الجزائر - A la une

عام 2014 لم يكن رحيما على أهالي القصبة



عام 2014 لم يكن رحيما على أهالي القصبة
بريكولاج وترميم سطحي لأهم معالم العاصمة


تعيش، المئات من العائلات القاطنة بأعالي القصبة، ذعرا وهلعا كبيرين، في وقت تنتظر الضوء الأخضر أو إشارة ترحيلها في أقرب وقت ممكن، وذلك أمام تواجد 561 بناية مصنفة في الخانة الحمراء، جلها ببلدية القصبة العتيقة، تقتضي التهديم الفوري حسب ما أوردته المعاينة الأخيرة للخبرة التقنية، بعد زلزال الفاتح من أوت من السنة الماضية الذي هز منطقة بولوغين بالعاصمة وما جاورها، في حين يؤكد، رشيد ايباديون رئيس بلدية القصبة أن مصالحه تحصي حوالي 110 دويرة متضررة، منهم من تم ترحيلهم ويمكن للعدد أن يرتفع، ما يتطلب حسبه الإسراع في اتخاذ الإجراءات
اللازمة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
أدرجت القصبة ضمن سجل التراث العالمي من طرف منظمة اليونيسكو، بناها العثمانيون في القرن 16 ميلادي، وهي مقر السلطان، اختير مقر تواجدها لتطل على البحر الأبيض المتوسط، لتكون قاعدة عسكرية مهمتها الدفاع عن القطر الجزائري كله، بنيت على طراز تركي عثماني تشبه المتاهة في تداخل أزقتها، بحيث لا يستطيع الغريب الخروج منها لوحده لوجود أزقة كثيرة مقطوعة تنتهي بأبواب المنازل، أشهرها "زنيقة العرايس" و"زنيقة مراد نزيم بك "، وفيها عدة عيون مشهورة كالعين المالحة في باب جديد وبئر دباح في قلب القصبة وزوج عيون في أسفلها، وقد تم هدم جزء منها بعد
الاحتلال الفرنسي عام 1830، أرادها الداي حسين أن تكون قلعة حقيقية، كما تضم العديد من القصور أهمّها قصر خداوج العمياء، الرياس، وقصر الداي، بالإضافة إلى الجامع الكبير، والجامع الصغير وجامع كتشاوة، فقدت الكثير من السياح الذين هجروها لأسباب متعددة، أهمها غياب التأطير في هذا المجال والانهيارات التي لحقت بها، بالإضافة إلى الأوساخ التي باتت تطبع أزقتها ومداخلها.. ولعل أهم ما يلحظه الزائر للمدينة هي الركائز الخشبية التي أضيفت على أسقفها وأساساتها كبديل لحمايتها، وهو ما وصف من طرف السكان وبعض المهتمين بالمجال ب"البريكولاج" الذي لا
يمكن له أن يقاوم قساوة الطبيعة التي تركت آثارا ظاهرة على قصبة العاصمة، التي ظلت تنتظر التفاتة السلطات، غير أن توقف المبادرات عند أول نقطة لها حال دون تطبيق مخطط حماية أهم معلم بالوطن.
والتقت، وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، في لقاء جمعها مؤخرا بالسفير التركي لدى الجزائر عدنان كتشيتشي ووالي العاصمة، تمحور حول "آليات التنفيذ المشترك" للترميم- وأكدت أن هذه اللجنة ذات الصفة "الأكاديمية والنظرية" ستجمع وزارة الثقافة وولاية الجزائر عن الطرف الجزائري ووزارة الثقافة وربما ممثل عن ولاية اسطنبول عن الطرف التركي، لينطلق بعدها تنفيذ عمليات الترميم عن طريق وضع ورقة عمل فيما يخص ترميم القصبة، تنفيذا للمخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ للقصبة الذي صادقت عليه الحكومة في 2012، باعتباره "المرجع"، مضيفة أن عمليات
الترميم المعني بها السلطات العمومية والمجتمع المدني والشركات الخاصة والسكان، بالإضافة للخبرات الأجنبية، ما سيسمح بتبادل التجارب والمهارات، لاسيما وأن الحكومة كانت قد خصصت مبلغ 92 مليار دج ستدفع على مراحل على مدار عشر سنوات وقد استلمت وزارة الثقافة دفعة أولية بقيمة 24 مليار دج".
وشدد والي العاصمة من جهته على "أهمية إعادة بعث مشروع تهيئة القصبة نظرا لتراثها ووزنها التاريخي الثوري" منوها ب "ضرورة وجود اتفاق مع الأتراك لإيجاد ورشة مدروسة بهدف التكوين حتى تستفيد منه الجامعات .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)