الجزائر - A la une

معتقل " شابر" يروي همجية تعذيب وفظاعة مستعمر




معتقل
" أروقة الموت " بالأمس تتحول إلى زريبة للأغنام وملجأ للكلاب الضالةاليوميعتقد الكثير من الموهومين أن فضائح التعذيب التي ارتكبت في سجن "أبوغريب" بالعراق أو الممارسات الإجرامية المذلة للمعتقلين في محتشدات أفغانستان ووراء أسوار سجن "غوانتنامو" هي حوادث عرضية استثنائية , تعني أنها لم تكن موجودة في السابق فطرق إذلال المعتقل وامتهان كرامته لانتزاع ما يريدون منه عند المستعمر قديمة و ليست وليدة حرب الخليج ضد أمريكا أو ما حدث في أفغانستان بل سبق وأن عانت الجزائر طيلة 132 سنة من الإستعمار الفرنسي من ويلات القمع والغطرسة" الكولونيالية "التي مارست كل أنواع التعذيب على الجزائريين في المعتقلات المدنية والعسكرية على حد سواء وتعد أساليب الانتهاك البشري للأسرى المجاهدين في سجون فرنسا وداخل الأماكن السرية إبان الثورة التحريرية الكبرى نموذجا لأبشع جرائم العدو ,غير أن الفرق بين ما حدث في العراق أو في قاعدة "غونتانامو" شاهده العالم بالصوت والصورة وأحدث صدمة مثيرة للاستغراب صاحبتها حملات واسعة من الشجب والاستنكار , بينما جرائم فرنسا لم تفضح بكاملها باستثناء بعض الصور التي أخفى العدو معظمها للتستر على ما أقترفه في حق الجزائريين لكنها الحقيقة التي كشفت مناهج التعذيب القاسية التي كانت تستخدمها الادارة الفرنسية داخل المعتقلات والسجون صور فوتوغرافية لو التقطت بالألوان لعبرت أكثر عن بشاعة التعذيب الذي مورس في حق الجزائريين بل أن فرنسا كانت سباقة في تدريب جنودها على الانتهاكات الشاذة وحيل التنكيل بالأسرى بدليل أن صور سجن أبو غريب بالعراق تعد امتدادا للممارسات الفرنسية التي حصلت منذ سنوات خلت في الجزائر حيث أن جنود الاحتلال الفرنسي كانوا يصوّرون أسراهم وهم عراة بنفس الطريقة و يقومون بالتقاط الصور الفوتوغرافية ويرفعون أصابع الإبهام تعبيرا عن الرضا وهم واقفون مبتسمون حمام بوحجر ترقد على معلم تاريخي شاهد على جرائم العدو ويظهرون في صور أخرى وهم يحاولون إرغام السجناء على ممارسة الشذوذ والأفعال المشينة بكل فرح وسرور وغبطة ما بعدها غبطة ورغم محاولات الاحتلال البائسة لأجل إخفاء حقيقة الممارسات التي ارتكبت ضد الشعب الجزائري من أجل تضليل الرأي العام العالمي هروبا من الاعتراف بجرائمه إلا أن شواهد التاريخ من المحطات التي بقيت تحتفظ ببقايا الاستدمار, في عدة مناطق من ربوع الوطن تعد دليل اثبات قد يضع فرنسا في يوم من الأيام في قفص الاتهام , وإن كان تاريخ الثورة الجزائرية قد دوّن في سجلاته بعض المعتقلات التي شهدت أبشع طرق التعذيب لكن البقية لم تصنف في خانة المعاقل الفرنسية ولعل الحديث يقودنا في هذا المقام للتطرق إلى معتقل تاريخي لم يسلط عليه الضوء من قبل وسائل الاعلام ولم يحظ أيضا باهتمام السلطات المعنية من هنا بدأت رحلتنا في التقصي حول بعض الحقائق المغيبة عن التاريخ الثوري الجزائري حيث لم نكن نتوقع أن زيارتنا إلى ولاية عين تموشنت في إطار بحثنا عن الحقائق الثورية غير موثقة عن صناع التاريخ بهذه المنطقة ستغيّر وجهتها نحو بلدية حمام بوحجر التي ترقد على معلم تاريخي مهمّ يروي قصص وحكايات ثورية أتارت فضولنا واهتمامنا مجازر فاقت انتهاكات النازية وحسب المعلومات التي استقيناها من أفواه بعض المجاهدين الذين مروا من هنا وذاقوا مرارة التعذيب داخل أروقة الموت, أن معتقل " شابرغيتون" الذي تتربع بنايته على مساحة واحد هكتار وعلى محيط 4 هكتارات بمزرعة عقيلي بوحجر الواقعة بالقرب من مفترق الطرق الفاصل بين حمام بوحجر بعين تموشنت وولاية سيدي بلعباس بمحاذاة بلدية "الشنتوف" يعد من أبرز المعاقل المعروفة على مستوى الوطن, حيث أن القانون الداخلي لهذا المركز كان يمنع الزيارات العائلية وشهد إبان الثورة على عمليات قتل جماعية فقد استشهد فيه 12 أسيرا من مناضلي جيش التحرير مجهولي الهوية دفنوا في المقابر التابعة للقرى المجاورة ومورست في هذا المكان أساليب مختلفة من التعذيب فاقت انتهاكات النازيين وعلمنا أن الأسير كان يعامل بالضرب بواسطة مقابض حديدية مركزة على أجزاء من الجسم فضلا على محاولة إغراق المعتقل في صهاريج المياه القذرة إلى حد الإختناق وتسريب المياه الملوثة الممزوجة بالصابون إلى جوف بطن المعتقل عبر خراطيم المياه ناهيك على دق المسامير في الجسم وكف الأيدي والأعناق والأرجل والكتف وتعليق المعتقل من رجليه إلى الأعلى ومن رأسه إلى الأسفل ثم يسحب نحو الأعلى لتكسير عظامه , والعبث بالخناجر بتقطيع أطرافه وأحيانا بالسلخ واقتلاع الأظافر والأسنان والشفاه , وغيرها من أساليب التعذيب التي ذاقها الجزائريون في معتقل" شابر " الذي تحول بعد الاستقلال إلى مخزن للعتاد الفلاحي وزريبة لتربية الماشية و ملجأ للكلاب الضالة مقابر جماعية ل12 شهيد مجهولي الهوية دفنوا في المنطقة ونظرا الوضعية الكارثية التي يتواجد عليها المعتقل تحاول مديرية المجاهدين قدر الامكان استرجاع حق الملكية بعدما تنازلت عنه الجهات المعنية منذ سنوات لصالح مستثمرة فلاحية حولته إلى معقل للكلاب بدل معتقل للعذاب من معتقل العذاب إلى معقل الكلاب بعد الاستقلال حسب مديرة المجاهدين لولاية عين تموشنت السيدة خديجة بهلول فإن الحفاظ على هذا المعلم التاريخي المصنف لدى وزارة الدفاع الفرنسي لن يكون إلا ببناء سور وحمايته من تسلل الدخلاء خاصة وأن أصحاب المزراع استفادوا عدة مرات من سكنات ببلدية حمام بوحجر لكنهم تركوا ابنائهم يحتلون المكان الذي تحول إلى أطلال بفعل الإنتهاكات التي يتعرض لها يوميا , لكننا طالبنا السلطات بترميمه من أجل تصنيفه لاحقا وتحويله إلى متحف صغير ترميم المركز ضمن ميزانية 2015 ولم نبق مكتوفي الأيدي فقد راسلنا الوزارة لترميم المعتقل وإدراجه في ميزانية 2015 وقمنا بإعداد بطاقة تقنية تم عرضها خلال الجلسات الوزارية ولحد الان الأمور تسير على ما يرام خصوصاو أن والي الولاية بالنيابة يشرف شخصيا على هذا الملف في انتظار إعداد مخطط لأرضية المعتقل بين مديرية الفلاحة و مديرية مسح الاراضي لعزله اداريا عن المستثمرة وبالتالي استرجاعه لفائدة وزارة المجاهدين والحصول على عقد الملكية من تخصيص غلاف مالي لترميمه وحمايته من الضياع جدران تتهاوى و معالم تختفيإنها قصة معتقل "شابر غيتون" الذي أصبح هيكلا تاريخيا بدون روح يصارع الحرمان والضياع و ينتظر رد الاعتبار, بهذه العبارات استقبلنا بعض المجاهدين الذي عانوا من جحيم التعذيب داخل أروقة هذا المعتقل الذي بدأ يتهاوى بفعل تأكل جدرانه وانهيار جزاءا كبيرا من جانبه العلوي بفعل انجراف التربة وتأثره بالعوامل المناخية والبشرية ذلك وحسب شهادة الأهالي والمجاهدين فمعتقل "شابر" لم يعد يحمل صفة صرح أثري يعود للحقبة الاستعمارية بل حوّلته الانتهاكات إلى مكان مهجور ومأوى للكلاب المتشردة و رعاة الغنم الذين اتخدوا من زناناته مخزنا للعتاد الفلاحي ومن ساحاته زريبة لتربية الماشية والأغنام فرنسا أنتقمت من المعمر " شابر" لموالاته للثورة وقبل الحديث عن وضعيته الحالية التي لاتسر الناظر لابد من التطرق إلى تاريخه ودواعي تسميته بمعتقل شابر غيتون نسبة لأحد المعمرين المواليين للثورة الجزائرية ,الذي كانت علاقته طيبة مع الأهالي حيث يقال أن" شابر غيتون "كان ذو أصل أندلسي وهو سر حبه للعرب واحتفاظه بالفرس العربي الأصيل وتعلّقه بالسرج التقليدي العربي وبعد وفاة هذا المستوطن انتقل تسير المزرعة إلى ربيبه ابن زوجته المدعو" نوربان ألبارنافرو" الذي ورث عنه حب الجزائريين بل قيل أنه كان ينقل رسائل الثوار من عين تموشنت إلى وهران دون أن يتعرض للتفتيش إلى غاية مقتله في وضح النهار رميا بالرصاص أمام الملأ من طرف أعضاء المنظمة السرية OAS الذي إكشفوا أمره ودبروا له كمين وهو داخل سيارته ولعل ولاء المعمر" شابر" وربيبه" نوربان" للجزائريين ولّد لدى المستعمر الكره والانتقام وحولت مزرعته بعد وفاتهما إلى معتقل مدني في بداية الأمر تم وسعت المنطقة لتصبح معتقل لسجناء الثورة المطلوبين لدى الادارة الفرنسية ولذلك وسعت المنطقة من طرف الفرنسيين وأقيمت بها زنزانات وأماكن خاصة لتعذيب افراد جيش جبهة التحرير الوطني حيث افتتح المركز سنة 1958 واستخدمته فرنسا في البداية كمحتشد للتفتيش والفرز ثم أصبح بعد ذلك معقلا مدنيا بناه السجناء الذين كانوا يجمعون الاشتراكات وكان يحشد في أوائل سنة 56 حوالي 600 معتقل لقيام الادارة المحتلة بعملية الفرز والفحص والتقصي على النظام و في سنة 58 و توسعت المنطقة الى معتقل عسكري معتمد من طرف وزارة الدفاع الفرنسي الناجون من الإعدام يروون رحلة عذابهم داخل الزنزانات المظلمة المجاهد سي توفيق :" الحركى عذبونا وقطعوا أجسادنا وكانو من أعداء الثورة "وحسب شهادة الناجين من معتقل الموت بمزرعة "شابر" بحمام بوحجر فأنهم يحتفظون بذكريات سيئة داخل جدران هذا المكان بل أن بعضهم يستحضر الأوقات العصيبة بحرقة شديدة وهو يذرف دموع الاعتزاز والفخر على نجاته من قبضة التعذيب الفرنسي في تلك الفترة , هكذا كانت عبارات المجاهدين الذين تحدثوا ل "الجمهورية "عن مأسي العنف والتعذيب الذي مارسته فرنسا إبّان الثورة التحريرية الكبرى وهو ما جاء على لسان المجاهد بلحاج ابراهيم عبد الغاني المدعو سي توفيق الذي لم يبخل في تلبية دعوة مديرة المجاهدين لولاية عين تموشنت السيدة بهلول خديجة حيث جاء رفقة نجله من ولاية سيدي بلعباس ليروي قصة كفاحه المرير إلى غاية اعتقاله بمعتقل شابر وتحريره فجر الاستقلال وخروجه من السجن مكرما معززا كان الشيخ بلحاج الذي استضفناه بمركز الراحة الخاص بالمجاهدين و الكائن بوسط المدينة ليحكي تفاصيل اعتقاله وتعذيبه من طرف العدو , جد مثأترلعدم توثيق بعض الوقائع التاريخية التي عرفتها الثورة وقال أن التاريخ أهمل منذ الاستقلال إلى درجة ان ما ذكر من أحداث لايمثل سوى القليل مما عاشه المجاهدون والشهداء خلال الثورة وقبل اندلاعها حيث يضيف محدثنا أن الجزائر أخدث حريتها عن جدارة واستحقاق وبتخطيط محكم ومدروس وبحكم تجربتي كقائد سابق بالمنطقة الخامسة بولاية سيدي بلعباس فكان هناك تنظيم عسكري ولوجستيكي لقادة الجبهة الذين عرفوا كيف يسيرون الثورة ويغلبون العدو , كنا نسير وفق قوانين والمهام التي أوكلت لنا انذاك . وبأتم معنى الكلمة التنظيم كان مهيكلا ومقسما الى اقسام و كتائب حسب الاختصاص والمهام فهناك من يتولى إدارة أخبار والمواصلات وعناصر أخرى اسندت لها شؤون تسيير العمليات العسكرية وفئة أخرى تتولى التنظيم الدبلوماسي في الخارج, ولعلمكم بهذه الطريقة كانت تسير الثورة طيلة ال 7 سنوات من حرب التحرير وإن كان هذا يدل على شي فإنما يعني على أن تفجير الثورة لم يكن أمرا اعتباطيا أو حادثا عرضيا بل تمت بتخطيط محكم ومدروس من جميع الجوانب هذا ما اكتشفته بعد التحاقي بصفوف الجبهة في فترة وصفت نوعا ما بالركود الذي عرفته الجهة الغربية قبل عملية التموين بالأسلحة و الذخيرة التي كانت مصادرها متعددة ومختلفة بحكم العلاقات الخارجية الجيدة التي كانت تربط القادة الجزائريين بالدول الصديقة والشقيقة ,للبحث عن مصادر تموين بالأسلحة وكانت منطقة تلمسان الحدودية الممتدة من سبدو إلى غاية مرسى بن مهيدي ملغمة ومحاطة بالأسلاك الشائكة وبالرغم من ذلك كانت تتسلل قوافل محملة بالأسلحة والعتاد الحربي بصفة مستمرة ولأنني عشت هذه الفترة عندما كنت قائد منطقة بسيدي بلعباس كنا نستقبل الحصص من قوافل السلاح الموجه للمراكز و التي كانت تضم فرق وكتائب الجبهة انذاك مع العلم أن كل مركز كان يؤوي ما بين 800 و1200 مجاهد مصنفين حسب الرتب ختمت القران تم التحقت بالمعهد قبل التحاقي بصفوف الجيش ترسخت في داخلي قيم الانتماء و روح الوطنية منذ صغري حيث نشأت في أسرة محافظة مبينة على تعاليم الدين الاسلامي بمنطقة القعدة وكان والدي فلاحا تتلمذ على يد العلماء المسلمين . تخرج من جامعة الزيتونة وبنى جامعا لتدريس طلبة لقرآن وسار بقية اخوتي على نفس النهج حيث كانوا يشرفون على تعليم حفظة القران بجامع القرويين ,وأتذكر زيارات بعض القادة والعلماء من قسنطينة وعلى رأسهم فرحات عباس الذين جاؤوا عند والدي وعندما ختمت القران الكريم التحقت بمعهد ابن باديس بقسنطبنة في سنة 1954 وكان عمري لايتجاوز ال 22 سنة ولم تمر فترة طويلة على التحاقي بالمعهد شهرا واحدا حتى اندلعت الثورة وتفاجأ الطلبة بضربات رصاص وانفجار محطة البنزين بالقرب من ساحة سيرتا حيث تفرقنا وخرجنا مسرعين , وأتذكر أنني لمحت قبعة الشيخ أحمد حماني الذي كان يدرسنا على الأرض اثناء التفجير تم تقرر بعدها غلق المعهد وقبل ذلك كنا ندرس في أجواء مشحونة وفي كل مرة كنا نتعرض لمضايقات بفعل حملات التفتيش التي كانت تشنها فرنسا في غرف الطلبة وأثناء الحصص . ولما انتهت العطلة عدت إلى المعهد لإتمام دراستي لكني فوجئت على غرار زملائي بقرار غلقه نهائيا السفر الى تونس مهد التحاقي بالجيشتم سافرت إلى تونس في سنة 1955 لكن هذه الفترة كانت الجهة الغربية تشهد ركودا نسبيا قبل ان تشتعل مجددا نيران حرب التحرير بعد انعقاد مؤتمر الصومام في سنة 1956 وخلال مزاولتي تكويني الجامعي بتونس التقيت بمجموعة من المجاهدين الذين كانوا يدرسون في نفس المعهد في صورة صحراوي من سوق أهراس ومسعي محي الدين من ولاية باتنة وكنت في البداية أساهم في نقل المصابين إلى المستشفيات عبر الحدود الجزائرية التونسية ومكث في تونس لمدة سنة تم عدت إلى الجزائر في تاريخ 3 جوان 1956 وقضيت فيها لمدة اسبوعين فقط تم رجعت إلى المعهد وخلال هذه الفترة كنا نتلقى استدعاء من لجنة الطلبة التي كانت تستفسر عن رغباتنا فبعض الطلبة كانوا يريدون الذهاب إلى سوريا والعراق لتلّقي العلم بينما قلت لهم أنني وطني صغير وأريد الإلتحاق بجيش التحرير وما إن أنهيت حديثي حتى توجه نحوي مسؤول اللجنة وقدم لي هدية كانت عبارة عن حذاء جديد مقاس 41 لكن الغريب في الأمر انهم قاموا بإخفاء ورقة صغيرة مكتوبة داخل بطانة الحذاء . وقالولي عندما تعود ألى و طنك وتلتحق بالجيش سلّمهم هذه الوثيقة . قصة الحذاء الذي كان يخفي سر تجنيدي ثم عدت إلى ولاية سيدي بلعباس وبدأت رحلتي في البحث عن خيط يدلني الى عناصر الجبهة وكان هناك شخص يدعى مصطفى السوري الذي دلني على قيادي يدعى لزهاري عبد الهادي والمجاهد فرّاج ورويت عليهما قصتي ثم منحتهم الحذاء وعندما فتحوا الرسالة وجدوا بداخلها شهادة اللجنة التي كتب عليها العبارة التالية الطالب فلان هو مناضل مخلص لوطنه ويستحق التجنيد في صفوف الجبهة " وهي الوثيقة التي كانت محل ثقة لدى أفراد الجيش . وشرعت في العمل معهم في منصب كاتب عام وفي ظرف لا يتجاوز 15 يوما . شاركت في أجتماع مسؤولي الأعراش والفروع بتلك الناحية الذي كان يعقد شهريا .وأتذكر أن من تزعم هذا الإجتماع المجاهد سي حمزة الذي كان قائد منطقة سيدي بلعباس وقدمت عرض حال حول القطاع و حصيلة الفيدائبن الذين استشهدوا والاشتراكات التي كانت تجمع لشراء العتاد والمؤونة . وعندما وجدوني الشخص المناسب تمت ترقيتي إلى قائد ناحية تم قائد منطقة في جوان 1958 الى غاية إلقاء القبض عليّ في نفس الشهر من عام 1959 . حيث كنت مسؤولا على المنطقة الخامسة االتي تشمل الحدود الغربية انطلاقا من ناحية سفيزف ,مرحوب , البيوض , المشرية مرورا بوادي شولي إلى غاية أولاد ميمون , تسالة تم عين البرد والعودة إلى سفيزف , وكانت تتوفر المنطقة الخامسة على 3 نواحي عاصمتها بلعباس وفي هذا الشأن أضاف المجاهد حاج ابراهيم أن الأفراد المثقفون كانوا يمثلون الشريان الحي الذي دعم الثورة في منتصف الخمسينيات المثقفون ,, الشريان الحي الذي دعّم الثورةوفي هذه الأثناء تدخل الأمين الولائي لمحافظة المجاهدين السيد عكة الهواري لتوضيح نقطة مهمة حول مشاركة الطلبة في ثورة التحرير . حيث أكد للجمهورية أن إشتراك طبقة المثقفين كأفراد في الثورة حدث قبل سنة 1954 و اقتصر نشاط هذه الطبقة على تاريخ 19 ماي 56 فحسب وإنما مساهمة الاتحاد العام للطلبة الجزائرين في حرب التحرير تعود إلى حوالي سنتين حيث كانت تتم عمليات تجنيد الشباب للالتحاق بالا وراس واضاف ذات المتحدث لم يساهم فوج 17 الذي فجر ثورة نوفمبر بتارقة بعد التحاقه ب "لوس" وإنما فئة المثقفين انضمت إلى الحركة قبل سنة 54 من بينهم طلبة حاملين بطاقات الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائرين وهي الفترة التي سبقت إضراب الطلبة في شهر بتونس والطلبة كانوا كأفراد في الحركة على غرار الذين درسوا في جامعة تونس وجامعة القروين في فاس مما يعني انهم انخرطوا قبل اندلاع الثورة نجوت 3مرات من الموت بأعجوبة تم واصل المجاهد سي توفيق في سرد أحداث قصة نضاله المرير ونجاته من الموت عدة مرات حيث أصيب برصاصات العدو في ثلاث مناسبات لكنه تعافى وعاش إلى غاية بزوغ فجر الحرية والاستقلال وأضاف أنه قاد العمليات الصغرى بالمنطقة الخامسة التي كانت تضم عدة كتائب موزعة على مراكز الجبهة وكان التنظيم العسكري الذي اعتمده القادة انذاك مهيكل وأردف قائلا "المعارك التي اندلعت في هذه الناحية كانت تنظم بطريقة مدروسة ومضبوطة وكنا نتفادى المعارك الكبرى مع العدو لأن الطرفان غير متوازنان حيث كانت فرنسا تتسلح بالطائرات والمدافع والمدرعات وفيالق من العساكر بينما كنا نتحين الفرص ونفاجئها بنصب الكمائن والهجوم على قواتها من الجهة الخلفية وهو ما كان يصطلح عليه بحرب العصابات ولعل حنكة مهندسي ضباط جيش التحرير الذين كانوا يحضرون للثورة ويخططون للمعارك تعد العامل الرئيسي الذي ساهم في تحرير البلاد وكان للأعراش دورا فعالا في تنظيم صفوف المجاهدين فمهنم من عمل في منصب كاتب وكانوا جلهم من طلبة القرأن وأبناء المزارعين , ومن خلال تجربتي الثورية كنت استعين بحفظة القران في الشؤون الادارية والذين أصبحوا بعد ذلك كتّاب دهاء وحنكة المجاهد الصغير" سي بن عومر"ومن عجائب الثورة وغرائبها انهم كانوا يتمتعون بذكاء خارق وقدرة فائقة على إقامة الحد والفصل في بعض القضايا الشائكة حيث أنني ما زلت أتذكر الطالب الصغير الذي كان مراهقا لكنه إستطاع أن يتدخل لحل خلاف بسيط حدث مابين الاعراش وكنت شاهد على حنكة هذا الرجل الذي يدعى سي بن عومر عندما أصلح بين أحد المعمرين المعروف بإسم بوربيلا وأحد أعيان البلد يدعى خالد فرعون , وحضرت النقاش الذي دار بينهما بمنطقة المحاديد نزاع حول قطعة أ رض وعرف سي بن عومر كيف يجعل الطرفان يتقاسمان حصصهما من هذه الارض و فرض على كل وواحد مهما دفع مبلغ 5000دج والذي يصطلح عليه ب" خطية " التي كانت تدرج ضمن اشتراكات المجاهدين في ذلك الوقتاعتقلت في اشتباكات جبل بوداود و عرفت بعد ذالك الأمور تغييرا جدريا خلال فترة قيادتي للمنطقة في ولاية سيدي بلعباس في اواخرسنة 1958 حيث شدد العدو الخناق على الجبال و المزارع بتكثيف عمليات التمشيط والمراقبة وقام بكل وسائله لتحطيم الثورة وكانت دوريات عساكر العدو بمنطقتنا لاتتوقف ليل نهار وتشمل جميع الاماكن المستهدفة من طرف الاحتلال انطلاقا من منطقة واد شولي وإلى غاية آخر بقعة من المناطق التي كانت تتمركز فيها عناصر جيش التحرير و كانت تحركاتنا خلال هذه الفترة متمركزة في الجبال والغابات خاصة وأن عساكر فرنسا حاصرت هذه الأماكن بكل الوسائل وفرضت رخص العبور على الجزائريين وطوقت المزارع بابراج للمراقبة ودعمت قواتها بالمدافع والطائرات وفي أحد الايام كنت متوجها إلى ناحية تسمى "الكارت"الخضراء "رفقة 3 حراس من الكتيبة إلى جانب الكاتب العام و2مرافقين وأثناء رحلتنا تسربت لدينا معلومات تؤكد أن العدو يقوم بعملية تمشيط واسعة ثم قررنا العبور نحو الغابة الى غاية جبل المشرية لكن العساكر لحقت بنا و دخلنا في وسط الحصار وحاولنا التوجه إلى ناحية الضاية مرورا بجبل دموش ووصولا إلى جبل عنتر بالمشرية التي كانت تابعة للمنطقة الثامنة وعند بلوغنا هذا المكان التقينا بفصيلة من المجاهدين التي كان يقودها إبن المنطقة الثامنة , حيث طلبنا منهم المساعدة لإيجاد مخرج يعيدنا إلى المنطقة الخامسة لكنهم اخبرونا أنها محاصرة كليا وليست مؤمّنة لذا توجهنا الى منطقة تدعى" المالحة" وكم كانت رحلتنا شاقة وقاسية ونحن نقطع أميالا مشيا على الاقدام تحت دوّي القنابل والرشاشات إلى غاية وصولنا إلى جبل بوداود وفي حدود الخامسة صباحا دخلنا في اشتباكات عنيفة مع قوات العدو وكان عددنا حوالي 33 فردأ افقط نحمل بعض الأسلحة عناصر كتيبة المنطقة الثامنة استشهدوا جميعا في هذه المعركةواتذكر أن كل عناصر المنطقة الثامنة استشهدوا في تلك المعركة وسقط الكاتب الذي كان برفقتي شهيدا بينما أصبت بجروح ليتم اعتقالي وتحويلي الى مستشفى بالمشرية وبقيت هناك لمدة 3 أيام تم حوّلت إلى سجن " الدوب " ببلعباس و من هنا بدأت معاناتي مع التعذيب محدثنا توقف قليلا عن الكلام واقشعر بدنه و احمرت عيناه عندما بدأ يستحضر ألام التعذيب بعد اعتقاله وقال الحاج توفيق " تعرضت لأبشع طرق التعذيب خصوصا كنت من الاشخاص المحكوم عليهم بالإعدام دون محاكمة , وعندما حولت إلى سجن بلعباس وضعت تحث رحمة الحركى والبياعة الذين كانوا يقومون بتعذيبي اثناء جلسات الاستجواب والتحري وكلما ينهي الضابط الفرنسي استنطاقي , يلتفت نحوه أحد العملاء من عبيد فرنسا انداك طلبا في تمديد جلسة التعذيب بهدف إجباري على الاعتراف و كلما ينتهي البحث يتدخل خونة الجزائر ليطلب من الضابط إعادة استجوابي بحجة أنه يعرف جيدا المجاهدين وقادات المنطقة الذين لايقولون الحقيقة ويخفون اسرار الثورة ليبدأ العذاب من جديد وهكذا دواليك حيث قضيت شهرا كاملا في جحيم السجن شهرا كاملا وضعت تحث رحمة العملاء في سجن بلعباس والمهدية حتى أنني بقيت أعاني في صدري من اثار الكدمات واللكمات التي كنت أتعرض لها من طرف الحركى الى درجة انها تسببت في احداث شرخ على مستوى اضلاع القصبة الهوائية وذات يوم قام احد العملاء الذي كان يرتدي خاتما من نوع "شوفاليار" بضربي حتى أحداث شرخا على مستوى أحد اضلاع قفصي الصدري لم أشف منه إلى حد الان قضيت 6 أشهر من التعذيب والترهيب النفسي في معتقل شابر والواقع الذي لايجب إخفاءه للأسف أن أعداء الثورة والجزائر هم عملاء فرنسا والبعض منهم قتلوا الشهداء وبعد ذلك حولت إلى معتقل بتلاغ وتعرضت إلى نفس سيناريو التعذيب تم إلى معتقل شابر بحمام بوحجر وبقيت لمدة 6 اشهر قبل أن يتم نقلي ألى سجن المهدية الذي كان متواجدا في قلب محجرة وكنا انذاك حوالي 100 سجين من جيش التحرير حيث تختار العساكر 50 مجاهدا يوميا للقيام بالأعمال الشاقة , وذلك بتفريغ المحاجر من الرمال وملاء الشاحنات بواسطة المعول , فضلا عى إجبارنا على تقليب قطع الأجر زحفا على الأرض على بعد أمتار ليقوم الجلادون بضربنا من الخلف وكانت الزيارات ممنوعة لأننا كنا من الأشخاص المطلوبين الذين يشكون خطرا على فرنسا, وتابع محدثنا قائلا " فرنسا كانت رائدة في تعذيب الأسرى وأعتقد أن الأساليب الدنيئة التي استعملتها ضدنا لم يسبق لها مثيل , إلى درجة أن عمليات الابادة الجماعية كانت تتم في السجون وهو ماحدث أثناء إعتقالي حيث طلب منا ذات مرة خلال شهر رمضان وكنا صائمين بالخروج إلى ساحة المعتقل على أساس أننا نعود إلى الزنزانة بمجرد إنارة الضوء الأخضر حسب ما طلب منا لكنهم أطلقوا علينا الرصاص واستشهد بعض رفاقي وتعرضت مر ة اخرى لجروح خطيرة , ونقلت رفقة المصابين الى المستشفى على مثن شاحنة في منظر لا يمكن وصفه إذ قاموا برمينا داخل المركبة وقاموا برفس أرجلهم على اجسادنا ,ثم تلقينا الاسعافات داخل مرحاض والعساكر تنتظر في الخارج في صورة يندى لها الجبين من جحيم المهدية وسجن التجويع بالأولاد ميمون إلى قبر حمام بوحجروبعد مرور شهر أرجعونا الى معتقل "شابر" وكنت رفقة بعض المجاهدين أمثال بودادي منير من المحمد ية ,حميدة سايبوس ,وسلكة وأخدونا بعدها إلى سجن التجويع بالأولاد ميمون حيث مكتنا لمدة 3 اشهرو نصف وكانت الوجبة عبارة على قطعة خبز في اليوم تقدم على الساعة الرابعة مساءا , والجدير ذكره أننا كنا نتعرض للضرب كل يوم سبت من قبل العساكر المخمورين الذين كانوا يحتفلون بهذه الطريقة في عطلة نهاية الاسبوع ولايفوتني القول أن في هذا السجن كانت تقيم إمراة "حركية " تقوم بشتمنا وتبصق علينا لاستفزازنا وأجبرنا بعد ذلك على تنظيف الحسيان و المجاري بملء دلاء مخرومة بالمياه القذرة التي كنا نقوم بتفريغها من المراحيض , وبعدها ، نقلنا مجددا إلى حمام بوحجر حيث استمرت جلسات التعذيب المعنوية والنفسية وعانيت كثيرا في جحيم الزنزانات الضيقة التي تسع شخصين فما بالكم ب9 اشخاص يقضون مدة اعتقالهم واقفين في غرفة مظلمة وبقيت لمدة سنة كاملة داخل هذا المعتقل الذي كان يكبس على الأنفاس لضيق حجمه الى غاية تاريخ12 جوان من سنة 1962 , وقبل ذلك حاولنا الفرار وقمنا بحفر ممر سري لكننا ترجعنا وقلنا في قريرة أنفسنا نحن راضون بقضاء الله وقدره الى غاية حصولنا على الحرية وخرجنا منتصرين , واستقبلنا سكان حمام بوحجر على وقع الزغاريد والولائم احتفالا بالنصر والاستقلال وهي اللحظات التاريخية التي هونت علي عذاب السجون المركز شاهد على عمليات الإبادة الجماعية للمجاهدين وفي ختام حديثه أكد محدثنا أن معتقل شابر شاهد على جرائم القتل الجماعي التي كانت تنفذ في مقبرة أولاد مبارك القريبة من المعتقل وقال أن البعض من الشهداء مجهولي الهوية لان فرنسا كانت تاتي بهم من مناطق متفرقة لإعدامهم حتى لايسمع عنهم أحد وهناك جثة 12 شهيد غير معروفة دفنت في هذه المقبرة وتأسف سي التوفيق قائلا " تاريخ الثورة كان ضحية الإهمال والتسيب واستغرب لعدم توثيق الأحداث والإعتراف بالمعالم الثورية التي تشهد على جرائم فرنسا كما تحسر على وضعية معتقل شابر الذي تحول إلى زريبة لتربية الأغنام و ملجأ للكلاب الضالة فضلا على اهتداء جزء كبير من البناية وتعرضها للسرقة من طرف بعض الدخلاء إختفاء وسائل التعذيب بسجن تلاغوهونفس الحال الذي تشهده بقية المعالم على غرار سجن تلاغ الذي تجرد من وسائل التعذيب التي اختفت بعد الاستقلال رغم اهميتها التاريخية و أضاف المجاهد الحاج ابراهيم " افي الظرف الحالي أحاول قدر الإمكان الاحتفاظ بالذاكرة التاريخية فأنا بصدد كتابة مؤلف يضم 26 عنوانا حول قوانين النظام الذي انتهجه جيش التحرير خلال الثورة, وهناك أحداث لم تؤرخ للأسف كما أنني تطرقت في هذا الكتاب لصفات المجاهد وقوانين الثورة وغيرها من الأمور التي تستحق الذكر الحدود , السبايس , المجندون , ومعامل تيطوان ومسراطة مصادر للأسلحة ولدى تطرقه لعمليات التموين بالأسلحة قال نفس المتحدث ان الحصص كانت تصلهم ن عدة مصادر وتتولى الكتائب مأمورية توزيعها فكانت هناك فرق موزعة حسب المهام , من بينها فرق مختصة في النقل وفرقة الكوموندوس ,وللعلم أن الكتيبة كانت تتشكل من 135 مجاهد مدعمين بمختلف الأسلحة خلال قيادتي للمنطقة تدعمنا ب حصص على حسب ما أذكر , جزء منها يوجه للتخزين داخل المراكز ومطامير و البقية تخصص للاستعمال وفي حالة استشهاد عناصرنا فقد كنا نستنجد بالمسؤول السياسي والعسكري لتدعيم الكتيبة بمجاهدين من المشتلة وهي المراكز التي أسستها الجبهة ومصادر الاسلحة كانت متعددة حيث تدعمنا من قبيلة السبايس بعد فرار البعض منهم من قبضة العدو , والتحقوا بالمجاهدين فسبايس قاموا بتدعيمنا بالأسلحة منذ 56 و جاؤوا من مناطق مختلفة على منطقة سبدو وأصبحوا الاطارات التي تتمتع بالكفاءة أذكر منهم مجاهد يدعى نصر الدين و خير الدين و علقمة و اخرون أما عن الوثائق التي كانت تحرر اختفت بعد ذلك بعدما انفضح امرنا واكتشف العدو المخبأ السري الذي كان في بيت مجاهدة تدعى من الشعب الحاجة زهرة بمنطقة تسالة وهي المرة الأولى التي واحهنا فيها العساكر أثناء توجهنا إلى بيت هذه السيدة حيث أطلقوا علينا الرصاص ونجوت حينها بأعجوبة بينما الكاتب العام استشهد في عين المكان أما بقية الأسلحة فقد كانت تأتينا من المجندين في صفوف الاحتلال الذين كانوا يهربون الأسلحة من الثكنات العسكرية واسلحة ااخرى تسربت من الحدود الغربية والشرقية بعد استقلال المغرب وتونس وفي بعض الاحيان كنا نسترجع سلاح العدو اثناء المعارك المجاهد بوعكة الهواري :"الحرب اندلعت بالبنادق والجيش تسلح من عند الشعب " وعلى ذكرمصادر الأسلحة أكد الأمين الولائي المجاهد بوعكة هواري أن الثورة اندلعت بالبنادق وبداية التسليح كانت بفضل مساهمة المواطنين مما يعني أن جيش التحرير تسلح من عند الشعب , حيث كانت تتم عمليات الإحصاء في كل جهة من جهات الوطن ا, بجمع البنادق غيرالمرخصة من طرف العدو إضافة إلى السلاح الذي جلب من الأوراس بقيادة الشهيد بن بولعيد , ففرنسا قامت بحجز 9 بواخر عبر البحر الابيض المتوسط باستثناء باخرتي دينا التي حملت 80 طن من الّدخيرة التي خزنت في منطقة جبالة و"لاتوس "التي كان على مثنها المجاهد سي أحمد صبار الى جانب فوج من المصريين وكشف أن بعض الاسلحة كانت تدخل الجزائر من بوابة ليبيا عن طريق الكلية العسكرية التي أسسها حفيد الأمير عبد القادر بمسراطة والذي كان ضابطا في الجيش الفرنسي خلال فترة القبض على الشهيد البطل العربي بن مهيدي ولاينكر جاهد أن كميات أخرى من السلاح كانت تصلنا من الحدود وبالضبط حسب علمي يقول الامين الولائي من مصنع كان متواجد بناحية تيطوان الذي كان يصنّع رشاش من نوع "ستان انجليزي" المعروف بسلاح "كلاش" فهذا المعمل شيدته عناصر الجبهة وان الذي كان يديره العقيد سي منصور لقرع وكان هوو المجاهد ولد قابلية و مكلفا بجلب السلاح علما أن سلاح الإشارة جلب الى الجزائر تحث إمرة القائد بوصوف المجاهد شرود محمد:" جدران معتقل "شابر" كانت تتعرق من شدة اختناقنا " قصة المجاهد شرود محمد الذي كان يجهل النظام لانه التحق بالثورة في سن مبكرة مرتبطة التعذيب الذي تعرض له بعد اصابته بطلق ناري في اشتباكات منطقة جبالة وراء جدران معتقل شابر بحمام بوحجر ,هذا الرجل الذي كان شابا في عمر الزهور لم يتعلم من تجارب الدنيا قبل التحاقه بالثورة سوى مهنة الصيد وملازمة البحر , المجاهد البشوش الذي لاتفارق الابتسامة محياه , رحب بنا في بيته ووسط عائلته الكريمة حيث أستمعنا اليه وهو يروى مسيرة كفاحه , رغم قصرمدتها لكنها كانت مليئة بالأحداث والمطبات التي يتذكرها محدثنا بحرقة وحسرة كبيرتين فبدايته مع قصة الكفاح انطلقت مبكرا عندما كان لايتجاوز ال14من عمره , حيث كان طفلا مشاكسا و هو ما كان يتطلبه التنظيم الذي كان يقوم باستمالة الاشخاص المغامرين , وقال " اتصل بي بعض المجاهدين في صورة الطيب ولد مدني و برابح بومدين وصاد الحسين وتعلمت منهم امورا تتعلق بالوطنية وان الجزائر جزائرية وغيرها من الاشياء التي كنت أجهلها ,وخلال اشتبكات جبالة سمعت ان قريبي وهو عمي مصطفى التحق بالجيش واصبحت عساكر فرنسا تبحث عنه , وتتحرى على اقربائه حيث سألني احد جنود فرنسا عندما كنت بالغزوات لكنني لم أكشف عن هويتي وبعدها قررت الهروب باتجاه المغرب بحثا عن خيط يقودني للجبهة ورغم الحصار الذي كان مفروضا في تلك المنطقة إلا انني تسللت الى دخل القطار الذي كان ينقل الفحم بالاتجاه منطقة وجدة المغربية , وعند وصولي استنجدت ببعض المغاربة الذين دلوني على مكان المجاهدين في الدار اببيضاء ومكثت هناك لمدة عامين إلى غاية تجنيدي في سنة 1958 بمنطقة أحفير الحدودية وفي هذه الفترة كان نشاط الحركة موسعا وهو ما مكنني من الالتحاق بالجبهة وتدربت في أعالي منطقة بني سمير وعندما كنت عائدا رفقة زملائي من المجاهدين في عملية قمنا بهات بمنطقة بني ونيف , تعرضنا للهجوم بالطائرات العسكرية والمدافع بعين الصفراء وعلمنا أن مجاهدي هذه المنطقة استشهدوا حيث كان من بينهم الشهيد محمد مجدوبي من ولاية قسنطينة ,تم تفرقنا وانتشرنا في اتجاهات مختلفة لا أنسى معانتنا في قبور هذا المركز وخلال هده العملية تعرضت للقصف وكنت من بين الذين القي عليهم القبض , وبعدها حولت الى سجن المشرية رفقة بعض المجاهدين من بينهم المجاهد برعود , ستوتي ,قارة الذين يعدون من طبقة المثقفين الذي كانوا يملكون شهادات لكنهم تخلوا على مستقبلهم من أجل تحرير البلاد ومن ثم بقيت في معتقل شابر لمدة سنة ذقت فيها أشد أنواع العذاب حيث كانت الزنزات عبارة عن أروقة مظلمة تعصر السجناء وت حبس أنفاسهم بينما كانت عساكر العدو تقوم بحشد ما يربو عن 10 أسرى في زنزانة واحدة لاتقل مساحتها على المترين وكنا نقضي بقية الاوقات تحث الظلام , الى درجة ان جدران المكان كانت تقطر بعرق السجناء نظرا لشدة الحر خلال الصيف وكنا نعاني من الاختناقات الشديدة ومنعت علينا الزيارات حيث أصبحنا لا نفرق بين النهار والليل من شدة الظلام فمعتقل شابركان بمثابة قبور للتعذيب النفسي للأحياء قبل اقتيادهم الى المصير المحتوم ت رمعتقل " شابر" يروي همجية تعذيب وفظاعة مستعمر بواسل أزعجوا جنرالات فرنسا" أروقة الموت " بالأمس تتحول إلى زريبة للأغنام وملجأ للكلاب الضالةاليوم بعثة الجمهورية إلى حمام بوحجر : توفالي روحية ,تصوير : فوزي ,بيعتقد الكثير من الموهومين أن فضائح التعذيب التي ارتكبت في سجن "أبوغريب" بالعراق أو الممارسات الإجرامية المذلة للمعتقلين في محتشدات أفغانستان ووراء أسوار سجن "غوانتنامو" هي حوادث عرضية استثنائية , تعني أنها لم تكن موجودة في السابق فطرق إذلال المعتقل وامتهان كرامته لانتزاع ما يريدون منه عند المستعمر قديمة و ليست وليدة حرب الخليج ضد أمريكا أو ما حدث في أفغانستان بل سبق وأن عانت الجزائر طيلة 132 سنة من الإستعمار الفرنسي من ويلات القمع والغطرسة" الكولونيالية "التي مارست كل أنواع التعذيب على الجزائريين في المعتقلات المدنية والعسكرية على حد سواء وتعد أساليب الانتهاك البشري للأسرى المجاهدين في سجون فرنسا وداخل الأماكن السرية إبان الثورة التحريرية الكبرى نموذجا لأبشع جرائم العدو ,غير أن الفرق بين ما حدث في العراق أو في قاعدة "غونتانامو" شاهده العالم بالصوت والصورة وأحدث صدمة مثيرة للاستغراب صاحبتها حملات واسعة من الشجب والاستنكار , بينما جرائم فرنسا لم تفضح بكاملها باستثناء بعض الصور التي أخفى العدو معظمها للتستر على ما أقترفه في حق الجزائريين لكنها الحقيقة التي كشفت مناهج التعذيب القاسية التي كانت تستخدمها الادارة الفرنسية داخل المعتقلات والسجون صور فوتوغرافية لو التقطت بالألوان لعبرت أكثر عن بشاعة التعذيب الذي مورس في حق الجزائريين بل أن فرنسا كانت سباقة في تدريب جنودها على الانتهاكات الشاذة وحيل التنكيل بالأسرى بدليل أن صور سجن أبو غريب بالعراق تعد امتدادا للممارسات الفرنسية التي حصلت منذ سنوات خلت في الجزائر حيث أن جنود الاحتلال الفرنسي كانوا يصوّرون أسراهم وهم عراة بنفس الطريقة و يقومون بالتقاط الصور الفوتوغرافية ويرفعون أصابع الإبهام تعبيرا عن الرضا وهم واقفون مبتسمون حمام بوحجر ترقد على معلم تاريخي شاهد على جرائم العدو ويظهرون في صور أخرى وهم يحاولون إرغام السجناء على ممارسة الشذوذ والأفعال المشينة بكل فرح وسرور وغبطة ما بعدها غبطة ورغم محاولات الاحتلال البائسة لأجل إخفاء حقيقة الممارسات التي ارتكبت ضد الشعب الجزائري من أجل تضليل الرأي العام العالمي هروبا من الاعتراف بجرائمه إلا أن شواهد التاريخ من المحطات التي بقيت تحتفظ ببقايا الاستدمار, في عدة مناطق من ربوع الوطن تعد دليل اثبات قد يضع فرنسا في يوم من الأيام في قفص الاتهام , وإن كان تاريخ الثورة الجزائرية قد دوّن في سجلاته بعض المعتقلات التي شهدت أبشع طرق التعذيب لكن البقية لم تصنف في خانة المعاقل الفرنسية ولعل الحديث يقودنا في هذا المقام للتطرق إلى معتقل تاريخي لم يسلط عليه الضوء من قبل وسائل الاعلام ولم يحظ أيضا باهتمام السلطات المعنية من هنا بدأت رحلتنا في التقصي حول بعض الحقائق المغيبة عن التاريخ الثوري الجزائري حيث لم نكن نتوقع أن زيارتنا إلى ولاية عين تموشنت في إطار بحثنا عن الحقائق الثورية غير موثقة عن صناع التاريخ بهذه المنطقة ستغيّر وجهتها نحو بلدية حمام بوحجر التي ترقد على معلم تاريخي مهمّ يروي قصص وحكايات ثورية أتارت فضولنا واهتمامنا مجازر فاقت انتهاكات النازية وحسب المعلومات التي استقيناها من أفواه بعض المجاهدين الذين مروا من هنا وذاقوا مرارة التعذيب داخل أروقة الموت, أن معتقل " شابرغيتون" الذي تتربع بنايته على مساحة واحد هكتار وعلى محيط 4 هكتارات بمزرعة عقيلي بوحجر الواقعة بالقرب من مفترق الطرق الفاصل بين حمام بوحجر بعين تموشنت وولاية سيدي بلعباس بمحاذاة بلدية "الشنتوف" يعد من أبرز المعاقل المعروفة على مستوى الوطن, حيث أن القانون الداخلي لهذا المركز كان يمنع الزيارات العائلية وشهد إبان الثورة على عمليات قتل جماعية فقد استشهد فيه 12 أسيرا من مناضلي جيش التحرير مجهولي الهوية دفنوا في المقابر التابعة للقرى المجاورة ومورست في هذا المكان أساليب مختلفة من التعذيب فاقت انتهاكات النازيين وعلمنا أن الأسير كان يعامل بالضرب بواسطة مقابض حديدية مركزة على أجزاء من الجسم فضلا على محاولة إغراق المعتقل في صهاريج المياه القذرة إلى حد الإختناق وتسريب المياه الملوثة الممزوجة بالصابون إلى جوف بطن المعتقل عبر خراطيم المياه ناهيك على دق المسامير في الجسم وكف الأيدي والأعناق والأرجل والكتف وتعليق المعتقل من رجليه إلى الأعلى ومن رأسه إلى الأسفل ثم يسحب نحو الأعلى لتكسير عظامه , والعبث بالخناجر بتقطيع أطرافه وأحيانا بالسلخ واقتلاع الأظافر والأسنان والشفاه , وغيرها من أساليب التعذيب التي ذاقها الجزائريون في معتقل" شابر " الذي تحول بعد الاستقلال إلى مخزن للعتاد الفلاحي وزريبة لتربية الماشية و ملجأ للكلاب الضالة مقابر جماعية ل12 شهيد مجهولي الهوية دفنوا في المنطقة ونظرا الوضعية الكارثية التي يتواجد عليها المعتقل تحاول مديرية المجاهدين قدر الامكان استرجاع حق الملكية بعدما تنازلت عنه الجهات المعنية منذ سنوات لصالح مستثمرة فلاحية حولته إلى معقل للكلاب بدل معتقل للعذاب من معتقل العذاب إلى معقل الكلاب بعد الاستقلال حسب مديرة المجاهدين لولاية عين تموشنت السيدة خديجة بهلول فإن الحفاظ على هذا المعلم التاريخي المصنف لدى وزارة الدفاع الفرنسي لن يكون إلا ببناء سور وحمايته من تسلل الدخلاء خاصة وأن أصحاب المزراع استفادوا عدة مرات من سكنات ببلدية حمام بوحجر لكنهم تركوا ابنائهم يحتلون المكان الذي تحول إلى أطلال بفعل الإنتهاكات التي يتعرض لها يوميا , لكننا طالبنا السلطات بترميمه من أجل تصنيفه لاحقا وتحويله إلى متحف صغير ترميم المركز ضمن ميزانية 2015 ولم نبق مكتوفي الأيدي فقد راسلنا الوزارة لترميم المعتقل وإدراجه في ميزانية 2015 وقمنا بإعداد بطاقة تقنية تم عرضها خلال الجلسات الوزارية ولحد الان الأمور تسير على ما يرام خصوصاو أن والي الولاية بالنيابة يشرف شخصيا على هذا الملف في انتظار إعداد مخطط لأرضية المعتقل بين مديرية الفلاحة و مديرية مسح الاراضي لعزله اداريا عن المستثمرة وبالتالي استرجاعه لفائدة وزارة المجاهدين والحصول على عقد الملكية من تخصيص غلاف مالي لترميمه وحمايته من الضياع جدران تتهاوى و معالم تختفيإنها قصة معتقل "شابر غيتون" الذي أصبح هيكلا تاريخيا بدون روح يصارع الحرمان والضياع و ينتظر رد الاعتبار, بهذه العبارات استقبلنا بعض المجاهدين الذي عانوا من جحيم التعذيب داخل أروقة هذا المعتقل الذي بدأ يتهاوى بفعل تأكل جدرانه وانهيار جزاءا كبيرا من جانبه العلوي بفعل انجراف التربة وتأثره بالعوامل المناخية والبشرية ذلك وحسب شهادة الأهالي والمجاهدين فمعتقل "شابر" لم يعد يحمل صفة صرح أثري يعود للحقبة الاستعمارية بل حوّلته الانتهاكات إلى مكان مهجور ومأوى للكلاب المتشردة و رعاة الغنم الذين اتخدوا من زناناته مخزنا للعتاد الفلاحي ومن ساحاته زريبة لتربية الماشية والأغنام فرنسا أنتقمت من المعمر " شابر" لموالاته للثورة وقبل الحديث عن وضعيته الحالية التي لاتسر الناظر لابد من التطرق إلى تاريخه ودواعي تسميته بمعتقل شابر غيتون نسبة لأحد المعمرين المواليين للثورة الجزائرية ,الذي كانت علاقته طيبة مع الأهالي حيث يقال أن" شابر غيتون "كان ذو أصل أندلسي وهو سر حبه للعرب واحتفاظه بالفرس العربي الأصيل وتعلّقه بالسرج التقليدي العربي وبعد وفاة هذا المستوطن انتقل تسير المزرعة إلى ربيبه ابن زوجته المدعو" نوربان ألبارنافرو" الذي ورث عنه حب الجزائريين بل قيل أنه كان ينقل رسائل الثوار من عين تموشنت إلى وهران دون أن يتعرض للتفتيش إلى غاية مقتله في وضح النهار رميا بالرصاص أمام الملأ من طرف أعضاء المنظمة السرية OAS الذي إكشفوا أمره ودبروا له كمين وهو داخل سيارته ولعل ولاء المعمر" شابر" وربيبه" نوربان" للجزائريين ولّد لدى المستعمر الكره والانتقام وحولت مزرعته بعد وفاتهما إلى معتقل مدني في بداية الأمر تم وسعت المنطقة لتصبح معتقل لسجناء الثورة المطلوبين لدى الادارة الفرنسية ولذلك وسعت المنطقة من طرف الفرنسيين وأقيمت بها زنزانات وأماكن خاصة لتعذيب افراد جيش جبهة التحرير الوطني حيث افتتح المركز سنة 1958 واستخدمته فرنسا في البداية كمحتشد للتفتيش والفرز ثم أصبح بعد ذلك معقلا مدنيا بناه السجناء الذين كانوا يجمعون الاشتراكات وكان يحشد في أوائل سنة 56 حوالي 600 معتقل لقيام الادارة المحتلة بعملية الفرز والفحص والتقصي على النظام و في سنة 58 و توسعت المنطقة الى معتقل عسكري معتمد من طرف وزارة الدفاع الفرنسي الناجون من الإعدام يروون رحلة عذابهم داخل الزنزانات المظلمة المجاهد سي توفيق :" الحركى عذبونا وقطعوا أجسادنا وكانو من أعداء الثورة "وحسب شهادة الناجين من معتقل الموت بمزرعة "شابر" بحمام بوحجر فأنهم يحتفظون بذكريات سيئة داخل جدران هذا المكان بل أن بعضهم يستحضر الأوقات العصيبة بحرقة شديدة وهو يذرف دموع الاعتزاز والفخر على نجاته من قبضة التعذيب الفرنسي في تلك الفترة , هكذا كانت عبارات المجاهدين الذين تحدثوا ل "الجمهورية "عن مأسي العنف والتعذيب الذي مارسته فرنسا إبّان الثورة التحريرية الكبرى وهو ما جاء على لسان المجاهد بلحاج ابراهيم عبد الغاني المدعو سي توفيق الذي لم يبخل في تلبية دعوة مديرة المجاهدين لولاية عين تموشنت السيدة بهلول خديجة حيث جاء رفقة نجله من ولاية سيدي بلعباس ليروي قصة كفاحه المرير إلى غاية اعتقاله بمعتقل شابر وتحريره فجر الاستقلال وخروجه من السجن مكرما معززا كان الشيخ بلحاج الذي استضفناه بمركز الراحة الخاص بالمجاهدين و الكائن بوسط المدينة ليحكي تفاصيل اعتقاله وتعذيبه من طرف العدو , جد مثأترلعدم توثيق بعض الوقائع التاريخية التي عرفتها الثورة وقال أن التاريخ أهمل منذ الاستقلال إلى درجة ان ما ذكر من أحداث لايمثل سوى القليل مما عاشه المجاهدون والشهداء خلال الثورة وقبل اندلاعها حيث يضيف محدثنا أن الجزائر أخدث حريتها عن جدارة واستحقاق وبتخطيط محكم ومدروس وبحكم تجربتي كقائد سابق بالمنطقة الخامسة بولاية سيدي بلعباس فكان هناك تنظيم عسكري ولوجستيكي لقادة الجبهة الذين عرفوا كيف يسيرون الثورة ويغلبون العدو , كنا نسير وفق قوانين والمهام التي أوكلت لنا انذاك . وبأتم معنى الكلمة التنظيم كان مهيكلا ومقسما الى اقسام و كتائب حسب الاختصاص والمهام فهناك من يتولى إدارة أخبار والمواصلات وعناصر أخرى اسندت لها شؤون تسيير


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)