الجزائر - A la une

الأكلات الشعبية بقسنطينة تسترجع مكانتها في موسم البرد



الأكلات الشعبية بقسنطينة تسترجع مكانتها في موسم البرد
استرجعت الأكلات الشعبية التقليدية مكانتها عند الأسر القسنطينية بعد أن كادت تندثر عند البعض؛ بدعوى العصرنة وضيق الوقت، حيث تفضّل بعض النساء خاصة العاملات منهن، أكلها خارجا أو اقتناءها من المحلات المخصصة لها، فيما لاتزال عائلات كثيرة بعاصمة الشرق، تتمسك بعاداتها وأكلاتها التقليدية، خاصة في هذا الفصل البارد، على غرار الأطباق والعجائن، والتي تكون جلها بمواد عادية موجودة بكل منزل وغير مكلفة.ولعل من بين أهم الأكلات التي تشتهر بها قسنطينة في فصل الشتاء وأيام البرد والثلج والتي لاتزال موجودة إلى حد الساعة، طبق العيش الحار بالقديد والمحمصة، وكذا المقرطفة، وطبق الشرشم، والمحجوبة وغيرها من الأكلات التقليدية الأخرى، وهي الأطباق التي تبقى مفضلة عند عائلات أخرى لا تستغني عنها في هذه الفترة من التقلبات الجوية؛ إذ لا يمر فصل الشتاء بدون تحضير هذه الأطباق والأكلات التقليدية، حيث أكدت بعض ربات البيوت أنهن لا يستغنين عن هذه الأطباق التي ورثنها عن أمهاتهن وجداتهن. وأوضحن أن محتويات هذه الأطباق كلها صحية ومفيدة للجسم؛ فأغلبها يُطهى بالخضر وبطريقة صحية؛ فطبق الشرشم، مثلا، عبارة عن مزيج من الفول المجفف والحمص والقمح، تُنقع هذه المكونات في الماء مسبقا حتى تصبح جاهزة للطهي، ثم يحضَّر الطبق عن طريق طهي كل هذه المكونات في الماء المغلَّى حتى تنضج جيدا، ليضاف إليها التوابل، على غرار الملح والكمون وكذا نبتة القرفالة.أما طبق المحمصة فتؤكد بشأنه السيدة حنيفة، أنه من أهم الأكلات التقليدية التي عوّدت أبناءها على أكلها، والتي لا يُستغنى عنها في فصل البرد. ويحضَّر بطهي كمية كبيرة من الحمص والجلبانة والخردل في مرق، ثم يُطهى العيش على البخار لمرات عديدة حتى يصبح طريا، ويُسقى بعدها بالمرق، وهي أكلة تقليدية غنية بالفيتامينات، خاصة أنها تُطهى بزيت الزيتون.وهناك عائلات أخرى تفضّل أطباقا مغايرة، كالمقرطفة والمحاجب خاصة هذه الأخيرة رغم غلاء ثمن المكوّن الرئيس لها، وهو البصل، والذي يرتفع ثمنه بمجرد سقوط أول حبة للثلج، إلا أن هذا لا يمنع محبيها من تحضيرها، حيث تجتمع ربة البيت ببناتها ويقمن بقص البصل والدموع تنهمر من عيونهن، ورائحة الشحم قد بدأت تغشى المكان منبعثة من طاجين المعدن لطهي المحاجب، التي تلتم العائلة حول مائدتها في جو عائلي فريد، يتكرر كل شتاء بعد أن فرضت الثلوج نوعا من حظر التجوال على المواطنين.هكذا هي المائدة القسنطينية خلال الموسم الشتوي؛ أطباق شعبية تقليدية تعبق أجواء المنازل، لتلتف حولها الأسر وتحميها من برد الشتاء، وتحمي ميزانية الأسر كذلك من الغلاء الذي يضرب سوق الخضر، حيث إن المواد الأساسية لتحضير تلك الأطباق كثيرا ما تقتصر على الدقيق والفلفل الحار وزيت الزيتون، وكلها مواد متوفرة كذخيرة في كل بيت تقريبا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)