الجزائر - A la une

المقابر المسيحية بالورود ومقابر المسلمين مفارغ للنفايات بوهران


المقابر المسيحية بالورود ومقابر المسلمين مفارغ للنفايات بوهران
تشهد العديد من المقابر بولاية وهران، وضعية كارثية بفعل الإهمال الذي طالها من طرف السلطات المحلية، وهو ما حول الكثير منها إلى مفارغ للنفايات أو مراع للحيوانات في انتهاك صارخ لحرمة الموتى، إضافة إلى عوامل الطبيعة التي تسببت في انجراف واختفاء العديد من مقابر المسلمين.وقد دفعت هذه الوضعية متطوعين وجمعيات خيرية للاضطلاع بمهمة تنظيف العديد من المقابر في تراب الولاية، وتسييجها. وتعد مقبرة المسلمين بحي الحمري العتيق مقابل المجموعة الإقليمية للدرك الوطني والمعروفة بمقبرة "الملح" أكثر المقابر التي تتعرض فيها حرمة الموتى للانتهاكات، حيث تتراكم النفايات والقاذورات في أجزاء منها، فيما تجول الحيوانات الضالة فيها وتعبث بقبور المسلمين، بعد أن انهارت أجزاء من السور المحيط بها، كما أنها أصبحت ملاذا للمتشردين ومنحرفين ينصبون بالقرب منها جلسات سكر ومخدرات. وقد أعرب سكان من الحمري عن امتعاضهم الشديد ووجهوا أصابع الاتهام إلى مصالح البلدية التي أهملت المقبرة ولم تكلف نفسها عناء تنظيفها أو تهيئتها، كما كشفوا أنها منذ عدة سنوات بدون حارس رغم أن هناك شباب بطال مستعد للقيام بهكذا عمل، وصرح سكان أنه لو لا تطوعهم عدة مرات وقيامهم بتنظيفها لغمرتها النفايات والقاذورات. من جهة أخرى، قارن السكان مقبرة المسلمين بمقبرة النصارى، حيث استدلوا على الكارثة بالعناية والاهتمام الكبير بمقبرة النصارى بالحي، حيث هناك حارس دائم مخصص لها وسور محيط بها وتهيئة وعمليات تنظيف متواصلة وتحيط قبور المسيحيين المدفونين فيها الورود والنباتات الخضراء، بينما غمرت النفايات والقاذورات مقابر المسلمين. ومن أشهر المقابر المسيحية بوهران "مقبرة الأمريكان" الواقعة بحي فلاوسن "البركي سابقا"، حيث تظهر للعيان من بعيد وكأنها حديقة بفعل انتظامها وتزيينها بتجديد طلائها وحراستها والعناية بها، بينما بدا الإهمال بأكبر مقبرة بعاصمة الغرب وهي مقبرة "عين البيضاء" التي وقفنا فيها على تدهور الكثير من قبورها وتحطم الكراسي المخصصة فيها للزوار، إضافة إلى القاذورات والنفايات. ولا تختلف وضعية المقبرة اليهودية بدار الحياة عن وضعية المقابر المسيحية نظرا إلى ما يعطى لها من اهتمام، فيما تتعرض حرمة موتى المسلمين للانتهاك. وكشف منتخب من بلدية وهران الكبرى عن أن المشكل كان محل نقاش في إحدى دورات المجلس الشعبي البلدي، وأضاف أنه تم تخصيص غلاف مالي قدره 5 ملايير سنتيم لتهيئة المقابر لكن لم يظهر أي شيء من ذلك. وخارج مدينة وهران، فإن أغلب المقابر بدون سور أو سياج يحميها مما يجعلها عرضة لانتهاكها، مثلما حدث مرة بمقبرة بلدية طافراوي جنوب الولاية، حيث قامت ذئاب بنبش قبر أحد الموتى المدفون مؤخرا، إضافة إلى اكتشاف في المقبرة نفسها مولودا حديث الولادة متوفيا مدفونا فيها. ولازالت أغلب مقابر المسلمين بدون حراس، رغم أن البلديات بإمكانها أن توظف شبابا بطالا يتكفلون بالمهمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)