الجزائر - A la une

المجاهد مزياني عبد القادر يكشف عن حقائق مثيرة للثورة بتيارت



المجاهد مزياني عبد القادر يكشف عن حقائق مثيرة للثورة بتيارت
****قال لي فرحات عباس أحداث 8ماي وقعت بسطيف و الحركة الوطنية الفعلية انطلقت من فرندةكشف , المجاهد مزياني عبد القادر , لجريدة الجمهورية عن حقائق جد مثيرة حصلت بمنطقته خلال الثورة التحريرية . إذ يعد من أبرز قادة الثورة التحريرية بالولاية الخامسة . كان رفقة عدد كبير من أبرز المجاهدين منهم من يزال على قيد الحياة و آخرين لقوا ربهم بعد نضال مسلح دام لعدة سنوات منذ التحاقهم بإخوانهم المجاهدين بالجبال بعد نداء الثورة التحريرية عبر وسائلها الخاصة رغم حصار المستعمر الفرنسي المفروض على الشعب . بحيث زاول دراسته الإبتدائية لدى أحد المدارس التي كان يديرها مستوطنون فرنسيون بحيث كانت علاقته تسوء ما بين التلميذ و المعلم لأن المعلم أدرك الروح الوطنية التي تشع من وجه السي عبد القادر . بحيث كانت تحركاته و كلامه يوحي بمساندته للمجاهدين مما دفع بالمعلم لسبه و محاولة طرده من القسم بشكل نهائي و هو الأمر الذي دفع بالشاب الصغير أنذاك إلى الإلتحاق بالكشافة الإسلامية الجزائرية التي ربته على حب الوطن و نبذ المستعمر الفرنسي . و قبل ذلك إنتقم الشاب الصغير مزياني عبد القادر من المعلم و أبرحه ضربا لحبه و غيرته على وطنه العزيز . ليلتحق بالعمل المسلح إنطلاقا من جبال دائرة فرندة . الجمهورية : لنا شرف كبير سيدي أن نجري معك هذا اللقاء الهام و عن مسيرة حياتك كمجاهد ؟ مزياني عبد القادر :أشكركم جزيلا على هذا اللقاء الهام بالنسبة لي و لكم أيضا , كون أنني سأدون عبر جريدتكم الكثير من الحقائق التي وقعت إبان الثورة التحريرية لم يكشف عنها من قبل و سأعرض لكم العديد من الصور عبر اللقاءات التي سنجريها ابتداء من اليوم و عبر أسابيع لتدوين بعض الحقائق التي لا يعلمها الشعب الجزائري إلى غاية اليوم و هي تعتبر بالمفخرة للجزائريين بصفة عامة قبل أن تكون مفخرة لمواطني ولاية تيارت التي أنجبت في حد ذاتها العديد من الأبطال على غرار قايد أحمد و هو بطل قومي بالجزائر و بتيارت أيضا و غيرهم من أبطال الثورة التحريرية و من بين الأبطال الذين رفعوا شعار الثورة من ولاية تيارت و خاصة من مدينة فرندة هم كل من الأخ المجاهد فرحات عباس و الأخ فرنسيس أحمد و كذا المجاهد قايد أحمد و السيد بوتان قادة . إذ يعتبرون من بين الرجال الذي عملوا على تكويننا و خاصة بالكشافة الإسلامية التي تلقينا بها دروسا عن الوطنية . بحيث كانت مدينة فرندة معقلا للحركة الوطنية الفعلية قبل مدينة تيارت في نبذ المستعمر الفرنسي و محاربته و ترسيخ مبادئ و قيم الشعب الجزائري الذي بقي يحافظ عليها لغاية اليوم من عروبة و إسلام و كذا بتقاليده المتنوعة من منطقة لأخرى . بحيث قال السيد فرحات عباس لي كلمته الشهيرة أن أحداث ماي 45 وقعت بمدينة سطيف و لكن الحركة الوطنية الفعلية إنطلقت من مدينة فرندة . و لأكبر دليل على ذلك أن أول مدرسة تم بناؤها من قبل المناضلين بمدينة فرندة و كان أستاذنا المدعو سي الطيب ينحدر من ولاية سيدي بلعباس , علما أنني تربيت بعائلة لا بأس بها كون أن والدي كان فلاحا كبيرا و ذاو ثقافة واسعة و هو عالم و حافظ للقرآن الكريم لإعتداله حتى أصبح القاضي الأول للشعب في حال وجود منازعات دون اللجوء إلى القضاء الفرنسي الذي كان يقسو على الجزائريين و يجنبهم ذلك الأمر . و من ذلك الوقت أطلق عليه الشعب بما يعرف بقاضي لعراش . الجمهورية : يمكن أن نقول سيدي أن بعد المدرسة الفرنسية تلقيت تكوينا بالكشافة و المدرسة الثورية ؟ مزياني عبد القادر : نعم , لقد تكونا بالمدرسة الفرنسية ثم انتقلنا إلى الكشافة الإسلامية ثم بعدها إلى المدرسة الثورية التي تم بناؤها كما قلنا من قبل المناضلين بدينارين و ثلاثة دنانير لمن توفرت له الأموال في ذاك الوقت . بحيث استفدت كثيرا من حنكة الكبار في السن و كذا تعلقي بالكشافة التي لعبت الدور الأكبر في تحرير هذا الوطن . و للعودة إلى حكاية المدرسة الخاصة بي , بحيث كان يديرها المدير ( بولفروا ) و كان قبله المدير الأسبق المدعو ( روني ) و هي مدرسة فرنسية . ساءت علاقتي مع المدير الجديد بولفروا بحكم كرهه للعرب لمحني بساحة المدرسة رفقة زميلي السيد لعراس الجيلالي نتحدث عن الكشافة و المدرسة الثورية. و كل ما أتذكره تم استدراجي من قبل المدير الجديد بامتحان شهادة التعليم الإبتدائي بعدما كنت بالقسم رفقة زملائي و كذا المعلم المدعو ( تومي أونري ) الذي كانت تجمعني معه صداقة حميمية و كنت ألعب معه رياضة كرة السلة . بحيث قام المدير بمحاولة إذلالي أمام أصدقائي بالقسم المختلط بين التلاميذ العرب و الفرنسيين و طلب مني نزع سروالي أمامهم , بحيث كان عمري أنذاك 12 سنة تقريبا و كنت أتمتع ببنية جسدية قوية فحاول المدير الإمساك بي بين صفوف القسم و ضربني بركلة و وجه إلي العديد من اللكمات . لكن إحتراما له بصفته مدير لم أرد , لكن بعد إصراره على إذلالي أمام التلميذات الفرنسيات قمت بتوجيه له لكمة أوقعته تحت سلالم القسم بعد محاولتي رد اللكمات خارجه . فقام المدير فيما بعد بطردي من المدرسة و وجه تعليمات للمعلم تومي . كان ذلك يوم أربعاء , حيث أرسل المعلم لي للحضور إلى منزله بعد تكليفه للتلميذ المدعو قاضي أحمد و قال لي أنه وجب عليه تنفيذ أوامر المدير و طلب مني استدعاء والدي و ملاقاة رئيس البلدية المدعو ( لافي تشار ) للتوسط لإعادتي إلى قسم و هو ما تحقق فعلا كون أن ابنة رئيس البلدية كانت تدرس رفقتي بنفس القسم و كانت على علم بكل شئ و لم تمر إلا سنوات قليلة حتى وصلت الثورة إلى ولاية تيارت بعد انطلاقها من سنة 1954 . بحيث كنت من بين الشباب الذين ينتظرون الثورة و هو ما تحقق فعليا . كان المجاهد قايد أحمد من بين الأشخاص بوحدات جيش التحرير الوطني بالنسبة للغرب الجزائري . و تم إعطاء توصيات لكل من المجاهد قايد أحمد و المجاهد لحسن بن نعوم من مدينة تغنيف بولاية معسكر للإتصال بنا . بحيث كان السيد لحسن من بين أصغر إطارات الثورة و هو من إلتقى بمفجري الثورة بمدينة تلاغ, و خوفا من وقوعه بين أيدي المستعمر الفرنسي الذي جند وحدات كبيرة لمنع وصول مفجري الثورة للولاية هرب قايد أحمد إلى مدينة فرندة عند صهره . الجمهورية : في أي وقت وصلت الثورة و كيف أعددتم لها ؟ مزياني عبد القادر : بعد فرار السيد قايد أحمد إلى مدينة فرندة لدى صهره إلتقينا بمنطقة إسمها أولاد الغربال . فأمرني المجاهد قايد أحمد بجمع الأسلحة النارية الخاصة بالصيد التي كان يمتلكها المواطنون الجزائريون و كان عمري أنذاك حوالي 18 سنة تقريبا علما أن المجاهد قايد أحمد و منظم الثورة بتيارت كان قد إستدعى عدة أسماء بارزة بالثورة بالمنطقة من بينهم الشيخ الطيب و المجاهد خلفة سليمان و المجاهد قدور بن عيادة و المجاهدة العالية خليفي و المجاهد بن عنان و بن مولاي قريب والدتي . و قام بإخبارنا أن الثورة قد وصلت إلى ولاية تيارت . و أمرنا أنذاك بتشكيل الخلية و التي تعمل على جمع البنادق قبل أن يتفطن المستعمر. و هي المسؤولية التي لم يتقبلها المجاهدون الذين كانوا حاضرين بحكم تخوفهم من الأمر و ردة فعل أصحابها و تخوفهم من عقوبات المستعمر الفرنسي . لكن تدخل المدعو بن مولاي جعله يكلفني بهذه المهمة الصعبة و هو ما أجمع عليه المجاهد قايد أحمد لكن تخوفه من ردة فعل المجاهدين كبار السن جعله يختبرهم بسبب صغر سني و نبذي من المجموعة . لكنني قبلت بالمهمة و قمت بتنصيب الخلية الأولى و عينت على رأسها المجاهد عباس بوطويقة و محمد بولسوار و هي الخلية الغربية و كلهم استشهدوا . أما الخلية الثانية فكان على رأسها سي بلحرش و سي المهدي و هو شقيق العربي بلخير الذي شغل منصب جنرال بالجيش الجزائري بعد الاستقلال و قمت بتدعيمهم بمرسلي ولد لطرش و هي الخلية الشرقية أما الخلية الشمالية فقد قمت بتنصيب مجاهدين بها لتنظيم الثورة و جمع السلاح بالدرجة الأولى . الجمهورية : هل نجحتم بجمع الأسلحة خلال تلك الفترة ؟ مزياني عبد القادر : بالطبع نجحنا لكن الأسلحة التي جمعناها كانت قليلة بسبب تفطن المستعمر و طلبه من الفلاحين المالكين بتقديمها لأقرب نقطة أمن تابعة لها من مقرات للدرك و ما شابهها و تسجيل أسمائهم . كون أننا نجحنا بتجميع ما يقارب 30 بندقية صيد و حوالي ثلاثة مسدسات آلية . و هي الأسلحة التي بدأنا بها العمل المسلح ضد معسكرات المستعمر الفرنسي بولاية تيارت . و لدى مغادرة المجاهد قايد أحمد للمنطقة بطلب من الحاج بوعزة و الذي كان مناضلا و ألقي عليه القبض بالخلية الأولى التي اكتشفها العدو الفرنسي و تم القبض على جميع أفرادها و هذا مع بداية سنة 1956 . و قد وصلتنا معلومات حول محاولة القبض على المجاهد الحاج محمد بن إبراهيم مما دفعنا للهروب من المنطقة حتى لا يكتشف أمرنا . و فعلا فررت رفقة السيد بلحرش على متن دابة عوض السيارة التي كانت معروفة بأوساط الفرنسيين و هي ملك للسيد بلحرش من نوع ( أريان ) . و فعلا توجهنا نحو بلدية عين الحديد حيث وجدنا دفعات من الجيش الفرنسي . والتقيت بشخصين ضمن الجيش الفرنسي ينحدران من مدينة فرندة و هما محبوب بن مصطفى بن علي و سي محمد ولد عثمان كانا ضمن الجيش الفرنسي آنذاك . و عاتبتهم بعد استدعائي لهم بالطريق و أخبرني أحدهم أن الجيش عازم على القبض على المجاهد الحاج محمد ولد الشيخ و هو خال مرافقي . مما ألزمنا العودة أدراجنا حتى لا يكتشف أمرنا من قبل الفرنسيين . و فعلا تمت محاصرة المنطقة بكاملها و ألقي علينا القبض جميعا و كان عددنا 17 شخصا . و هو أول حصار للمنطقة الذي غطى كلا من منطقة ( لو هو ) مدغوسة حاليا و منطقة بوشقال و فرندة و منطقة الجحيفة و إلى غاية منطقة المخاطرية . و الموقوفين بين مجاهدين و مواطنين عاديين لم يتأكدوا من أمرنا جيدا و تحديد جميع هوياتنا . و للكشف عنهم أعطى الفرنسيون أوامر لكل شخص يتكلم العربية بطلاقة و الفرنسية بقتله فورا لإدراكهم أن أغلب المجاهدين مثقفون و يعرفون اللغتين جيدا و كنت من بين الذين فهموا حديث القائد لكنني لم أخبر أحدا حتى لا يكتشف أمري . و حاولت الهروب نحو الغابة قبل أن يكتشف أمرنا و من ثمة تصفيتنا , بحيث قام المستعمر بتحويلنا عبر شاحنات إلى سجن مدينة تيارت للتحقيق معنا . الجمهورية : يعني ذلك أن فرنسا علمت بدخول الثوار الجزائريين إلى ولاية تيارت ؟ مزياني عبد القادر : بالطبع , فعلامة الإعتقالات العشوائية كانت السبب الرئيسي في فضح المستعمر الذي قام بتوظيف جميع وسائله الدنيئة للإطاحة بالمجاهدين من خلال إستجواب الموقوفين من عامة الشعب بساحة الجيش الكائن مقرها بمنطقة عين قاسمة حاليا و هي اليوم عبارة عن محطة لنقل المسافرين و هي المنطقة التي كان يتمركز بها الجيش الفرنسي و مكاتبه إبان الفترة الإستعمارية . و خلال إستجوابهم لنا بدأوا بالأشخاص الأميين لكن دون أن يعترفوا و يبلغوا عنا . و قد تعرضنا لجميع أنواع التعذيب مما دفعني للتخطيط للهروب و أخبرت الجميع بالخطة لكن دون أن تتحقق بسبب خوف الأشخاص الذين كانوا معي من ردة فعل المستعمر و إطلاق النار . قررت الهروب و المستعمر مصمم على تصفيتنا و هو ما نجحت فيه عبر السياج و كان عمري تسعة عشر أنذاك . أتذكر جيدا المكالمة الهاتفية عبر راديو الجيش و التي سمعت كلمات لا أزال أتذكرها جيدا ( كيباك 3 ) و ( كيباك 13 ) أين موقعكم بالفرنسية و فهمتها بعدما طلبوا بالتوجه بهم إلى منطقة معزولة و تصفيتهم رميا بالرصاص لكن أمر ثاني من نفس الوحدة طالبهم بالتوقف و العودة إلى مركز التعذيب في محاولة يائسة منهم لافتكاك الاعترافات و الكشف عن بعض الأشخاص بالمجموعة الموقوفة و هو ما دفعني للتفكير بالهرب . و لا أزال أتذكر جيدا الحركي المدعو ( يوسف , س , م ) و هو لا يزال حيا لغاية اليوم و لديه أملاك بمدينة ملاكو . كما كان المدعو كشرى واحد من بين الحركى الذين عذبوا الشعب الجزائري بولاية تيارت رفقة الضابط المستعمر ( فوري ) . الجمهورية : هل واصلتم الكفاح رغم تعرضكم للتعذيب ؟ مزياني عبد القادر : بالطبع , بعد فراري من قبضة المستعمر الفرنسي قمت بتشكيل خلايا بالقرى و المداشر بالولاية . و هي من بين الإستراتيجيات التي قمنا بالمحافظة عليها بعد تحضير الدواوير و الأعراش من أجل التنسيق للقيام بالعمليات العسكرية ضد المستعمر الفرنسي بحيث كونتها رفقة صديقي جعفر بالعربي و المتخصص بالسياسة و الرفيق المجدوب متخصص بالميدان العسكري كون أنه شارك في حرب الفيتنام واستفاد من خبرة كبيرة في القتال و مدرب الكتيبة على مختلف الأسلحة و هو من بين زعماء الثورة الجزائرية و أكبر الضباط بجيش التحرير الوطني . نفذ أكبر العمليات العسكرية التي وقعت بالجزائر في الفترة الإستعمارية بمدينة فرندة من بينها عملية منطقة بوجحيح . و أول عملية قمت بها رفقة السي المجذوب هي عملية إبن ميقرة و هو كولون فرنسي تم تصفية عميل جزائري كان يمده بالمعلومات عن تحركات قادة الثورة قبل مؤتمر الصومام . لتسمى المنطقة التي شغلنا بها بالولاية الخامسة و تم تعيين العربي بن مهيدي على رأسها . علما أن تنصيبه لم يكن واردا بل كان من المقرر تنصيب المجاهد سي الحسين قريدي . لكن إحتراما للسيد العربي بن مهيدي و كونه من الشرق الجزائري تم تنصيبه بدلا من قريدي و هو من بين الضباط العسكريين في جيش التحرير الوطني و أكثرهم حنكة و قوة و ذكاء لكن تم تكريم العربي بن مهيدي بترأسه للولاية الخامسة . و بعد العربي بن مهيدي بنفس الولاية تم تنصيب المجاهد عبد الحفيظ بوصوف كان مكلف بالمخابرات بجيش التحرير و من بعده تقلد المنصب سي الهواري بومدين بعد تشكيل ما يعرف ب ( جي بي أر أ ) .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)