الجزائر - A la une

مقبرة بجانب ملعب.. جامعة بلا واجهة ومدينة جديدة دون مدخل رئيسي بباتنة


مقبرة بجانب ملعب.. جامعة بلا واجهة ومدينة جديدة دون مدخل رئيسي بباتنة
إذا كان الزائر لمدينة باتنة قد يعبر عن إعجابه بعديد الانجازات والمواقع التي تلفت الانتباه، على غرار ممرات مصطفى بن بولعيد التي تعتبر القلب النابض والهادئ لعاصمة الأوراس، وساحة وسط المدينة التي استحدثت مؤخرا بعد تهديم محطة نقل المسافرين القديمة، ومسجد 1 نوفمبر الذي يعد قلعة الإسلام في المنطقة بمساهمة فعالة من العقيد الحاج لخضر، إلا أنه قد يقف على العديد من الانجازات التي تجمع بين التناقض في التخطيط وعدم مراعاة أخلاقيات التعايش وحسن الجوار بشكل يطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام.ومن الجوانب التي لا يمكن أن يتقبلها العقل، ما يعرفه حي بوزوران الذي توجد فيه المقبرة المركزية التي يقصدها الجميع لدفن موتاهم، وبجوارها ملعب رياضي كبير بحجم مركب 1 نوفمبر الذي يحتضن مختلف المباريات الرسمية لقطبي الكرة الباتنية (الشباب والمولودية)، إضافة إلى توفره على قاعتين لبرمجة مختلف الرياضات الجماعية والفردية، وهو ما يجعل أحزان المشيعين لموتاهم يصطدمون بصخب الجماهير المنبعث من المدرجات، في ظل تفاعلها مع مجريات ما يحدثه اللاعبون فوق الميدان، وكثيرا ما يخلف ذلك عبارات الشتم والكلام غير الأخلاقي، ما يجعل المتواجدين في المقبرة في حرج كبير، المقبرة لا يفصلها عن الملعب سوى الطريق المؤدي إلى بقية أحياء بوزوران.وغير بعيد عن صخب جماهير ملعب 1 نوفمبر الذي يفسد راحة الموتى في المقبرة، فإن ملعب عبد اللطيف شاوي لا يفصله عن عيادة المواليد المركزية، مريم بوعتورة، سواء جدار "غير عازل"، ومعلوم أن ملعب عبد اللطيف شاوي تتدرب فيه جميع الفئات الشابة لمولودية باتنة ونادي نجم بوعقال، كما تم تأهيله مطلع الموسم من قبل الرابطة الوطنية، واحتضن أغلب مباريات "البوبية" خلال مرحلة الذهاب، وهو ما يخلف صخبا لا يقل عما يحدث في ملعب 1 نوفمبر، بشكل يعكر صفو المرضى والنساء الحوامل والمواليد الجدد.في المقابل، اكتشف الكثير من سكان باتنة أو الزائرين لها، افتقاد جامعة العقيد الحاج لخضر إلى واجهة حقيقية، فباستثناء الباب الرئيسي المؤدي إليها عل مستوى طريق بسكرة، أو في الجهة الضيقة بمحاذاة قصر العدالة، فإن بقية جهاتها تم تغطيتها بأحياء سكنية غطت شكلها الخارجي، وفي مقدمة ذلك حي بوزغاية،، ومبنى قصر العدالة، وبنايات أخرى بجانب متوسطة العقيد لطفي، وهو الأمر الذي فقد جامعة الحاج لخضر الكثير من جمالياتها الشكلية والعمرانية، بالنظر إلى شساعتها وطريقة تصميمها، وهذا خلافا للقطب الجامعي فيسديدس الذي أعطى بعدا جماليا يلفت انتباه كل الذين يقصدون باتنة من قسنطينة وعين مليلة.ومن بين الأخطاء الفادحة المرتكبة في عاصمة الأوراس، وتعكس غياب نظرة استشرافية، أو تؤكد على وجود تقصير غير مبرر، هو حرمان المدينة الجديدة حملة من طريق رئيسي يؤدي إليها، ففي الوقت الذي تم تدشين هذه المدينة خريف 2009، إلا أن الطريق المؤدي إليها بقي على حاله منذ أيام الثورة، حين كان عبارة عن مسلك مؤدي إلى شعبة أولاد شليح، دون أن يتم التفكير في توسيعه بالشكل اللازم والكافي، أو التفكير في إنجاز محول مشكل من عدة جسور للتخفيف من تفادي أزمة ازدحام واختلال حركة المرور التي تجعل الجميع في خطر، خاصة في ظل صعوبة الدخول في الطريق السريع الرابط بين باتنة وبسكرة، ناهيك عن غياب بدائل أخرى تسهل مهمة أصحاب المركبات في تجاوز هذه المتاعب التي تلاحقهم منذ 5 سنوات كاملة، في ظل تعقد حركة المرور موازاة مع ازدياد عدد القاطنين في هذه المدينة التي يصطلح عليها بالجديدة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)