ندوة فكرية بجامعة الآداب و اللغات الحية بوهران

احتضنت أمس قاعة الملتقيات بجامعة الآداب و اللغات الحية لقاء أدبيا حول الكاتب والفيلسوف "ايمانويل روبلس" حيث عرض البروفيسور "غي دوغاس " المختص في الشؤون العربية وأقليات إفريقيا الشمالية لحياة الكاتب من خلال منشوراته وأعاد رسم مشواره الأدبي الحافل من خلال ما نشره و قدمه من مجلات إلى دور النشر التي تعامل معها الكاتب بالإضافة إلى رواياته الشهيرة ومقالاته التي كان ينشرها بالصحف الفرنسية و أشار الأستاذ "دوغاس" على أن "روبلس" يعد من احد المؤسسين للأدب الجزائري بلغة فولتير .كما تطرق الأستاذ المحاضر إلى مسار "روبلس" إلى فترة بداية الخمسينات أين كتب مجموعته الشهيرة "ميديتراني " المتوسط حيث جمعته رابطة القلم بالكتاب الجزائريين المشهورين على غرار مولود فرعون ، كاتب ياسين ، ألبير كامي ، محمد ديب، و الطاهر جاووت .. كما اشتغل "روبلس " كمترجم و مراسل حرب وأسس مجلة "فورج"و أشار المتحدث خلال مداخلته إلى وجود العديد من أبحاث و التي أضحت موضوعا و مرجعا للدراسات النقدية الأدبية و حتى التاريخية و أشار إلى أن الكاتب ترك رصيدا مهما من الروايات التي تجاوز عددها العشرون منها "هضبة الجنة " عام 1941 و استلهم من خلال أعماله الأدبية العديد المسرحيات و الأفلام السينمائية على غرار فيلم "العندليب القبائلي" المنتج عام 1962م الذي عرض في الشق الثاني للقاء و الذي يحكي عن رجل مسن بسيط وشاعر يدعى حي الدين آيت قاسي يعيش بجبال القبائل ويأتي إليه ضابط فرنسي ليستمع إلى أشعاره و يذكر له الضابط أن للشعر الهام غير محدود و الإبداع يذهب مباشرة إلى القلب و في غداة ذلك يأتي قريبه المجاهد ليصطحب الشيخ إلى مجموعة المجاهدين المتواجدين بالجبال أين يحكمون عليه بالموت بسبب الخيانة و يتركون له آخر أمنية ،فيشرع في إلقاء الشعر مرة آخرى على مسامعهم فيتأثرون به، فيطلقون سراحه لكن وسط إطلاق مكثف للنار يصاب الشيخ دون معرفة المصدر و ينتهي الفيلم بهذه المأساة حيث فتح بعد ذلك باب النقاش أمام الطلبة و الأساتذة و المختصين الذين حضروا هذه الندوة و تعرض العرض للنقد و أشار الأستاذ " غي دوغاس" على أنه يقصد من خلال عرض لحياة روبلس هو الكشف عن ما يكتنزه هذا الكاتب من رصيد ثقافي علمي أدبي و كذا لحبه الكبير لبلده الأم الجزائر و تعلقه بوطنه و الذي كان يزوره باستمرار إلى أن وافته المنية في فبراير لعام 1995 م و تتواصل الدراسات الأكاديمية الأدبية حول ما تركه "روبلس" من أعمال أدبية و فلسفية .