الجزائر - A la une

الخمر تزحف على الأبواب... آن الأوان أن يصدر القرار


الخمر تزحف على الأبواب... آن الأوان أن يصدر القرار
بغابة سن الباءأحوال الجزائريات والجزائريين لا تبعث على الارتياح ، مادام أن القيم قد أصبحت في خبر كان، وأن الموازين قد انقلبت ولم يبق من الإسلام إلا اسمه، فلا نحن تحضرنا كالأمم المتحضرة، ووضعنا كل شيء في مكانه، ولا نحن اتبعنا ديننا فأصبحنا لا لهؤلاء ولا لهؤلاء. وأصبحنا كجزء من الأمة العربية بمسلميها ومسيحييها عنوان كبير للنزاعات والمؤامرات والحروب والتخلف...هذا هو حالنا مع كل الأسف بصفة عامة .أما عن الظواهر المشينة والمسيئة للدين والمجتمع، والتي أصبحت من يومياتنا ، فهي ظاهرة أن البلاد أصبحت عبارة عن مخمرة عمومية، أو فضاء واسع ليس له حدود ، إلا لقارورات الخمر. هذه الظاهرة التي تتزايد يوما بعد يوم، دون اكتراث أحد ، والسبب هو غياب التنظيم في أي عمل أو تجارة مهما كانت، عكس ما شهدته فترتي الستينيات والسبعينيات وحتى بداية الثمانينيات ، كما كان آباؤنا يحكوا لنا، حيث كانت هناك حانات خاضعة للرقابة، وأماكنها معروفة، حتى أن شوارعها لا يرتادها إلا من يشرب الخمر، وفي نفس الوقت ، كانت هذه الفئة تستحي أن ترتاد الشوارع الأخرى، ولا وجود لقارورات الخمر، لا في الشوارع، ولا في الغابات ، حيث كانت المدن نظيفة ، وكل شيئ في مكانه ، لأنه كان هناك تنظيم، فأي شيئ في هذه الحياة لا يخضع للتنظيم يكون مآله الفوضى، ما يتبعها من مشاكل عويصة ، تمس بالمجتمع.وما دامت الجزائر لا تستطيع الاستغناء عن تصدير واستيراد الخمور، لأنها تحتاج إلا قرار سياسي شجاع ، يتم بموجبه منع الإنتاج والاستيراد ، وتعويض عائداتهما بعائدات من نشاط فلاحي آخر، ومادام المشرّعون عاجزون عن فرض قانون يمنع المتاجرة، أو الاستيراد والتصدير، فحري بالمصالح المعنية ، إعادة فتح الحانات وتحديد أماكنها، لكي تتم مراقبتها، والسيطرة عليها، واحتوائها عند الضرورة.هاهي النتيجة، ماذا استفدنا من منع فتح الحانات ؟؟ أصبحت البلاد كلها حانة كبيرة، والشعب مرغم على التجول فيها، وليس بيده حيلة لمحاربة هذه الآفة الخطيرة المحرمة شرعا ، والمنهي عنها صحيا من طرف علماء الصحة.حقيقة، لقد سئمنا من وجود قارورات الخمر في كل فضاء غابي، وأصبحت العائلات تستحي حتى التجول في الغابة، وتصاب بالحرج عند ما يتساءل الأطفال الصغار، عن هذه الأشياء... ، ولم يقتصر الأمر على الفضاءات ، بل امتد حتى جنبات الطرقات ، وأخيرا كانت المفاجأة ، أنني وجدت تلك القارورات في الشوارع الرئيسة للمدينة، وغير بعيدة عن المساجد ! وقد يأتي يوم ليس بالبعيد ، يجد كل مواطن نصيبه من قارورات الخمر أمام بابه ...قد يتفاجأ الكثير، من وجهة نظري لهذا الظاهرة، لكن ليس هناك حل ، إلا المنع التام من المتاجرة والاستيراد ، وإما تنظيم هذه الظاهرة ، لكي لا تصبح جزءا من حياتنا ، وتقض مضاجع أفراد المجتمع.لذلك آن الأوان ليصدر القرار من الجهات المعنية حتى يوضع حد لهذه الظواهر المسيئة للدين، وللمجتمع ، والمحيط والطبيعة.الصور من صفحات التواصل الإجتماعي لغابة سن الباءمخلفات الخمور بغابة سن الباء


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)