الجزائر - A la une

المفكر والدكتور الجزائري شمون أرزقي ل"الجمهورية"



المفكر والدكتور الجزائري شمون أرزقي ل
حان الوقت للاهتمام أكثر بالترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبيةدعا الدكتور والمفكر الجزائري شمون أرزقي، إلى تشجيع الشباب الجزائري ولاسيما النشء منهم على المطالعة وقراءة الكتب حتى نغرس فيهم روح الفكر والإبداع وأرجع الأستاذ شمون أرزقي من جامعة بجاية في حوار أجرته معه أمس جريدة "الجمهورية" سبب تراجع الحركة الفكرية والأدبية في بلادنا إلى "تأثر الناس بالوضع الاجتماعي السائد عندنا، لاسيما غلاء المعيشة، انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، وكذا تدهور في الجانب المتعلق بالعلم والتعليم، مضيفا أن الفرد الجزائري بات يهتم أكثر بمشاكله اليومية متناسيا ثنائية "المطالعة والقراءة"... لكن بالرغم ذلك يضيف نفس المتحدث أنه "فيه بعض الشباب الذي أضحى يولي أهمية كبيرة لهذا الأمر، لاسيما في ظل توفر طرق تكنولوجية جديدة تسمح له بالحصول على المراجع التي يريدها من مختلف مواقع الأنترنت وحتى شبكات التواصل الاجتماعي.وبخصوص ظاهرة انحدار وتراجع الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية الأخرى قال محدثنا إنه يجب من الآن التفكير في طريقة لتصحيح المسار ومعالجة هذا المشكل العويص، معتبرا الأمر مسألة حيوية واستيراتيجية، خصوصا وأننا نعيش اليوم صراعا فكريا وحضاريا رهيبا بيننا وبين الأوروبيين الغربيين، ولكم أن تقفوا على ما خلفته الهجمات الإرهابية على صحيفة "شارلي إيبدو" من تداعيات إعلامية، سياسية ودينية خطيرة على ديننا الحنيف. لذلك رأى نفس المتحدث أنه وجب علينا تشجيع طلبتنا الجامعيين على الترجمة خاصة في الجانب التطبيقي منها حتى يترجموا أعمالنا العربية إلى اللغات الاجنبية مما يسمح للغربيين بالتعرف على واقعنا العربي والإسلامي الحقيقي والصحيح. وأن نعمل سويا على تغيير تلك الأفكار النمطية التي يحملونها على المسلمين اعتبارهم أعداء للإنسانية وإرهابيين فمن خلال هذه الحركة الترجمية، نغرس لديهم صورة "أن الإسلام دين عدالة، تسامح، يدعو إلى حرية المرأة والإنسان فضلا عن احترامه للعدل والمعتقدات والتقاليد...إلخ واصفا هذه الخطوات بأنها مشروع حضاري كبير سيسمح بتغيير العديد من الفرضيات الخاطئة، مشيرا إلى أن الترجمة ليست مجرد دروس محاضرات ومقاييس تدرس في الجامعة... بل يجب أن نعطيها بعدا آخر وفعالية أكبر في الجانب المتعلق بكونها وسيلة للتعريف بثقافتنا العربية والإسلامية للأوربيين الغربيين.وعن سبب هذا تراجع الرهيب في الترجمة من لغة الضاد إلى الروافد اللغوية الأخرى، أوضح محدثنا أن هذا الانحدار سببه التاريخ الاستعماري المر الذي عشناها في الماضي، حيث شكّل لنا ما يمكن وصفه بمركب نقص أو لنقل عقدة (...) فكما يقول ابن خلدون المغلوب مولع بالغالب، ومن هذا المنطلق، تصبح كل بضاعة تأتينا من الغرب هي الأسمى والنموذج الأرفع لنا ولمجتمعنا، أضف إلى ذلك يوضح متحدثنا أن أغلب الترجمات الموجودة حاليا صارت من العربية إلى الفرنسية، وأنه نادرا ما نترجم إلى الإنجليزية حيث لم نصل إلى حد الآن إلى المستوى المطلوب فيما يتعلق بالتحكم في لغة شكسبير، بدليل أن أغلب الأعمال التي ترجمناها كانت بلغة موليير، أضف إلى ذلك الإشكال المتعلق بمزدوجي اللغة، حيث لا نملك حسبه العديد من المترجمين الذين يتقنون لغتين أو أكثر (...) فإما يكون معربا أو مفرنسا...إلخ، وأنه إذا كان المترجم مفرنسا أكثر من كونه معربا فتجده يتحجج بأن مستواه في اللغة العربية، لا يسمح لي بخوض عالم الترجمة إلى لغة الضاد، لكن القضية المهمة يقول الدكتور شمون هي أنه يجب السعي من الآن إلى ترجمة أعمالنا العربية إلى لغات أخرى حتى يعلم الغرب ما وصلنا إليه من سمو أدبي وفكري راقي.ودعا في ذات السياق،أن تشمل الترجمة علوما أخرى غير الرواية، معتبرا ذلك راجع إلى أن هذه الأخيرة مرتبطة بالجانب الاجتماعي لأن الناس لما تترجم لهم الطب، الفلسفة، الرياضيات...إلخ فإنه توجد نخبة قليلة تطلع على هذه الأعمال بخلاف الأعمال الروائية التي تشهد إقبالا كبيرا من لدن القراء بمعنى أنها في متناول الناس ويمكن لأي إنسان أن يقرأ رواية، لذا علينا العمل على الاهتمام بترجمة علوم أخرى حتى نصور عالمنا المعاش، ونصحح الصورة الخاطئة عن ديننا الإسلامي الحنيف الذي يواجه حملة إعلامية وسياسية شرسة. وعن رأيه بخصوص الحركة الفكرية في ولاية بجاية قال المفكر الجزائري أرزق يشمون أنها ليست في المستوى المرجو، لكن رغم ذلك توجد نشاطات كثيرة ومتعددة على غرار الجمعية التي تنشط منذ سنوات والتي يرأسها الأستاذ عيساني المعروف جدا على مستوى العالمي ويشارك كثيرا في الملتقيات ويبحث في تاريخ الفكر والعلم في مدينة "بوجي" عاصمة الحماديين.





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)