الجزائر - A la une

"فضيحة" إهمال وراء وفاة "أمّ ورضيع" في غرداية


ثارت حالة من الغضب الشديد في غرداية، الأحد، بعد كشف النقاب عن "فضيحة" إهمال طبي وراء وفاة "أم ورضيع" قبل ستة أيام، ودعا الوالد والزوج المكلوم "قاسم بن إبراهيم بن زكري"، إلى فتح تحقيق في واقعة حدثت في "أجواء غريبة ودراماتكية"، مثلما دعا "عبد المالك بوضياف" وزير الصحة إلى التدخل في قضية تعيد مجددا ملف المنظومة الاستشفائية المريضة في الجزائر.في رسالة وقّعها "قاسم بن إبراهيم بن زكري"، ورفعها إلى وزير الصحة، والي غرداية، وكذا وكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء غرداية، ذكر المعني إنّه فُجع بدفن زوجته الراحلة "نعيمة موسى واعلي"، وكذا رضيعه الملاك "إبراهيم"، وركّز "بن زكري" على أنّ زوجته ماتت بعد أن وضعت المولود بتاريخ الاثنين العاشر نوفمبر الجاري، في ظروف صحية مزرية بمستشفى المتخصص بالولادة المسمى بحسبه (مجازا) "مركب الطفولة والأمومة الدكتور الشهيد قضي بكير غرداية".الرسالة التي حصل عليه "الشروق أون لاين"، أوضح "بن زكري" إنّه فوجئ في المستشفى المذكور بصنوف مما نعتها "فصول في البريكولاج والإرتجال"، فبعدما اعتقد إنّ زوجته كانت ستضع مولودها الخامس بطريقة طبيعية على منوال ولاداتها السابقة، جرى إجراء عملية قيصرية لها، بحجة استحالة الولادة بالطريقة العادية، مع أنّ الملف الطبي الذي تابعه بدقة من يوم الحمل، أكّد إنّ الولادة ستكون طبيعية، استنادا إلى وضعية الجنين وصحة الأم.وأسهب "بن زكري":"أدخلوا زوجتي غرفة العمليات في الطابق الأول، وقيل لي إنّ الجنين ليس على ما يرام، أما حال الأم فهي حسنة، حتى جاء أحد الأطباء وقال لي نحتاج إلى كمية من الدم زمرة (A )، عليك بالبحث عن متبرعين، فهل يعقل أن يطلب من المواطن البحث والجري في الشوارع عن قطرة دم ينقذ بها مريضه وفي وقت لا يسمح؟".وتابع المتحدث:"بعد نحو ست ساعات، ذكرت لي إحدى الطبيبات إنّ حالة زوجتي مستقرة، ويبقى أمر الجنين فهو في حالة غير مستقرة، وبعدما غبت لفترة وأحضرت معي شخص يحمل الزمرة المطلوبة، لم أجد أي أحد أسأله، قبل أن تستدعني الطبيبة المتخصصة، وأخبرتني إنّها بعد إجراء العملية الأولى، اكتشفت أنّ الجنين كان خارج الكيس الذي تقطّع، فكيف تقطّع الكيس؟.حينها، ذكرت الطبيبة إياها:"لما وجدت الكيس متمزق، قررتُ إخراج الجنين وإنقاذ حياة الأم، وفعلتُ ذلك، وبعد عملية خياطة الجرح، وجدت ضغط دمها فوجدتُه مرتفعا، لذا قررت إعادة فتح البطن .... فوجدتُ نزيفا داخليا حادا، فلم أجد بعد استشارة الطاقم الطبي، إلاّ اللجوء لاستئصال الرحم".وروى "بن زكري" في رسالته على لسان الطبيبة المذكورة:"قمتُ بعملية الخياطة للمرة الثانية و راقبت المريضة فوجدت حالتها مستقرة، حيث عاد الضغط إلى وضعية طبيعية".وقتها، ابتهج المعني، وانتقل إلى قسم الأطفال في مستشفى الشهيد الدكتور "إبراهيم تيريشين" لمعاينة الرضيع، هناك صُدم حين أكّد له أحد الممرضين إنّ حالته لا تبشر بخير جرّاء التعب الذي تعرض له أثناء التوليد".وبين الرضيع والزوجة، انشطر "بن زكري" بين الزمن والآلام والخوف من المجهول، ولدى رجوعه إلى مركب الأمومة ليطمئن على "أم العيال"، قابلته ممرضة لتخبره:"أنت أيها الأخ.. حالة زوجتك حرجة نحتاج كمية إضافية من الدم أسرع" (...)، فهل يُعقل مركب أمومة والطفولة لا يملك بنك للدم... وهو المتخصص في التوليد.... مستشفى متخصص بالأمومة.ومع ذلك، سابق "بن زكري" الزمن، وأحضر متبرعين اثنين، لكنه تفاجأ مجددا برفض أحد الممرضين أي تبرّع بدعوى "لم نتلق بعد أي طلب من المركب بخصوص هذا"، .."وبعد 40 دقيقة من الانتظار والمفاوضات وصلت سيارة الإسعاف من مركب الأمومة لأخذ الدم، مع أنّ زمن التنقل بين مركب الأمومة ومشفى تيرشين لا يتعدى 10 دقائق في الحالات العادية، فما بالكم بالتنقل بسيارة الإسعاف".وكانت النهاية، حينما صُعق "بن زكري" بأحد أعضاء طاقم العمليات يخبره:" لا داع، فأمّ عيالك انتقلت إلى رحمة الله"، قبل أن يلتحق بها الرضيع ساعات من بعد، وعليه يتساءل المكلوم:"كيف تحولت عملية ولادة طبيعية ناجحة بحسب كل المؤشرات والتقارير الطبية، إلى موت حقيقي؟".وإذ أبدى "بن زكري" يقينه بأنّ ما حصل هو "إفراز للتسيّب والارتجال، بل والمجازفة بحياة الجزائريات"، فإنّه رفع صوته عاليا، مطالبا بفتح تحقيق فوري حول أسباب وملابسات مأساة راحت عائلته ضحية لها، وحتى لا تكون عائلات أخرى عرضة لها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)