه الصرح الصلب للمجتمع الجزائري برمته و رغم هذا فإن القرية وفي عمومها تعاني اليوم من التطور الحاصل في مختلف المجالات من مشاكل جمة ، خاصة تلك التي لها علاقة بالتنمية المستدامة ، قرية " الكساسرة " التي تنتمي إقليميا لبلدية الصور التابعة لدائرة عين تادلس ونظرا لخصوصياتها انتقلت إليها جريدة الجمهورية وحاولت التعرف عن معاناة المواطنين اليومية ونقلها للقراء الكرام ، بداية قرية " الكساسرة " تحدها عدد من الدواوير منها دوار العمامرة من الجهة الشمالية ، الخوايرية والدهادفا من الجهة الغربية والجنوبية وأخيرا أولاد عامر في الجهة الشرقية ، عدد سكانها يزيد عن 2500 نسمة ، تتميز المنطقة برمتها بالطابع الفلاحي ، تعاني القرية منذ مدة طويلة من مشاكل عدة مشاكل ، تأتي في مقدمتها البطالة التي تضرب أطنابها عمق القرية ، للتذكير يتراوح متوسط عمر سكان قرية " الكساسرة " 22 سنة ، إلا أن الأغلبية الساحقة منها لا تشتغل والأكثر من هذا حسب سكانها لم يستفد أبناءهم من مختلف آليات التشغيل التي وضعتها الدولة في متناول الشباب على غرار " أنونساج " ، " كناك " ، " أنجام " وغيرها باستثناء القلة القليلة التي كانت محظوظة وتمكنت من الظفر بإحدى هذه الأدوات ، سكان القرية لا يعانون فقط من مشكل التشغيل وإنما يواجهون على مدار السنة مشكل انعدام مرافق الترفيه والتسلية على شاكلة الملاعب الجوارية وقاعات الرياضة وكل ما له علاقة بالفضاءات الرياضية ، حيث تبدو القرية التي جابت شوارعها جريدة الجمهورية خاوية على عروشها من حيث هذه المرافق الحيوية ما يوحي أن خطر الانحراف يطرق وبقوة باب القرية ليصطاد شبابها ، المدرسة القرآنية التابعة لمسجد القرية والتي يشرف عليها كسار بوجمعة وهو إمام القرية باتت بفعل الظروف المفروض على الشباب الملجأ الوحيد لهذه البراعم ، حيث تمكن الإمام الشاب ورغم كل المعاناة التي يعاني منها الشباب أن يستقطب عدد كبير منهم ويحثهم على حفظ وتجويد القرآن الكريم ، الطريق الوحيد المؤدي إلى قرية " الكساسرة " يربط بين بلديتي الصور و يانارو ، يمتد على طول 10 كلم ، ويعرف بالطريق الوطني رقم 3 ، سكان القرية اشتكوا منه كثيرا بسبب اهترائه وصعوبة استعماله ، ما دفع بالناقلين عدم استغلال هذا الخط الشيء الذي انعكس سلبا على النقل بهذه المنطقة ، فبات أمام السكان حلان إحداهما مر ، فإما المشي على الأقدام أو ركوب سيارات الكلوندستان الذين يستغلون الوضع ويزيدون في التسعيرة ، تعاني القرية كذلك من انعدام مسالك فك العزلة ما يجعلها محصورة ومنطوية على نفسها بعيدة عن التحضر والاتصال , نقص شبكة الربط الصحي والمياه الصالحة للشرب زاد من معاناة القاطنين بذات الدوار ، سكان القرية وفي غياب الشبكة الكهربائية اضطروا إلى ربط مساكنهم بالطرق العشوائية وهذا بالرغم لما لهذه الطريقة من مخاطر على حياتهم ، أغلبية الخيوط الكهربائية ممونة من مسجد القرية الذي يوجد على حافة الطريق الوطني رقم 3 .كسار بوجمعة / معلم بالمدرسة القرآنية"أنا متربص و لم أنصب رسميا بعد"أدرس بهذه المدرسة القرآنية منذ سنة كاملة ، تمكنت بحمد الله وبمساعدة السكان من جمع شباب هذه القرية لتعليمهم حفظ وتجويد القرآن الكريم ، وهذا على مدار العطلة الربيعية ، للأسف لم أتلق إلى حد الآن أي لفتة من مصالح المديرية التي لا زالت لم تسو وضعيتي المهنية، صحيح أنا متربص لكن لم أنصب رسميا بعد ، أرجوا أن تتكفل الجهات المعنية بي حتى أتفرغ كلية لتعليم الأطفال وأشارك في تكوينهم وتربيتهم ، الشباب هنا لا مجال له للترفيه فهو يعيش حالة من الخمول بسبب انعدام المرافق الترفيهية ، أرجوا أن تلتفت السلطات المحلية إليه وتهتم به أكثر من هذا .-كسار عبدالله / فلاح"أرجو أن تقترب وكالات التشغيل من الشباب"ما سعاني أن أقول لك ، قريتنا بحاجة إلى أبسط الأشياء ، قرية الكساسرة حباها الله بموقع استراتيجي هام جدا ، فهي تتوسط بلدية الصور إلى غاية قرية يانارو ، على امتداد 10 كلم ، كما تتوسط عدد من القرى ، رغم هذا فهي تعيش عزلة بسبب سوء ربطها بمحيطها ، وكذا معاناتها من نقص فادح في المرافق الحيوية كالطرقات ، كهرباء ، المياه صالحة للشرب وغيرها ، لا يمكن في هذه الحالة القول أن القرية أخذت حصتها من التنمية ، وبهذا لا يمكن لقريتنا الإقلاع والخروج من سباتها ، ما يخيفني هو شبابنا الذي يعيش بطالة على مدار السنة ، هذا في الوقت الذي تقدم الدولة لهم العديد من فرص العمل ، أرجوا أن تتنقل وكالات الشغل وتقترب من هؤلاء الشباب والتحدث معهم بدل الجلوس وراء المكاتب والمكيفات الهوائية .كساح الحاج / متقاعد"الهاتف النقال والإنترنت من الخيال "قرية الكساسرة لا زالت بعيدة عن ما تم الحديث عنه في السابق وأعني هنا التنمية المستدامة ، فقريتنا لم تأخذ حصتها بعد ، نعاني من مشاكل عديدة تعيق خروج قريتنا من سباتها ، فمثلا هناك نقص فادح في كل الخدمات ، رغم هذا لا أنكر بوجود عيادة ومدرسة ابتدائية ومسجد ، هذه المرافق تقدم خدمة اجتماعية للسكان لكن عدى ما ذكرت لا زلنا ننتظر حقنا في التنمية ، تخيل أننا لا زلنا نعاني من الصرف الصحي واهتراء الطرقات وشبه انعدام الكهرباء و هل ما جر من المشاكل ، أما الحديث عن الهاتف النقال والإنترنات فهذا يعد من الخيال ، لذا أعتبر قريتنا اليوم من القرى التي يصعب عليها بلوغ عصر التمدن والتحضر في حال استمرار هذه الأوضاع .كسار الغالي / بطال"الحياة صعبة والشباب يتسكع"كما ترى ، أنا عاطل عن العمل ، أعاني من شبح البطالة كبقية شباب القرية والمنطقة برمتها ، نحن الشباب نعمل باليوم ، ففي بعض الأحيان نعمل لمدة أسبوع كامل وفي أوقات أخرى فإن الظروف تسمح لنا بالعمل لمدة يوم أم يومين على أبعد تقدير ، نطالب من السلطات المحلية النظر إلى وضعيتنا ومنحنا مناصب شغل قارة ، الحياة باتت صعبة والشباب هنا يتسكع على مدار اليوم وإن لم تسرع السلطات المحلية في وضع خطة تنقذ هذا الشباب من الوضع الذي يوجد فيه فسوف يكون الانحراف في طريقه لا محال .جريدة الجمهورية اقتربت من رئيس بلدية الصور قزقوز الشارف الذي يشرف على قرية الكساسرة و أخذت انطباعاته حول شكاوي سكان القرية ، و كان رده على النحو التاليقزقوز شارف / رئيس بلدية الصور"أبشّر السكان بأن الشطر الأول انتهى و التغطية بالماء ستكون 100 %"رغم ما قاله سكان قرية " الكساسرة " إلا أنني أعتبرهم من المحظوظين ، وذلك أن هذه القرية سوف يتم تغطيتها بالماء الصالح للشرب بنسبة 100% ، حيث استكملنا الشطر الأول من الأعمال الذي بلغت قيمته 1.5 مليار سنتيم ونحن على وشط الانطلاق في الشطر الثاني الذي تبلغ قيمته 600 مليون سنتيم ، الطرقات المهترئة التي يتحدثون عنها ليست من خصوصيات البلدية كونها طريق وطني رقم 3 ، رغم هذا فهو مسجل وسوف ينجز منه 1.5 كلم كمرحلة أولى ، النقل المدرسي المتوقف سببه التلاميذ الذين خربوا الحافلة وكسروا كل ما بداخلها وتعدوا على السائق ، خلال المدة الأخيرة اشترت البلدية حافلتين بقيمة 1.5 مليار سنتيم وسوف تمنح للمناطق التي تحافظ عليها أما القرى التي تعتمد تكسير الحافلات فسوف نمدها بالحافلات المكسرة ، الكهرباء الريفي أعترف أن المستفيدين منه هم من استفادوا من الفونال وكل السكنات التي بنيت بعد 1987 ، هنا كذلك دعني أقول لك أن شركة سونلغاز هي التي تقرر مع مديرية المناجم المناطق التي تنقل إليها الخطوط الكهربائية ، بخصوص الصرف الصحي هو مشكل حقيقي تعيشه كل القرى بدون استثناء ، لعلمك أن تكلفت الربط هي مرتفعة جدا ، رغم هذا الدولة تفكر في هذه الإشكالية أما نحن ما علينا إلا التنفيذ في حال تبني العملية .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)