الجزائر - A la une

الأغنية الوهرانية ترتقي بالغيورين عليها



الأغنية الوهرانية ترتقي بالغيورين عليها
خديجة صالحي، ابنة مدينة وهران، صاحبة صوت عذب ورخيم، تؤدي الأغنية الوهرانية بشكل يطرب الأذن، مسيرتها حافلة بالعطاء، سجلت حضورها لمدة سنوات طويلة عبر العديد من الجولات الفنية التي قادتها إلى ولايات الوطن، جمعتنا بها مؤخرا جلسة حاورناها خلالها عن بدايتها ومسيرتها الفنية وواقع الأغنية الوهرانية ومشاريعها المستقبلية.❊ماذا عن بدايتك الفنية؟❊❊اكتشفت موهبتي في الغناء منذ نعومة أظافري، عندما كنت أردد بعض الأغاني التي كانت تذاع في الراديو، وهو ما أثار إعجاب كل من حولي، مما شجعني على الانخراط في المجموعة الصوتية للمؤسسة التربوية التي كنت أدرس بها في الإكمالية، كما كنت أقوم في نفس الوقت بالغناء الفردي، واستطعت أن أكتسب إعجاب من استمعوا إلى غنائي، وهو ما دفعني إلى التفكير في المشاركة في حصة «ألحان وشباب» خلال سنتي 1994 و1996.❊هل كانت مشاركتك في «ألحان وشباب» بداية لمشوارك الفني؟❊❊ نعم بالطبع، وزاد فوزي في الدورتين الخاصتين ب«ألحان وشباب» من إيماني بقدراتي، حيث كنت من الفائزين الأوائل، فبعد نجاحي في حصة «ألحان وشباب» انخرطت سنة 1997 في الفرقة الموسيقية «الركب العربي» التابعة لدار الثقافة والفنون «زدور إبراهيم بلقاسم» في وهران، تبعتها بعد ذلك جولات فنية في القطر الوطني، حيث كونت قاعدة جماهيرية رائعة.❊ كيف واصلت مشوارك الفني بعدها؟❊❊ بعدها، شرعت في تلقي العروض للمشاركة في إحياء حفلات الأعياد الوطنية والدينية، والأسابيع الثقافية بين الولايات، وطبعات مهرجان الأغنية الوهرانية الذي ترعاه كل من دار الثقافة ومديرية الثقافة في وهران.❊ تمتلكين موهبة التنشيط أيضا، حدثينا عن ذلك...❊❊ في الحقيقة، الصدفة وحدها جعلتني أكتشف قدرتي على التنشيط خلال إحدى الحفلات التى أقيمت في وهران منذ سنوات خلت، وقد شجعني الجمهور على مواصلة هذه المهنة التي أعتبرها مدرسة قائمة بذاتها. وقد منحتني الشجاعة الوقوف على المنصة، فالتنشيط فن نكتسب منه الكثير من التجارب التي تساهم إيجابا في مساري الفني.❊بعد هذه المسيرة الفنية الغزيرة والحافلة، هل لديك إنتاج فني في السوق؟❊❊ نعم الحمد لله فقد قمت بتسجيل أغنية في الطابع الوهراني الأصيل بعنوان «ماعندي سعد معاك»، وهي من كلمات بوزيد الحاج وتلحين عبد الله غربال.❊ وقوفا عند الفن الوهراني الأصيل، هل اكتفيت بهذا اللون أم أنك تميل إلى ألوان غنائية أخرى؟❊❊ خامتي الصوتية تتناسب مع كل الطبوع الغنائية، مما جعلني أختار الطابع المغربي، الشعبي والوهراني، ولا أعتقد أن الإشكال في اختيار أو تفضيل لون غنائي على آخر بقدر ما هي التزام باختيار الكلمة النظيفة والراقية.❊ يجمع الجميع على أننا نعيش في زمن الانحطاط الفني الذي بات لصيقا بوهران، ما قولك في هذا؟❊❊ صحيح إلى حد ما، خصوصا أننا بتنا نسمع الأغاني التي تخدش الحياء، وأشباه المطربين يؤدون كلمات لا يفهمون حتى مغزاها، مركزين على «الريتم» الخفيف، متناسين قيمة الكلمة. يحز في نفسي كفنانة أن وهران باتت تعرف بعاصمة «الغناء الهابط» وتنعت بأنها منتجة للرداءة، وهنا يقتسم المسؤولية كل من الجمهور والمغني الذي شوه سمعة وهران التي أنجبت أحمد صابر، البلاوي، وأحمد وهبي، وصدق المثل القائل؛ «إن غاب الضمير غابت المسؤولية»، لكن هناك من يشجع هذه التفاهات، للأسف.❊ من الغناء إلى التنشيط، وحاليا تتجهين إلى كتابة الكلمات، هل هي تجربة تضاف إلى رصيدك الفني؟❊❊ كتابة الكلمات ليست بالجديدة عليّ في الحقيقة، فقد كان لتكويني الأدبي في سنوات الدراسة يد في ذلك، فدراستي كانت في شعبة آداب وعلوم إنسانية، وجربت كتابة الخواطر والمقالات النثرية وبعض الأشعار، مواضيعها تقترب إلى فطرتي، حضوري للأمسيات الأدبية التي كانت تقام في المكتبة البلدية بوهران والمسرح الجهوي، جعلني أحتك بالعديد من المبدعين والشعراء، مما حفزني على العودة بقوة إلى الكتابة، ولعل انبثاق فرع اتحاد الكتاب الجزائريين في وهران الذي يترأسه الشاعر ميلود عبد القادر، كان المحرك الذي جعلني أغوص أكثر في عوالم كتابة الكلمات الراقية التي استقيها من التراث الأصيل.❊ عما تتحدث كلمات الأغاني التي تكتبين؟❊❊ أغلب ما كتبت من كلمات ذات مواضيع عاطفية، منها «أنا صايي رونوفليت حب جديد»، « الدنيا صفحة بيضاء»، من أنا»، وهناك مزيج بين الفصحى والعامية فيما أكتبه من كلمات.❊ ماهي مشاريعك المستقبلية؟❊❊ في مجال كتابة الكلمات، أنا بصدد كتابة أغاني تتغنى بالوطن الحبيب.❊هل من كلمات لأغاني سيؤديها زملاؤك من الفنانين مستقبلا؟❊❊ أكتفي بالكتابة لنفسي، وولجت عالم التلحين لأؤديها بنفسي، لكن لن أتعمق في هذا البحر حتى أتيقن بأنني أمسكت بمفاتيحه جيدا.❊كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار؟❊❊ أتمني أن تلق الأغنية الوهرانية نصيبها من التثمين والدعم من خلال الاهتمام بكل ما من شأنه أن يعمل على ترقية هذا الفن والإرث العريق الذي تركه لنا السلف كتركة غالية، وهو نداء أوجهه للقائمين على الثقافة في ولاية وهران.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)