المحلل السياسي، الدكتور محمد دخوش ل"البلاد" ما حصل في اليمن انقلاب أبيض.. والحوثي لن يحكم

استبعد الدكتور في العلوم السياسية، محمد دخوش أن يحكم زعيم جماعة "أنصار الله" عبد المالك الحوثي الفترة المؤقتة في اليمن، مشيرا إلى أن الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي أرغم على إنهاء مهامه الرئاسية معتبرا ما حصل انقلابا "بأتم معنى الكلمة". وأشار المتحدث في الحوار الذي جمعه ب"البلاد"، إلى أن تولي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود مهامه من شأنه الدفع بالتفاؤل في أخذ الشأن اليمني منحى جديدا.حاورته/ فاطمة حمدي- ما هو المسار الذي ستتبعه جماعة الحوثي خلال المرحلة المقبلة، وهل يمكن وصف الحاصل حاليا بالانقلاب؟نعم، ما حصل في اليمن هو انقلاب كامل مكتمل الأركان كيف لجماعة مسلحة أن تقتحم مقر رئاسة الجمهورية وتحاصر منزلي رئيسي الجمهورية والحكومة وكذا مواقع أهم الوحدات العسكرية في العاصمة، من أجل تحييدها وتعطيل دورها في الدفاع عن الشرعية، ما حصل هو انقلاب والحوثيين دفعتهم نشوة النصر السريع إلى تجاوز حدودهم في بلد غني ومتشبع بالنزعة الطائفية والقبلية.- منطق الدولة أنها هي الوحيدة التي تحتكر استخدام أدوات العنف المادي إما أن تقوم جماعة خارجة عن سيطرة الدولة بفرض سيطرتها على العاصمة فنحن أمام دولة فاشلة بأتم معنى الكلمة لأنها لا تملك القدرة لفرض سيطرتها على إقليمها الترابي. إذن هل يمكن الحديث عن إقالة هنا؟عمليا، استقالته جاءت نتيجة الضغط الممارس عليه من طرف الحوثيين وفرضهم عليه تعيين رجل منهم في مناصب نوعية في الدولة كما أن الحوثيين قد تمادوا في الحط من القيمة الرمزية والاعتبارية لمؤسسات الدولة اليمنية، وذلك عبر محاصرة قصور الحكم واعتقال مسؤولين كبار في الدولة وحتى نكون منصفين فلا نحمل الرئيس هادي المسؤولية كاملة على ما حدث، لأن العديد من كبار قادة الجيش اليمني تساهلوا مع الزحف الحوثي ولم يواجهوه بالحزم المطلوب بإيعاز من الرئيس السابق صالح الذي جاءته الفرصة للانتقام من هادي وحكومة ما بعد الثورة، كما يتحمل مجلس التعاون الخليجي المسؤولية على الفوضى الناتجة عن تهاونه في مساعدة اليمن وترك الساحة مفتوحة أمام لاعبين آخرين.- ماهي، توقعاتك للمستقبل القريب اليمني في المجال السياسي بعد تقديم الرئيس لاستقالته في هذا الوضع الحرج بالذات؟اليمن الآن تعيش حالة الفراغ والبرلمان يجتمع، لمناقشة قضية استقالة الرئيس وأعتقد أن استقالة هادي هي مناورة ذكية منه لأنه يدرك عجز الحوثيين ومعهم صالح عن إيجاد بديل شرعي يحظى بالقبول الدولي والإقليمي ويجمع عليه المكونات الاجتماعية للشعب اليمني وعليه هو يستعمل ورقة الفراغ السياسي للضغط عليهم وإحراجهم أمام المجتمع الدولي، كما أن الجنوب اليمني يعيش حالة غليان وارتفاع في المطالب الانفصالية، استقالة أو إقالة هادي تزيد من تأجيج الوضع في الجنوب بشكل يهدد الوحدة الوطنية لليمن.- هناك تفاؤل يمني بعد تولي ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز ليدفع بالوضع في اليمن إلى اتجاه جديد، ماهو رأيك؟تفاؤل مشروع جدا لأن استقرار اليمن ووجود سلطة تتمتع بالشرعية والقبول الطوعي للمواطنين لها القدرة على ضبط الحدود، هي مصلحة سعودية عليا، كما هي مطلب يمني ضروري ومستعجل ولنذكر أن انشغال السعودية بمصر وما فيها ترك الباب مفتوحا أمام إيران لتوسيع نفوذها في اليمن عبر أدواتها هناك وهم الحوثيين وهو ما جعل اليمن تتحول لمحطة استقطاب وتجاذب إقليمي وكان للتمدد والتوسع الحوثي وتركيز جهودهم للسيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يعتبر مفتاح البحر الأحمر كان له أثرا كبيرا في إثارة الفزع السعودي من التمدد الإيراني على حدودها الجنوبية وما سيدفعها لإعادة تفعيل نفوذها في اليمن لدرئ الخطر القادم من هناك.- هل يمكن الحديث عن تولي عبد المالك الحوثي رئاسة اليمن المؤقتة؟في اعتقادي هذا أمر مستبعد جدا لأنه يجعلهم "الحوثيين" في الواجهة ويخسرون كثيرا. كان الاتفاق بين الحوثيين والرئيس هادي أن يتم تعيين نائب للرئيس اليمني يكون منتميا للجماعة ويتم تسليمه عمليا كل صلاحيات الرئيس وتدعمه القوات المسلحة التابعة لميليشيا الحوثي على أرض الميدان ومن ثم إعادة تشكيل الواقع اليمني على أساس القرب من طهران.